رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

آباء ينهون حياة أبنائهم.. خبير قانوني: العقوبة تتراوح بين سنة إلى 3 سنوات.. وإخصائيون نفسيون: التوعية بالتربية السليمة هو الحل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«آباء وقتلة».. عنوان كبير يعبر عن تلك المأساة التى دفعت بعض الآباء لقتل أبنائهم تحت ستار التربية، والتى بدت كظاهرة جديدة من الجرائم الأسرية التى تتمثل فى ضرب الأطفال حتى الموت بغرض التربية، وتعد تلك الجريمة الشنعاء انتهاكا لحق الطفولة، وتؤثر على جميع الأطفال داخل الأسرة وتثير مشاعر الكراهية تجاه الأب، ويكون نتاج ذلك جيلا ناقما وكارها للمجتمع، وفى ظل تفشى تلك الظاهرة التى تمثل نوعًا جديدًا من الجرائم الأسرية، تسلط «البوابة» الضوء على بعض القضايا وآراء الخبراء.

سجل من الحالات
لقى طالب مصرعه خنقا، بعدما قيده والده بالحبال فى عمود داخل حديقة منزل بمنطقة أطفيح محافظة الجيزة، وبينت التحريات أن والد الطالب قيده بالحبال وربطه فى العمود، بسبب هروبه من المدرسة وتدخين السجائر، وتركه مقيدا فترة طويلة، حتى اختل توازن الطالب واختنق، وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
بينما أقدم أب على قتل نجله لسرقة مبلغ ٢٠٠ جنيه من صاحب العمل بمنطقة أبوكبير محافظة الشرقية.
وكشفت التحريات عن أن والد الطفل قام بسكب الماء المغلى عليه وتعذيبه لسرقته مبلغ ٢٠٠ جنيه من صاحب العمل، بغرض تأديبه وخوفًا من الفضيحة ولكن الطفل صاحب الـ١١ عاما لم يتحمل ولفظ أنفاسه الأخيرة، وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
كما أقدم جزار على قتل نجله بعد تعذيبه بسبب لعبه فى الشارع بمنطقة كفر الدوار بمحافظة البحيرة.
وبينت التحريات أن والد الطفل وثق أبناءه بواسطة خرطوم بسبب لعبهم فى الشارع دون إذن وتعدى عليهم، مما أدى إلى وفاة نجله ١٠ سنوات، وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة.
وأقدم مدرس بكلية طب الأزهر على قتل نجله بسبب سرقته مبلغ ٤٠٠ جنيه من أموال والده بمنطقة دمياط الجديدة بمحافظة دمياط.
وأكدت التحريات أن والد الطفل قام بتوثيق أبنائه جميعًا بسبب ضياع مبلغ مالى قدره ٤٠٠ جنيه من أمواله الخاصة، واعتدى على أبنائه ولم يستطع نجله صاحب الـ١٤ عاما تحمل التعذيب ولفظ أنفاسه الأخيرة، وتم اتخاذ كافة الإجراءات حيال الواقعة وتوالت النيابة التحقيقات.
وأقدم أب على قتل نجلته بسبب سوء سلوكها فى منطقة المنيب محافظة الجيزة. وأوضحت التحريات أن والد الفتاة قام بتعذيبها حتى الموت فور رؤيته لها بصحبة أحد الشباب، فقام بضربها وتعذيبها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية حيال الواقعة.

ولعلم النفس رأى
وتقول الدكتورة رحاب العوضى أستاذ علم النفس السلوكي، أن استخدام العنف ضد الأطفال فى التربية لا يؤتى أبدًا بثماره فدائمًا تكون نتائجه عكسية، فموت الطفل من الضرب والتعذيب أو حتى إصابته يؤثر عليه بالسلب داخليًا، يجعله يصبح كارهًا ناقمًا لوالديه والمجتمع ككل ويقتل ذلك بداخله كل مشاعر الشغف والطفولة ويحوله إلى متبلد فى المشاعر لا يحب شيئا، ويرغب فى العزلة التامة ويجعله انطوائيا لا يرغب فى شىء ولا يرغب بأحد.
وطالبت العوضى بضرورة التوعية الأسرية، والإعلامية التى يقع على عاتقها الدور الأكبر فى كيفية التربية الصحيحة وطريقة التعامل مع النشء، والرفق واحتواء مشاعر الطفولة واستثمار طاقات هؤلاء الأطفال فى التربية السليمة والتعليم الصحيح لإخراج جيل يعى ما له من حقوق وما عليه من واجبات، جيل يبنى ويستطيع أن يقود الوطن إلى بر الأمان.
كما شددت أستاذ علم النفس السلوكي، على دور المدرسة فى التعليم السوى وطرق التربية الصحيحة، كما طالبت بتفعيل دور العبادة ورجال الدين وبث روح التسامح وتعاليم الأديان السماوية فى التربية السليمة للنشء، ونبذ روح العنف والكراهية، للحد من انتشار تلك الظاهرة التى تمثل انتهاكا لحق الطفولة. ومن جانبها قالت الدكتورة «فاطمة زغلول» الخبير القانوني: إن جرائم قتل الأبناء تنقسم إلى قتل عمد، وتكون هنا العقوبة بالسجن المؤبد وليس إعداما لأن القاضى يرى أن الأب أو الأم المتهم هو سبب وجوده فى الدنيا.