لم تكن تعلم أنها تشتاق وتحن لأيام الطفوله لتودع من طالعتهم في طفولتها البريئة، أول من رأتهم عينيها في مشوار العلم والدراسة، لتودعهم قبل رحيلها بساعات، فتنفست بقلمها لتبوح بما تشعر وتنتمى هكذا كان آخر ما كتبت طالبة كلية الآداب جامعة الفيوم "إيمان عثمان" قبل فراقها بساعات، حيث استيقظت من نومها وهى تشعر بالحنين إلى الماضي.
همت من مرقدها لتذهبت إلى مدرستها الابتدائية، تسلك نفس الطريق الذي كانت تسير فيه منذ أن كانت طفلة ترتدي المريلة، ودخلت إلى فصلها وتفحصت مقعدها وصافحت معلمتها ولم تكن تدري أنها تودع الحياة، لتجلس وتتذكر سنواتها الماضية، وشعورها بالرضا من الدنيا، ثم توجهت إلى مدرستها الثانوية وفعلت ما كانت تفعله في الماضى
وذهبت "إيمان "إلى كليتها بنفس راضية وقلب مليئ بالإيمان، في اليوم التالي أمس الخميس، وبدون مقدمات شعرت بدوران شديد فتعلقت بأسوار السلم وأرسلت لزميلاتها على واتس أب أن ينفذوها لشعورها بغثيان، واستنجدت بزميلاتها "بجروب “شلة الحلوين” وهو جروب عبر “الواتس اب” لمجموعة من زميلاتها بقسم الفلسفة كلية الآداب تطلب منهم أن ينجدوها بسرعة لانها “دايخة” وحددت مكانها وقالت إنها تعاني من إعياء ودوار شديد الأمر الذي دعاها إلى إرسال رسالة لصديقاتها بالجروب الخاص بهم من تليفونها المحمول في التاسعة والربع، محددة مكانها لسرعة التوجه لها بسلم الطابق الخامس أمام قاعة 329.
وهبت إليها زميلاتها إلا أنهم وجدوها تنازع الموت بعد أن سقطت على الأرض من الدور الخامس، وسادت حالة من الفزع والرعب فى قلوب زميلاتها،إلى أن تم نقلها إلى مستشفى الجامعة،لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة داخل العناية المركزة بعد دقائق من دخولها،وفارقت الحياة لتترك ألما في صدر كل من عرفها.
لم تستغيث بأي من الطلاب أو العمال المتواجدين بالطابق الخامس ومع تزايد حالة عدم تماسكها ” بدرابزين ” السلم سقطت من الطابق الخامس بالكلية وتم نقلها فورًا إلى المستشفى الجامعي وإجراء كافة الفحوصات الطبية وجاء تقرير المستشفى يوضح أن الطالبة فور وصولها إلى قسم الطوارئ كانت تعاني من انخفاض شديد بضغط الدم وكسر بالضلوع وعظمة الترقوة وتهتك بالرئة اليمنى واشتباه نزيف داخلي وتم عمل الإسعافات الأولية إلا أنه حدث هبوط مفاجئ بالدورة الدموية وتوقف بالقلب وتم عمل إنعاش قلبي رئوي ولم تستجب المريضة وانتقلت روحها الى بارئها.
يُذكر أن جامعة الفيوم كانت قد شهدت، صباح أمس الخميس، حادثة هي الأولى من نوعها لسقوط طالبة من الطابق الخامس تدعى إيمان عثمان شكرالله (20 سنة) بالفرقة الثالثة بكلية الآداب قسم الفلسفة مصابة بـ(اشتباه كسر بقاع الجمجمة واشتباه ما بعد الارتجاج ونزيف داخلى)
