الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فيلم الرسالة.. السيناريو الأضخم في الأفلام الدينية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى الفيلم الأشهر فى العالم عن الدين الإسلامي، كان للكاتب الكبير عبدالرحمن الشرقاوى فرصة الاشتراك مع نخبة من الكتاب المصريين والأجانب، فى كتابة سيناريو فيلم «الرسالة»، وعلى رأسهم الكاتب الهولندى هارى كريج، والأمريكى هارى كيجاف، وتوفيق الحكيم، وعبدالحميد جودة السحار، ومحمد على ماهر، ليصنعوا معًا رائعة من روائع الأفلام التى تناولت عصر النبى محمد.
بلغت تكلفة إنتاج الفيلم بنسخته العربية والإنجليزية حوالى ١٧ مليون دولار، وحققت النسخة الإنجليزية وحدها عشرة أضعاف هذا المبلغ، وترجم الفيلم إلى ١٢ لغة ووزع فى العالم أجمع وحصل على جائزة الأوسكار لأفضل موسيقى فى عام ١٩٧٨؛ ويتناول فترة صدر الإسلام فى مكة، وهجرة المسلمين إلى المدينة المنورة، مسلطًا الضوء على حياة عم الرسول حمزة بن عبدالمطلب، وغزوتى بدر وأحد.
كان القلق الأعظم لدى المخرج السورى مصطفى العقاد، مخرج الفيلم، هو عدم إجازته من قِبل المؤسسات الدينية، لكن اطلع الأزهر على السيناريو وعرف أن نصه يحترم الرواية المشهورة للسيرة النبوية وملتزم بالوقائع التاريخية كما وردت فى الكتب الصحاح، وأيضا بعد أن عُرف أن شخص الرسول الكريم والعشرة المبشرين بالجنة لن يظهروا على الشاشة لا شخصًا ولا ظلًا ولا خيالًا ولا صوتًا، أبدى موافقته على السيناريو ووضع ختمه عليه، وهى الموافقة التى تلتها موافقة أخرى من قِبل المجلس الإسلامى الشيعى الأعلى فى لبنان.
تم اختيار المغرب ليكون مكان التصوير، وتحديدًا فى إحدى ضواحى مدينة مراكش التى تجمع بين مظاهر الحياة الصحراوية فى الجزيرة العربية وبين عمران مكة والمدينة، إضافة إلى بعض الواحات الصغيرة؛ وكان يتم تصوير النسختين، العربية بممثلين عرب والإنجليزية بممثلين أجانب مع الاحتفاظ بالديكور نفسه والممثلين الثانويين والمجاميع؛ واشتهر فيه دور حمزة بن عبدالمطلب عم الرسول، والذى مثّله كل من الفنان المصرى عبدالله غيث والأمريكى من أصل مكسيكى أنطونى كوين؛ أما البطولة النسائية فاشتهرت فيها الممثلة السورية منى واصف فى دور هند بنت عتبة، وأدت الممثلة العالمية أيرين باباس الدور فى النسخة العالمية.
وكان ملك المغرب الحسن الثانى مُتحمسًا بشدة تجاه العمل الضخم، حيث أعطى تعليماته للمسئولين كى يزيلوا العقبات أمام سير عملية التصوير والإقامة، ووجه دعوة إلى كل الممثلين المغاربة تقريبًا كى يلتحقوا بمراكش ويعرضوا أنفسهم على المخرج حتى يساهموا فى الفيلم، ما يفسر ظهور عدد كبير من المغاربة فى الفيلم ولو فى أدوار رمزية أو ظهورهم فى مقدمة المجاميع؛ لكن بعد ستة أشهر من التصوير، اضطر المغرب لوقف ترخيص التصوير بسبب ضغوط من السعودية، فاضطر فريق عمل الفيلم إلى الذهاب للصحراء الليبية لتكملة التصوير، وبالفعل أُكمل الفيلم فى الصحراء الجنوبية، والبقية كانت بضواحى العاصمة طرابلس، ما يفسر أيضا الظهور المكثف للممثلين الليبيين فى الفيلم، كعبدالفتاح الوسيع فى دور عبادة، ومحمد الساحلى فى دور التاجر المرابي، وعيسى عبدالحفيظ الذى دل كفار قريش على مسلك الرسول عند هجرته، وعمران المدينى فى دور سهيل بن عمرو، لكن أهم الأدوار كانت لعلى سالم فى دور بلال بن رباح وسالم قدورة فى دور وحشي.