الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فيلم الأرض.. معنى "وقفة الرجالة"

عبد الرحمن الشرقاوي

فيلم الارض
فيلم الارض
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كأى فلاح مصرى أصيل عُرف عبدالرحمن الشرقاوى بانحيازه لطبقة البسطاء من أهل القرى سواء أصحاب الأراضى القليلة التى لا تتجاوز بضعة قراريط أو أولئك العاملين عليها بالأجرة اليومية. لم ينتظر الرجل قبل أن يُعلن ولاءه للطين الذى يحمل الخير كله، بل وأبرز ذلك فى أول أعماله الروائية «الأرض» التى صدرت عام ١٩٥٤، والتى تعد أبرز إبداعاته الأدبية، فى تجسيد الواقع، والتى أضافت كثيرًا إلى الرواية العربية، واعتبرها العديد من النقاد النموذج الأبرز لمذهب الواقعية الاشتراكية.
تحولت الرواية إلى عمل سينمائى عام ١٩٧٠، من إنتاج المؤسسة المصرية العامة للسينما وإخراج العبقرى الراحل يوسف شاهين، وبطولة كوكبة من النجوم والفنانين الكبار، أمثال محمود المليجي، وعزت العلايلي، وتوفيق الدقن، نجوى إبراهيم وغيرهم؛ رغم أن المليجى كان قد قرر عدم خوض التمثيل مرة أخرى بعد سقوط فيلم فاطمة رشدى «الزواج على الطريقة الحديثة» من بطولة سعاد حسنى وحسن يوسف، إلا أن شاهين أعاده مرة أخرى؛ ليُحقق الفيلم - الذى كان موعد عرضه الأول فى ١٠ يوليو من العام نفسه - نجاحًا ساحقًا استمر لعقود، حتى أنه فى احتفالية مئوية السينما المصرية عام ١٩٩٦ تم تصنيفه فى المركز الثانى ضمن أفضل مائة فيلم فى تاريخ السينما المصرية فى استفتاء النقاد.
جاءت أهمية الفيلم فى الرؤية الفكرية التى يحملها، والرسائل العديدة التى استطاع توصيلها إلى جمهوره، فهو يدعو إلى التمسك بالأرض والثورة والدفاع عن المبادئ والانتماء؛ ورغم أن الفيلم يحكى عن نضال الفلاحين المصريين ضد الإقطاعيين إلا أنه يحمل العديد من المضامين والإسقاطات على واقعنا الحاضر. تدور أحداث الفيلم فى إحدى القرى المصرية فى عام ١٩٣٣، والتى يفاجأ أهلها بقرار حكومى بتقليل نوبة الرى إلى خمسة أيام فقط بدلًا من عشرة، فيبلغ العمدة الفلاحين أن نوبة الرى أصبحت مناصفة مع أراضى محمود بك الإقطاعي، والذى يستولى بدوره على أراضيهم؛ يجتمع رجال القرية للتشاور ويتفقون على تقديم عريضة للحكومة من خلال محمد أفندى ومحمود بك، لكنه يستغل الموقف وتوقيعاتهم لينشئ طريقا لسرايته من خلال أرضهم الزراعية. 
هكذا يثور الفلاحون دفاعًا عن أرضهم بقيادة المُناضل القديم محمد أبوسويلم الذى شارك فى ثورة ١٩١٩، ويلقون الحديد فى المياه، فترسل الحكومة قوات الهجانة للسيطرة على القرية، ويتم انتزاع الأراضى منهم بالقوة وكذلك يتم إعلان حظر التجوال، ويتصدى محمد أبوسويلم للأمن؛ ليسحل على الأرض، وهو يحاول التشبث بالجذور، فى المشهد الشهير، والذى لايزال عالقا بأذهان كافة من شاهدوا الفيلم.