الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

مخطط إيراني لتفجير بلاد الرافدين

داعش
داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«النجار»: ميليشيات الحشد الشعبى تسعى للضغط على الحكومة العراقية 
«عامر»: التنظيم جنَّد بعض الشباب الساخط على الحكومة
«كمال»: التناحر بين الأحزاب أهم أسباب زيادة التفجيرات 
«الوزان»: وصول التنظيم إلى بغداد لن يكون إلا بمساعدة من مخابرات دولية 

قال هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية بالأهرام، إن عودة تنظيم داعش الإرهابى لتنفيذ هجمات فى العراق مرتبط بشكل رئيس ببدء تفعيل العقوبات الأمريكية على إيران.
وأضاف، أن عودة داعش مبرر تلقائى لحضور ونفوذ أكبر لميليشيات الحشد الشعبى المدمجة ظاهريًا بالقوات المسلحة العراقية والموالية فعليًا لإيران.
وتابع «عودة داعش تعنى عدة أمور، أولا: أن ميليشيات الحشد الشعبى مع استدعاء داعش الغامض بعد هزيمته تريد أن تقول إنها الوحيدة القادرة على مواجهة التنظيم، ومن ثم ستسعى لترسيخ حضورها ووجودها على منطقة الحدود بين سوريا والعراق، وهى التى يدور عليها صراع بالوكالة بين واشنطن وطهران، لأنها منطقة تمثل خط العبور الرئيس من إيران باتجاه البحر المتوسط مرورًا بالعراق وسوريا ولبنان، وعندما تسيطر عليها إيران من خلال الحشد الشعبى الموالى لها ستمتلك الآلية التى من خلالها تكسر الحصار والعقوبات بتوظيف الحدود العراقية السورية.
ثانيًا: تسعى ميليشيات الحشد الشعبى للعب دور أكبر فى الساحة العراقية خلال الفترة المقبلة للضغط على الحكومة العراقية حتى لا تمتثل للإرادة الأمريكية بشأن تنفيذ العقوبات على إيران، وهذا استدعى حضورا أكبر لنقيض الحشد، وهو تنظيم داعش ليس فقط بمنطقة الحدود، إنما فى قلب العاصمة بغداد بالتزامن مع بدء العقوبات الأمريكية على إيران.
ثالثًا: يخشى تنظيم داعش أن يحرز عادل عبدالمهدي، رئيس الوزراء العراقى الجديد، نجاحات فى الملف الاقتصادى بالنظر إلى أن من سبقه وهو حيدر العبادى قد نجح جزئيا فى الملف الأمني، بما يفترض معه أن يبنى رئيس الحكومة الجديدة على هذا الاستقرار الهش، ويباشر ما من شأنه إصلاح الوضع المعيشى والخدمى المنهار، وهنا التنظيم يسعى لخلط الأوراق الأمنية أمام عادل عبدالمهدي، وأن يظل مشغولا كسابقه فى الملف الأمني».
وبدوره، قال عبدالشكور عامر، القيادى السابق فى الجماعة الإسلامية والباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن داعش يستغل سوء الأحوال الأمنية والمعيشية للشعب العراقى ويستهدف تجمعات المدنيين ودوريات الأمن والشرطة بأعمال عنف وتفجيرات بين الحين والآخر.
وأضاف عامر، أن ٢٠١٨ شهد عدة مظاهرات واحتجاجات فى عدة مدن عراقية بسبب سوء الأوضاع الإقتصادية والمعيشية والفساد المالى والإدارى للحكومة العراقية السابقة، لا سيما فى مدن رئيسة مثل العاصمة بغداد، والبصرة «جنوبا»، وحتى الآن وبعد مضى عدة أشهر على الاحتجاجات الشعبية لم تقدم الحكومة العراقية أى جديد فيما يتعلق بمطالب المحتجين العراقيين كتوفير فرص العمل والخدمات الأساسية ومكافحة الفساد المالى والإدارى فى أروقة الحكومة والمؤسسات العراقية.
وتابع، داعش استغل مناخ الفساد وعدم رضا الشعب العراقى عن أداء الحكومة فى تجنيد بعض الشباب العراقى اليائس من أى إصلاح فى البلاد، واستطرد «أحد أهم أسباب تصاعد أعمال العنف فى بغداد وعودة تنظيم داعش الى الظهور مرة أخرى على الساحة العراقية، هو تجاهل مطالب الشعب العراقى فيما يتعلق بتحسين ظروف العيش وتوفير فرص العمل لآلاف الشباب العاطل عن العمل، كما استغل داعش حالة الانقسام السياسى فى العراق وبدأ فى تنظيم صفوفه من جديد وتنفيذ هجمات على العديد من المواقع الأمنية».
واسترسل «ارتفاع وتيرة العنف فى العاصمة العراقية بغداد يأتى أيضا على خلفية الصراعات السياسية بين الكتل والأحزاب المتناحرة على السلطة». وأشار إلى أن لإيران دورا بارزا فى دعم الميليشيات العراقية المسلحة كالحشد الشعبى وإفشال الحياة السياسية فى العراق حتى تبقى حكوماته المتعاقبة تابعة لنظام الملالى الحاكم فى طهران.
وفى السياق ذاته، قال الباحث المصرى محمود كمال، نائب الجمعية العربية للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، إن استمرار التناحر بين الأحزاب والكتل السياسية على السلطة من أهم أسباب زيادة التفجيرات فى العراق بشكل عام وبغداد بشكل خاص.
وأضاف كمال، أن هناك تعمدا واضحا من قبل بعض الساسة الشيعة العراقيين الموالين لنظام الملالى فى إيران، لكى لا يكون هناك وزيران للدفاع والداخلية من خارج حلفاء طهران، ما من شأنه أن يتسبب فى انتشار مزيد من الإرهاب والفوضى فى كل أنحاء العراق، لأن وجود وزيرين للدفاع والداخلية صمام أمن وأمان واستقرار أى دولة.
وتابع، أن تنظيمات الرايات البيضاء وأنصار الفرقان وأنصار البخارى التى تردد الحديث عنها مؤخرا فى العراق هى يفط تنظيمات تنتمى لداعش، لافتا إلى أن داعش عندما شعر بتضييق الخناق عليه وهزيمته لجأ لتكتيكات، منها: التظاهر بالتراجع والانسحاب التكتيكى إلى المناطق الصحراوية ودروب الجبال، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعى من فيس بوك وانستجرام وتويتر فى ضم عناصر وأعضاء جدد.
وأخيرا، قال عبدالكريم الوزان، الكاتب والمحلل السياسى العراقى، إن داعش يستفيد من الخلافات الداخلية ومن انشغال الساسة بالمناصب، ومن عدم وجود مصالحة وطنية حقيقية فى العراق. وأضاف، أن داعش يهدف إلى السيطرة على بغداد لأن هذا له معان استراتيجية ونفسية وتأثير على الرأى العام، ووصول داعش إلى بغداد لن يكون سهلا، إلا بمساعدة من مخابرات دولية أو إقليمية، لأن داعش صناعة مخابراتية، وتستفيد أمريكا وإيران من وجوده.