الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"دليل علم النفس الإيجابي".. كيفية إخضاع "الأمل" للدراسات البحثية

دليل علم النفس الإيجابي
دليل علم النفس الإيجابي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت الكتابات التي تتناول "الأمل" تصدر بشكل طبيعي عن الدين ومذاهب الروحانيين، بينما واجه الأكاديميون صعوبة في إخضاع مثل تلك المقولات للدراسات البحثية حتى في مجال علم النفس، ومن ثم كان اعتناء كل من "س.ر. سنايدر" أستاذ علم النفس بجامعة كانساس لورانس، وشين لوبيز مدير معهد بحوث كليفتون للقوى، كان اعتناؤهما بدراسة القوى الإيجابية في السلوك الإنساني والأمل يحقق ازدهارا كبير في مجالات علم النفس الإيجابي.
وتناول دراسة الأمل ومحفزات السعادة البشرية، بشكل أكاديمي كتاب "دليل علم النفس الإيجابي" الصادر حديثا عن المركز القومي للترجمة، من تحرير الباحثين لوبيز وسنايدر، ومن ترجمة أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس الدكتورة صفاء الأعسر، التي ركزت كتاباتها ودراساتها على تطوير الإمكانات البشرية والتربية السيكولوجية والثقافة العلمية النفسية.
إن علم النفس الإيجابي – وفق رؤية وطرح الكتاب- يعتمد بشكل أساسي على هؤلاء البشر الذين يسعون لحياة طيبة ومشبعة لنفس المعنى بعيدا عن المنغصات، لذلك يرتكز علم النفس الإيجابي على ثلاث مجالات رئيسية الانفعالات الإيجابية، السمات الشخصية الإيجابية، المؤسسات الإيجابية. ونعني بفهم الانفعالات الإيجابية دراسة الرضا عن الماضي، والسعادة في الحاضر، والأمل في المستقبل، أما دراسة السمات فهي دراسة القوى والفضائل كالحب والعمل والشجاعة والتراحم والصمود والإبداع وحب الاستطلاع ومعرفة الذات وحب الحكمة، بينما تكون المؤسسات هى القوى التي تضمن للمجتمعات العدالة والمسئولية والحقوق المدنية وأخلاقيات العمل والقيادة.
ويقع المجلد الأول من الكتاب في أربعة أجزاء، يتناول الجزء الأول "التطورات الكبرى في مجال علم النفس الإيجابي"، وقدرة ذلك العلم خلال السنوات الأخيرة على تقديم إجابات هامة وجيدة من خلال مناهج علمية سلمية عن أفضل ما في البشر، وما يمكنهم فعله لتطوير تلك القوى الإيجابية المحفزة للسعادة والرضا والأمل، ويأتي الجزء الثاني عن "منظور علم النفس الإيجابي للسلوك الإنساني" مقدما دراسات تحليلية لأخلاقيات الإنسان وتوسيع بؤرة تشخص المرض وكيفية الحفاظ على الصحة العقلية بعيدا عن الجنون.
بينما يدرس الجزء الثالث "علم النفس الإيجابي عبر الحياة"، وهو يناقش كيفية ملازمة ذلك العلم لمراحل نمو الإنسان في الطفولة والمراهقة والشباب ثم الشيخوخة، وكيفية تطور نظريات النمو عبر التاريخ. أما الجزء الرابع " المناحي الوجدانية" حيث يتجه الفرد لتقييم حياته الذاتية وجدانيا، ويستعرض الفصل تاريخ طيب الحياة الذاتية منذ اعتبار الفلاسفة أن الحياة التي تتخلص من التعلق وتتصف بالحكمة والحب تكون حياة مشبعة للغاية.
وتميز الكتاب بالأسلوب الأكاديمي حيث صرامة البحث العلمي، وفي الوقت ذاته التزم بساطة العرض وقدرته على التواصل مع المتخصصين والقارئ العادي غير المتخصص، واتسم أيضا بثراء المعلومات والتحليلات والنظرة التاريخية لأصول النظرية العلمية أو الفلسفية، وقد استطاع أن يصنع توازنا بين السلبي والإيجابي، ليقدم مفهوما مغايرا لطيب الحياة، لأن التركيز على الجانب السلبي يعوق بشكل كبير تحليل الظاهرة الإيجابية.