الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الأقصر.. محافظة بلا "ثأر".. والأجهزة الأمنية والتنفيذية تنجح في وأد الفتنة وإنهاء المنازعات بين عائلات الصعيد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتوجه القاتل لمسافة معينة حاملًا كفنه، حتى يصل إلى صاحب الدم، ويقول له «أقدم كفنى لك» فيرد عليه صاحب الدم «عفوت عنك»، ثم يتعانق الطرفان معلنين إنهاء الخصومة، وبدء صفحة جديدة من العلاقات، لتعلو أصوات التهليل وعبارات «الله أكبر»، مع دعوات بأن يسود الحب والوئام بين العائلات، ذلك مشهد تكرر فى محافظة الأقصر خلال الفترة الماضية، فى إطار الجهود المضنية التى تقوم بها سلطات المحافظة الأمنية والتنفيذية، لجعل الأقصر خالية من الثأر، حيث يتم التوفيق بتحكيم العقل والصلح النهائى بين الأطراف المتناحرة، ويتعهد كلًا منهما بعدم التعرض للآخر.

*10 مصالحات فى 5 شهور
إنهاء خصومة ثأرية بين «السلامات» و«المرجات» فى إسنا بعد نزاع استمر 5 سنوات
القتل الخطأ يشعل الصراع بين «عبدالظاهر» و«شرقاوي» فى أرمنت.. ومعاكسة السيدات تسبب مشاجرة بين «الكوامل» و«السباقات» بـ«النمسا»
بالرغم من أن الأقصر تعد من المناطق الهادئة نوعًا ما، إذا ما قورنت بغيرها من محافظات الصعيد الأخرى، نظرًا لكونها مدينة سياحية فى المقام الأول، فضلًا عن استقلالية القرى والنجوع فيها عن المدينة الأم، التى تعتبر محط أنظار السياح من مختلف دول العالم، لكن المحافظة لا تخلو، فى أجزاء منها، من حوادث الثأر التى تستمر لسنوات طويلة، ما بين جرائم القتل البشعة التى تغرس الشر والانتقام فى نفوس عناصرها من جانٍ ومجنى عليه، وانتهاءها بمراسم صلح يحضرها «كبارات» المحافظة.
وتبقى عادة الثأر مشكلة مجتمع بأكمله، تستمر على مدار الأعوام المتعاقبة دون وازع من قانون أو دين، ودون النظر إلى أى اتهامات بالتخلف، حيث يظل للكبرياء والكرامة الكلمة العليا فى هذه القضايا.

* جهود الأجهزة الأمنية والتنفيذية
فى إطار تلك الجهود الحثيثة نحو «الأقصر خالية من الثأر»، تمكنت الأجهزة الأمنية من إتمام مراسم الصلح بين العائلات المتناحرة، وذلك بقيادة اللواء علاء عبدالفتاح، مساعد وزير الداخلية لجنوب الصعيد، واللواء طارق علام، مدير الأمن، وبإشراف اللواء وائل نصار، مدير إدارة البحث الجنائي، والعميد محمد عبدالعال، رئيس المباحث الجنائية والقيادات الأمنية، وبالتنسيق مع لجان المصالحات بالأقصر وجنوب الصعيد التى تضم العمدة عبدالباسط الحداد، رئيس اللجنة، والشيخ محمد عبدالباقى أمين عام اللجنة، وتحت مظلة السيد مصطفى الإدريسي، رائد المنهج الإدريسى بمصر والعالم العربى والإسلامى، وعمد ومشايخ القرى، إتمام مراسم الصلح بين العائلات المتناحرة، والتى وصل عددها إلى 10 جلسات صلح خلال الأشهر القليلة الماضية، وسط مباركة المستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر، وحضور أعضاء مجلس النواب ولجان المصالحات ورجال الأزهر والأوقاف والكنيسة، وعدد كبير من القيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية ورءوس كبار العائلات والآلاف من الأهالي.
وأقيمت جلسة صلح بين أولاد العمومة لعائلة العسيرات بمنطقة العطلات، الواقعة بقرية المطاعنة جنوب غرب مدينة إسنا، بعد خلاف ثأرى بسبب مقتل فتاة من عائلة «آدم» على يدى ابن عمها من عائلة «آل عيسى»، والذى لفظ أنفاسه الأخيرة داخل السجن فور القبض عليه وتم الصلح بينهما.
كما أنهيت خصومة ثأرية، بين عائلة «السلامات» بالزنيقة وعائلة «المرجات» بالكيمان بمدينة إسنا بعد خصومة استمرت 5 سنوات منذ عام 2013، حيث نشبت مشاجرة بالأسلحة النارية بسبب نزاع على قطعة أرض أملاك دولة على الطريق الصحراوي، ما أسفر عن مصرع شخص من عائلة «السلامات»، وتم اتهام 3 أفراد من عائلة «المرجات» فى الواقعة، وتم ضبطهم والحكم عليهم بالسجن المؤبد، وأقيم الصلح فى مقر عائلة «السلامات» وسط أجواء من الصفاء لإنهاء الأزمة.
وكذلك أقيمت مراسم الصلح بين أبناء عائلتى «آل عبدالمحسن حسان»، و«آل عبدالسميع على» بالقرنة، بعد خصومة امتدت لـ30 عامًا، وتعهدت العائلتان بنبذ الخلافات والتصالح.
وفى منتصف سبتمبر الماضي، أقيمت جلسة صلح بين عائلتى «آل العبابدة» و«آل الراوى» بديوان العمدة شهاب خديوي، عمدة قرية المدامود قبلى التابعة لمركز ومدينة الزينية شمال الأقصر، بعد خصومة بسبب خلافات الجيرة بين شباب العائلتين بنجع أبو طربوش، وتم إنهاء الخصومة بعد تدخل عدد من عمد وكبار رجال القرية، وقام بعض رجال الدين بإلقاء خطبة لحث الشباب على التعقل والابتعاد عن المشكلات للعيش فى سلام وطمأنينة، وفى نفس الأسبوع تم الصلح بين عائلتى «الوهابات» و«الدلين» والتى أقيمت داخل مسجد الإدريسى بالزينية قبلي.
وفى شهر سبتمبر أيضا، أقيمت جلسة صلح بين عائلتى «آل عبدالظاهر» و«آل شرقاوى» بقرية الرياينة بمدينة أرمنت، إثر خصومة ثأرية استمرت لمدة 7 أعوام، زرعت خلالها بذور القطيعة والكراهية، وذلك عقب وفاة «أحمد محمد شرقاوي»، 15 سنة، أحد أفراد «آل شرقاوى» من عائلة «الحوس» نتيجة إصابته برصاصة عن طريق الخطأ أثناه لهوه بـ«طبنجة» غير مرخصة، وأثناء محاولة إثنائه عن اللهو بالسلاح النارى من قبل صديقه عبدالحارث محمد عبدالظاهر، 15 سنة، أحد أفراد آل عبدالظاهر من عائلة «الخلايفة» بقرية الرياينة، وعقدت مراسم الصلح التى تمت بالقرية، دون تقديم «القودة» لبراءة المتهم من تهمة قتل صديقه أحمد محمد شرقاوي، بشهادة الشهود الذين حضروا الواقعة، وأكدوا أن الأخير كان يلهو بالسلاح، وأثناء محاولة صديقه لمنعه خرجت منه رصاصة استقرت فى بطن المتوفى الذى توفى أثناء محاولة إنقاذه بمستشفى أرمنت، فيما تمت معاقبة الأول بتهمة حيازة سلاح غير مرخص، مضيفا أنه عوقب بالحبس لمدة تجاوزت نحو 4 سنوات وبعد انقضاء فترة العقوبة تمت المصالحة.
وفى مطلع أكتوبر، شهدت قرية أرمنت الحيط، بمدينة أرمنت، مصالحة شعبية حاشدة بين أبناء عمومة بقبيلتى «آل الدب» و«آل مدكور»، بعد 7 سنوات من نشوب معركة قبلية بسبب لعب الأطفال، أسفرت عن وفاة الشاب حسن أحمد الدب، وكان يعمل موظفا بالسكة الحديد، ويبلغ من العمر حينذاك نحو 25 سنة، نتيجة إصابته بطلق نارى من قبل أحد أبناء «حجاج مدكور» أثناء المعركة، فيما ألقت الشرطة القبض على 2 من المتورطين فى المشاجرة حتى تم نزع فتيل الفتنة بتقديم القودة وسط تكبيرات الحضور، وتصافح أبناء العائلتين.

* معاكسة السيدات
فى 11 أكتوبر، كانت مراسم جلسة الصلح التى جرت بين عائلتى «الكوامل» بأصفون المطاعنة و«السباقات» بالنمسا، وذلك بمركز شباب السلام بعزبة الخزان بمركز إسنا، بعد خصومة ثأرية امتدت 5 سنوات، وتحديدا بتاريخ 17 من أغسطس 2013، عندما وقعت مشاجرة بين عائلتى «الكوامل» و«السباقات» بسبب معاكسة إحدى السيدات فى فرح فى قرية النمسا، ما أدى إلى مصرع ممرض، إثر إصابته بمطواة قرن غزال، واتهم فى قتله كل من «العربى ح م» وحكم عليه بالبراءة، «إسلام أ م» 25 سنة، والذى حكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات، وتم ضبطه ثم أفرج عنه فى عفو رئاسى بمناسبة عيد ثورة 23 يوليو بالقرار رقم 299 لسنة 2015 بتاريخ 2015، وقدم الكفن من عائلة «السباقات» المفرج عنه وتسلمها منه شقيقى المجنى عليه وأولاده الصغار الأربعة، مرفوعين على الأعناق وسط دموع يملؤها الفرحة، بعد أن أمضى الأخير فترة العقوبة المقررة جزاء لما اقترفت يداه.
وفى مطلع نوفمبر الجاري، أقيمت مراسم جلسة الصلح بين عائلتى «آل عبدالراضى حسن اللاوى» و«آل محمود عبدالمجيد»، وبين عائلتى «الهلايل» و«الجزارين»، وذلك بعد خصومة ثأرية، استمرت على مدار عام ونصف العام، عقب وجود مشكلة أدت إلى مقتل «جمال عبدالراضي» (47 عاما)، واتهم فيها عدد من أفراد عائلة «محمود عبدالمجيد»، وتقدم كريم عز لحمل الكفن «القودة»، وتسلمه منه نجل القتيل.
وآخر جلسات الصلح كانت فى يوم 3 نوفمبر، بين عائلتى «طه ياسين» بالزمامي، و«آل سليم» من المطاعنة بإسنا، والذى أقيم بالمعهد الأزهرى الدينى بالزمامى بقرية قبلى قامولا، تحت إشراف اللجنة العليا للمصالحات بالأزهر الشريف فرع جنوب الصعيد، وتم حمل الكفن من عائلة «سليم» لعائلة «طه ياسين» بعد خصومة استمرت 3 سنوات، حيث نشبت مشادة بين اثنين من أمناء الشرطة يمثلان العائلتين، ويعملان فى نفس المكان، وتطورت لمشاجرة واشتباك بالأيدى ثم السلاح، توفى على أثرها ممثل عائلة «طه ياسين»، ويقضى الثانى عقوبة الحبس حتى الآن.

* المحافظ: لا بد من إنهاء النزاعات حتى لا تؤدى إلى زرع بذور القطيعة والكراهية
خلال حضوره جلسات الصلح بين العائلات، شدد المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، على أهمية إنهاء النزاعات والخلافات التى تؤدى إلى زرع بذور القطيعة والكراهية، مشيرًا إلى أهمية إجراء المصالحات، وإنهاء الخلافات بين كافة الأطراف للعيش فى سلام وأمان، مثمنا دور أعضاء لجان المصالحات وما يقومون به من إسهامات لإنهاء النزاعات بين الأفراد والعائلات.
* مدير الأمن: استراتيجية وزارة الداخلية تهدف لضمان التعايش السلمى بين أبناء القرية الواحدة
وأكد اللواء طارق علام، مدير أمن الأقصر، لـ«البوابة»، أن جلسات الصلح تأتى فى إطار استراتيجية وزارة الداخلية الهادفة بأحد محاورها، إلى إنهاء الخصومات الثأرية القائمة صلحًا والعمل على تصفيتها منعًا لتطورها، بهدف تعميق الشعور الأمنى والاستقرار لدى المواطنين، مؤكدا ضرورة السعى فى إنهاء أى خصومات ما بين أهالى القرية الواحدة وضمان التعايش السلمى ما بينهم للعمل على إعلاء شأن الوطن بسواعد أبنائه.

* كيفية تقديم الكفن
* الشيخ تقادم الليثي: مراسم إنهاء النزاع تسبقها جلسات عرفية للتوفيق بين العائلات
فيما قال الشيخ تقادم الليثي، أحد كبار رجال المصالحات بالصعيد، إن جريمة الثأر استشرت بطريقة غريبة فى المجتمع الأقصرى بين عدد من العائلات بعد ثورة 25 يناير، مشيرا إلى أن المطالبة بالثأر لها ضوابط، فالأبناء أحق بدم أبيهم، يليهم الإخوة الأشقاء، ثم الإخوة غير الأشقاء، ومن يقوم بالثأر يقوم باستهداف أكبر رأس فى العائلة المطلوبة، مشيرا إلى أن مراسم الصلح تتم بين العائلتين، والتى تتم بعد عقد عدة جلسات عرفية كثيرة تجمع بين لجنة المصالحات ومشايخ البلد وكبار العائلات ووفد من العائلتين المراد الصلح بينهما، للاتفاق على التصالح فيما بينهما.
وأضاف الشيخ الليثي، أن الاتفاق يتم إما بدفع «دية القتيل» وهذا الحل ترفضه معظم عائلات المحافظة التى يكون من بينها القتيل، من منطلق أنهم لا يقبلون العوض فى قتلاهم، والحل الآخر يكون بتقديم عائلة القاتل ما يسمى بـ«القودة»، وهى أن يقوم القاتل بحمل كفنه لمسافة 150 مترا، حافى القدمين، وملابسه بيضاء، وعلى جانبيه أفراد لجنة الصلح، ويدخل السرادق الذى يتواجد به عائلات القرية وعدد من الأجهزة التنفيذية والمسئولين، حتى يصل إلى صاحب الدم ويقول له: «أقدم كفنى لك»، يرد عليه صاحب الدم: «عفوت عنك»، وتتم المصافحة بينهما على إنهاء الخصومة بين العائلتين بقسم اليمين على التسامح والتآلف وعدم العودة مرة أخرى لمثل هذا العمل الذى يفرق ولا يجمع وسط تكبيرات من الحاضرين وتعانق العائلتين لتنتهى بذلك الخصومة.

* دور لجان المصالحات
* رئيس لجنة المصالحات: نهدف لإعادة روح المحبة بين المواطنين
فيما أكد عبدالباسط حداد، رئيس لجنة مصالحات جنوب الصعيد، أن اللجنة تسعى لفض جميع الخلافات الثأرية بجميع أنحاء محافظات الصعيد لإعادة روح المحبة بين جميع المواطنين حفاظًا على الأرواح وسيادة الأمن والأمان بين الجميع، مؤكدا مفهوم التسامح والود والتصالح بين المتناحرين، وأهميته فى الدين، مشيرا إلى أن أبناء الوطن الواحد لا بد أن يتكاتفوا لضمان النهوض بالأمة، مقتدين بأجدادهم والحضارة الفرعونية العريقة، مثمنا جهود القيادات الأمنية بالأقصر، متمنيًا أن يديم الله عز وجل السلام والأمن والأمان على بلاد المسلمين جميعًا.
فيما قال صلاح هاشم، عضو لجنة المصالحة بالأقصر، إن الأوضاع الأمنية فى مصر خلال السنوات الماضية كانت توجب ضرورة وجود أياد معاونة للدولة لحفظ استقرار الأمن، وذلك ما عملت لجنة المصالحات على تنفيذه، فكان لا بد من التصدى للنزاعات بين العائلات بعضها البعض ومنع تفاقم الخلافات والمشاحنات، مشيرا إلى أن من أهم العوامل التى يسرت طريق النجاح أمام لجنة المصالحات هو اختلاف أساليب التفكير لدى الشخصية الصعيدية، وذلك بسبب انتشار التعليم والثقافة. أدرك المجتمع الصعيدى وحشية ما كان يحدث قديمًا من الخلافات والاشتباكات، بالإضافة إلى إدراك الأهالى لتعليم الدين الإسلامى القويم الذى يدعو إلى التسامح ونبذ الكراهية والقضاء على أفكار الجاهلية.
وأشار «هاشم»، إلى أنه على مدار السنوات الأخيرة الماضية نجحت الجلسات القضائية العرفية المكونة من الشخصيات الشعبية والتنفيذية وممثلى كبار العائلات بمحافظة الأقصر، بالإضافة إلى رجال الدين الإسلامى والمسيحي، وعقلاء العائلات والأفراد فى حل النزاعات قُبيل وصولها إلى محاكم القضاء، لافتا إلى أن التعامل مع الخلافات الثأرية يتم بواسطة تدخل أعضاء لجنة المصالحة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، وتدخل العقلاء من أطراف العائلات المتنازعة، ويتم الاتفاق على حمل المطلوب ثأريًا كفنه على يديه، ويُطلب من أسرة المجنى عليه مسامحته، وينتهى الخلاف بقراءة الفاتحة، والتى تعد ميثاقا أمام الله بالحفاظ على العهد، وعدم نكثه وذلك بحضور الآلاف من أهالى العائلات بالقرى.

* رأى الدين
* الأوقاف: الثأر عادة ذميمة من الجاهلية.. ومن عفا وأصلح فجزاؤه عند الله
فيما يخص رأى الدين، أكد الشيخ محمد صالح، وكيل وزارة الأوقاف بالأقصر، إثم ظاهرة «الثأر» المتفشية فى الصعيد، وأن من عفا وأصلح جزاؤه كبير عند المولى عز وجل، مؤكدا أن الثّأر‏ هو الطّلب بالدّم، وفى الحديث الشّريف‏:‏ «إنّ من أعتى النّاس على اللّه يوم القيامة ثلاثة‏:‏ رجل قتل غير قاتله، ورجل قتل فى الحرم، ورجل أخذ بذحول الجاهليّة»‏.
وأشار إلى أن الثأر عادة ذميمة من عادات عصر الجاهلية؛ حيث لم يكن يوجد ضوابط ولا قوانين لذلك كانوا يأخذون بالثأر، أما القصاص فيقتصر فيه على الجانى فلا يؤخذ غيره بجريرته، فى حين أن الثّأر لا يبالى وليّ الدّم فى الانتقام من الجانى أو أسرته أو قبيلته‏، وبذلك يتعرّض الأبرياء للقتل دون ذنب جنوه، مشيرا إلى أن الإسلام نهى عن الأخذ بالثأر، خاصة أنه فى الصعيد لا يتم الثأر من القاتل ولكن يتم قتل أفضل شخص فى العائلة، متناسين قول الله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى}. فكيف يتم قتل من ليس له ذنب، مختتما أن القصاص يردع القاتل عن القتل لأنه إذا علم أنه يقتص منه كفّ عن القتل، بينما الثّأر يؤدّى إلى الفتن والعداوات‏.