الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

في ذكرى احتفاله بالرئاسة.. ترامب يخسر انتخابات الكونجرس

دونالد ترامب
دونالد ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خلال عامين تحول 8 نوفمبر من يوم يحمل ذكرى سعيدة لرجل الأعمال دونالد ترامب، بفوزه فى انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، إلى يوم من أصعب أيام الرئيس الامريكى ترامب، منذ أن وطأت قدماه البيت الأبيض فى 20 يناير عام 2017، حيث خسر وحزبه الجمهوري انتخابات التجديد النصفى للكونجرس، أمس الأول الثلاثاء، وهى خسارة تعتبر الأولى من نوعها منذ ثماني سنوات.
وأسفرت نتيجة الانتخابات عن انتزاع الديمقراطيين السيطرة على مجلس النواب الأمريكي من الجمهوريين، فيما حافظ الجمهوريون على أغلبيتهم بمجلس الشيوخ خلال انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، وبناءً على تلك النتيجة تحدد شكل الأغلبية التشريعية في البلاد، فلم يعد الجمهوريون القوة المسيطرة فى الكونجرس بمجلسيه، فبموجب حصول الحزب الديمقراطي على الأغلبية فقد انتقل جزء من السلطة خلال العامين المتبقيين من فترة رئاسة الحالية لترامب التى ستستمر حتى عام 2020 من الحزب الجمهوري الحاكم بصورة مطلقة، للحزب الديمقراطي المنافس، الذى سيحاول عرقلة قرارات ترامب وعدم تمريرها من مجلس النواب.
وفى ضوء تلك النتيجة، بدت الولايات المتحدة منقسمة أكثر، وتظهر في الداخل والخارج، أقل قدرة على الدخول في حلول وسط، وبات المواطنون أقل ثقة في السياسة، فتلك الانتخابات لم تكن مصيرية للرئيس دونالد ترامب فحسب بل مصيرية أيضا للحياة السياسية الأمريكية، لأنها ترتبط بدرجة كبيرة بمستوى رضا المواطن الأمريكي عن عمل الإدارة الحالية، وتعكس تقييم الشعب الأمريكي لعامين من رئاسة ترامب لأمريكا، فجاءت النتيجة لترسم سيناريوهات غير متفائلة لمستقبل ترامب السياسي، الذى فقد قدرته على تشكيل كونجرس يضم جميع حلفائه، وتحجم مسعاه فى إحداث تغيير جذري في سياسة بلاده والوصول بها إلى أمريكا التى يحلم بها، والتى طالما رفع شعارها "أمريكا أولا". 
وسعيا من النخب السياسية الديمقراطية لاستعادة كرسى الرئاسة الذي انتزعه الحزب الجمهورى منهم قبل عامين، فربما يعاودون فتح ملف التدخل الروسى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية التى جرت فى نوفمبر عام 2016، وقد يترتب على ذلك عزل ترامب إذا ثبت تورطه فى ذلك، مما يترتب عليه إجهاض فرصه فى خوض معركة انتخابية رئاسية جديدة.
ورغم خفض الضرائب للجميع، وحرصه على القضاء على البطالة، وفتح فرص العمل أكثر أمام الأمريكيين، إلا أن هناك أزمات ست داخلية هددت مستقبل ترامب، وأثرت على نتيجة انتخابات التجديد النصفى ودفعتها لصالح الديمقراطيين، وفى مقدمة هذه الأزمات: فساد أهل الثقة والدائرة الداخلية للرئيس ترامب التى أدينت بارتكاب جرائم متنوعة، ثانيا نزوات ترامب النسائية التى اعترف بها بعد نفى طويل، ثالثا شعار الأقارب أولا حيث عرف الرئيس الأمريكى بعنصريته الشديدة، ضد أغلب من هم ليسوا بأمريكيين، وبعيدا عن تصريحاته اللاذعة، تعد قضية المهاجرين الأخيرة، التى تم فصل ما يقرب عن 2000 قاصر عن أوليائهم، بعد اعتقالهم خلال عبورهم الحدود الأمريكية- المكسيكية بطريقة غير مشروعة، أحد أهم القضايا التى شغلت الرأى العام العالمى بشكل عام، والأمريكى بشكل خاص.
وتأتي الأزمة الرابعة وهي مع الحكومة التى تعانى ووكالات الاستخبارات من انعدام ثقة الرئيس الأمريكى فيها، واعتبارها أعداءه، كما يعانى الأخير من تجسسها الدائم عليه حسبما يقول، وتعد قمة هلسنكي الأخيرة التى عقدت فى شهر يوليو الماضى، بين الرئيس الروسى بوتين، وترامب من أكثر القضايا التى كشفت الأزمة بين الطرفين، حيث ادعت الصحف الأمريكية، أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تشك فى أن ترامب، يثق فى الاستخبارات الروسية أكثر منها، بينما أشار الأخير، إلى أن موظفي وكالاته كانوا يتنصتون عن بعد عما دار فى اجتماعاته هناك، خامسا استخدام تويتر للتعبير عن رأيه وهو من الأمور غير العادية المتعلقة حيث تعد تغريداته التلقائية تصريحات رسمية باعتباره رئيسا للولايات المتحدة، بالإضافة إلى عدم حفاظه على البروتوكولات الدبلوماسية، سادسا إلغاء قرارات أسلافه من الرؤساء بجرة قلم وهو ما قام به ترامب 800 مرة منذ توليه منصبه حتى الآن.
وعلى ذلك فإن يوم 8 نوفمبر من عامي (2016، 2018)، يمكن أن يؤرخ في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، فالأول كان يوم الفوز غير المتوقع لترامب الجمهورى على منافسته هيلاري كلينتون الديمقراطية، والثانى هو يوم سيطرة حزب الديمقراطى على مجلس النواب، بعد حملة انتخابية محتدمة وتنافس كبير بين الرئيس الأمريكي الحالي والرئيس السابق باراك أوباما الذى ركز فيها على انتقاد سياسات ترامب خاصة فى ملفات الهجرة وتأييده لتفوق العرق الأبيض ورفضه لمشروع التأمين الصحى (أوباما كير)، بالإضافة إلى انسحابه المتكرر من المعاهدات والاتفاقات الدولية.