الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حماية الشباب من التطرف والإرهاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الفكر المتطرف هو الفكر الخارج عن المألوف، وليس متفقًا مع العادات المجتمعية، والإنسانية، والترويج للأفكار المتطرفة يتم عن طريق رجال دين مدعومين من أجهزة مخابرات بعض الدول المعادية، للقضاء على الشباب فكريًا ونفسيًا، وهذا بالطبع لكى يتم تدمير الأوطان، فالشباب هم المستقبل، ومن ينشرون الإرهاب ويدعمونه يعرفون جيدًا من أين يبدأون، ويكون السهم موجهًا ناحية المراهق (الشاب الصغير)، خاصة من يعانى مشاكل أسرية ونفسية، ويبدأ استقطاب الشاب أولًا عن طريق الدين، وزرع أفكار متطرفة داخل عقله، مثل كراهية الآخر وتكفيره، وإقناعه بأن العنف والقتل جهاد فى سبيل الله، وهو الطريق لدخول الجنة، والقصور والزهور والحور فى السماء، والشاب الذى يمر بمشاكل نفسية وأسرية وأبتعاد الأب أو الأم عن رعايته وهو طفل، وتركه للمدرسة والتليفزيون وفيسبوك ليتعلم منهم، تكون النتيجة أنه ينحرف سلوكيًا، ويصادق المنحرفين أيضًا فى السلوك، إن كان فى المدرسة أو النادى أو الشارع، ثم مشاهدته الفضائيات المكتظة ببرامج التفاهه والابتذال، وشيوخ الدجل والحجامة وبول الإبل، ولا حديث لهم إلا المرأة وملابسها ونكاحها والحجاب والنقاب.. إلخ، ثم يذهب إلى شبكات التواصل الاجتماعى، فيجد عالمًا منفتحًا على مصرعيه، به الشاذ والملحد والإرهابى والبلطجى والمتشدد، ولا يدرى أى الطريق يسلك، فهو ما زال فى مرحلة تخبط، وأيضًا فى حالة ثورة نمو نفسى وعقلى واجتماعى مستمرة، ورغم تخبطه فى المشاعر والأفكار فإنه دائمًا ما يعتز برأيه، ويراه صحيحًا، وكل من حوله مخطئون، خاصة اسرته، لأنهم لا يدركون ما يفكر به، ويرى أسرته تقليدية، ولا تفهمه ولا تشعر بما يدور داخله من صراعات، وتراوده أحاسيس كثيرة متناقضة وملحة، تجعله فى حالة اضطراب نفسى وتوتر باستمرار، ويسيطر عليه الأنا والغرور، ويرى نفسه الحدث الأهم وأنه مركز الكون، فيرى كل الأشياء من خلاله هو فقط، وتسيطر على شخصية التمرد والعصبية، ومثل هذا الشاب الصغير فى هذه المرحلة العمرية الحرجة، هو لقمة سائغة لشيوخ التطرف، عن طريق بعض المساجد التى ينتشر بها السلفيون، خاصة فى القرى والأحياء الشعبية أو استقطابه عن طريق فيسبوك، وبعد أن يسيطر على عقله الفكر الضال، يبدأ نقمه وسخطه على المجتمع، ويحتقر المرأة، ويراها مجرد متاع له ليس أكثر، ويكرة شركاء الوطن لاختلاف الدين، ويكره الوطن نفسه، ويتهم الجميع بالكفر، ويبررون له هؤلاء المتطرفون أن الأفعال إلا إنسانية من صميم الدين، بتحفيظه بعض الأحاديث الكاذبة والمنسوبة زورًا إلى رسول الله، بقتل الآخر وسبى زوجته وابنته، ويأتون بآيات قرآنية ويفسرونها له حسب أهوائهم، ومن هنا يشبع هذا الشاب بكل المعتقدات الشيطانية على أنها من أصول الدين، ثم يبدأ الخطر، فيجب على الأسرة متابعة الأبناء جيدًا منذ الطفولة، وإن ظهرت تغيرات فى سلوك الصغير، مثل العنف مع أصحابه أو أقاربه الصغار بالضرب أو سرقة ألعابهم، فهنا هو يعبر عن غضب ما ويجب أن نعرف الأسباب ونعالجها، لأنه سيصبح العنف جزءًا من تكوينه، أيضًا يجب توفير المناخ الملائم للحوار بين الصغير وبين أبويه، وأن يغرسوا بداخله الوطنية والإنسانية، والعمل على نزع التطرف والانحراف الفكرى من عقله، وتعريفهم له بالدين الصحيح، بعيدًا عن الكتب والفتاوى اللا إنسانية واللا عقلانية، إن المسئولية فى حماية الأبناء من الفكر الضال تقع على الأسرة، وعملية التنشئة التى تعتبر مهمتها الأساسية، ولابد من تصويب أخطائه، ثم نترك له حرية اختيار أصدقائه، لكن تحت سمع وبصر الأسر. 
أيضًا يجب غرس القيم والمعتقدات التى تدعم التسامح ومحبة الآخر وقبوله، بمعتقداته وأفكاره، إن لم تكن ضد الوطنية والإنسانية، ولا يحق الحكم على الآخر من خلال موقفك أنت، ثم نعلمه الفنون المختلفة سواء الموسيقى والمسرح والرسم وغيرها، حيث يرتفع الحس الجمالى الإنسانى لديه، وتكون طاقة الحب لديه كبيرة، وينشأ على حب الخير والجمال، ونحسن تربيته حتى لا يمكن لأحد استقطابه فكريًا وتوجيهه للعنف، فمثل هذا الشاب الذى ينشأ على الحب والخير والإنسانية، من المستحيل أن يصدر منه تطرف أو تعصب بل سيخرج لنا إنسانًا يعرف معنى الإنسانية، 
وأيضًا مؤسسات الدولة عليها دور كبير ومهم فى حماية النشء من الأفكار الضالة الهدامة، عن طريق التربية والتوعية والتعليم فى وزارة التربية والتعليم، ووزارة الثقافة والإعلام وما يقدمه من موضوعات توعوية وتربوية، الأمل فى حماية الجيل الجديد وتنشأته السليمة، لنعالج المجتمع من سرطان التطرف والعنف، الذى انتشر بين الشباب بسبب بعض رجال الدين المتشددين، فبالحب والتسامح والرحمة، يعيش الناس فى سلام.