الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد تأييد النقض بإعدامه شنقا.. محطات قضية اغتصاب طفلة البامبرز.. قتل والد المتهم وحرق المنزل.. والقضاء يثأر للضحية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصدرت محكمة النقض بالقاهرة اليوم الأربعاء، حكمها فى القضية المعروفة أعلاميا بـ "إغتصاب طفلة البامبرز" والمتهم فيها ابراهيم محمود الرفاعي، 34 سنة، بالتعدي جنسيا على الطفلة "جنا.م.ا"، فى مارس عام 2017 والتى كانت تبلغ فى ذلك الوقت 20 شهرا داخل عشة مهجورة بقرية دملاش التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، بتاييد حكم الإعدام شنقا.
"البوابة نيوز" ترصد فى التقرير التالي محطات فى حياة المتهم من سلسال الدم لتنتهي بالعدالة الناجزة.

وقوع الحادث
فى 23 مارس عام 2017، تلقت مديرية أمن الدقهلية إخطارا من مركز شرطة بلقاس بورود إشارة من مستشفي بلقاس المركزي بحضور طفلة تبلغ من العمر 20 شهرا وتعاني من نزيف مهبلي، لتحرر الأم محضر تتهم فيه "إبراهيم محمود الرفاعي، باستدراج نجلتها إلى عشة مهجورة أثناء صلاة الجمعة وقيامه بنزع البامبرز عنها، والتعدي عليها جنسيًا، حتى أصيبت بنزيف ليصطحبها إلى منزله ويحاول وقف النزيف لتكتشف إحدى الجيران الواقعة وتبلغ الأم ليتم مهاجمة المنزل واكتشاف الواقعة.

ضبط المتهم
بعد ساعات من وقوع الجريمة وتداولها إعلاميا تحولت مواقع التواصل الاجتماعي الى زلزال مدوي يدين الحادث، ويطالب بسرعة إلقاء القبض على المتهم ومحاكمته، وعلى الفور تمكنت قوات الأمن من ضبط المتهم الذي تمكن من الهرب والاختفاء داخل مقابر قرية ميت زنقر المجاورة للقرية محل إقامتهم ويتم عرضه على النيابة العامة ليدلي اعترافات تفصيلية بالواقعة، وتأكيده قيام بالتعدي على الطفلة جنسيًا ليمر 73 يوم فقط ويجري إحالته للمحاكمة العاجلة بناء على مذكرة المحامي العام لنيابات شمال الدقهلية.
طرد أسرة المتهم وإشعال النيران بمنزله
عقب إلقاء القبض على المتهم قام عدد من أهالى قرية دملاش، وأسرة الطفلة الضحية بمهاجمة منزل أسرة المتهم، وإشعال النيران به، لتطلب الأجهزة الأمنية من والد المتهم وأشقائه بمغادرة القرية والمكوث فى مكان آخر نظرا لقرب منزل المتهم من منزل أسرة الطفلة ومنعا لوقوع مشاحنات.
استأجر والد الجاني "إبراهيم" منزلا في قرية ميت زنقر بمركز طلخا، مسقط رأسهم، المجاورة لـ"دملاش"، بعدما طردهم أهالي دملاش وأسرة الطفلة "جنى" من القرية عقب حادث الاغتصاب ورضخوا للأمر بنصيحة من رجال الأمن منعًا لوقوع مشاحنات بين الطرفين، وفقا لعدد من الأهالي.
بعد مرور شهر من صدور حكم الإعدام، أحضرت أسرة المتهم عربات كارو لأخذ عفش منزلهم القديم تحت حراسة أمنية مشددة، وقتها دارت بعض الأحاديث بينهم وبين أفراد من أسرة الطفلة المغتصبة، حاولت أسرة الجاني أن تقنعهم بأن يسمحوا لهم بالبقاء في منزلهم.

والد المتهم يتردد على القرية
عقب طرد أسرة المتهم من القرية، تردد محمود الرفاعي، 65 سنة، فلاح، على منزله بالقرية محاولًا استمالة الأهالي للعودة مرة أخرى للقرية، مؤكدًا أن نجلة مدان بالقضية ويقضي فترة عقوبتة وينتظر حكم القضاء، إلا أن تلك المحاولات جميعها باءت بالفشل، ليقوم والد المتهم بسب أهالى القرية وسب أسرة الطفلة.
وكانت أسرة "إبراهيم" انتقلت قبل 9 سنوات إلى "دملاش" بعد فترة من قتله طالبا بالمرحلة الإعدادية بميت زنقر، وحكم عليه بالسجن 14 سنة، خرج بعد نصف المدة "حسن سير وسلوك"، بحسب أوراق القضية رقم 34321 لسنة 2006 جنايات طلخا والتي تقول إن جريمته "ضرب أفضى إلى موت"، وبعد خروجه انتقل للعيش معهم.
العثور على والد المتهم قتيلا
خلال شهر رمضان الماضي وفى الحادي عشر من يونيو، عثر عدد من أهالى قرية دملاش على جثة محمود الرفاعي: والد المتهم قتيلا امام منزل بالقرية، وبه اصابات بالراس، لتصدر مديرية امن الدقهلية بيانًا تكشف فيه ملابسات الحادث، حيث أسفرت تحريات ضباط فريق البحث أنه أثناء وجود المجني عليه أمام منزل مملوك له بقرية دملاش تصادف مرور عم الطفلة إبراهيم.ا. (38 عاما- فلاح) ومقيم بذات القرية والذي كان أخذوا عهدًا على المجني عليه وأسرته بعدم الوجود بهذا المنزل تجنبًا لاستفزاز مشاعرهم، وإثر ذلك التقط فرع شجرة من الأرض وأوسعه ضربًا على رأسه وصدره وقدميه فأرداه قتيلا.
كما أكدت التحريات قيام جد الطفلة لأمها، بعد علمه بالواقعة بمحاولة تزييفها بادعائه أمام عمدة القرية أن المجني عليه ينوي إصابة نفسه واتهامهم باقتراف ذلك.
وتمكن ضباط فريق البحث من ضبط المتهم، وبمواجهته بما توصلت إليه التحريات اعترف بصحتها.
وكشف تقرير الطب الشرعي أن سبب وفاة المجني عليه، هبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة إصابته بكسر في الساق اليمني، وكسر آخر فى القفص الصدري، وجرح في الرأس أدى إلى وجود نزيف، ما أدى إلى الوفاة.
عدالة ناجزة
لم تستمر محاكمة المتهم لجلستين متتاليتين بعد ان اُحيل المتهم أمام محكمة جنائيات المنصورة فى مايو عام 2017 امام المستشار مختار شلبي، لتقضي المحكمة بإعدام المتهم شنقًا، بعدها نقضت أسرته الحكم بادعاء أنه مريض نفسي، وتحددت جلسة النقض اليوم ليرفض النقض ويؤيد حكم الإعدادم لتعم حالة من السعادة على وجوه الحاضرين داخل قاعة المحكمة عقب صدور منطوق الحكم، وسط تهليل وتكبير من أسرة المجني عليها بعد حضور جد الطفلة.