الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإسلاميون ليسوا بمسلمين (2)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بينما يدعو بعض المجتهدين من فقهاء المسلمين للاحتكام إلى فقه الحركة كأحد أوجه القياس العقلاني باعتباره يعني تدبر الفقه الورقي المدون في القرآن والسنة وإجماع الأئمة عبر ربطه مع الممارسات الحركية المحيطة به في حينه قياسًا بالممارسات الحركية المعاصرة، فإن فقهاء الإسلاميين في حركاتهم الثلاث الدعوية والسياسية والجهادية يدعون إلى فقه حركة من نوع آخر، باعتباره يعني الاحتكام إلى الممارسات الحركية للنبي محمد وصحابته وأوائل المسلمين كفقه يوازي الفقه الورقي يرونه مكملًا لوجه الإسلام الحقيقي حتى لو لم يتم تدوينه في القرآن والسنة وإجماع الأئمة، الأمر الذي يرفضه بعض المجتهدين من فقهاء المسلمين تأسيسًا على أن عدم تدوين أصحاب تلك الممارسات أنفسهم لها هو اعتراف بكونها تجاوزات فرضتها ضرورات لحظية ويجب عدم تعميمها، لاسيما وأن فقه الحركة لدى فقهاء الإسلاميين يتضمن فيما يتضمنه إجازة ما يرفضه ويستنكره الفقه الورقي وفقهاء المسلمين معًا من ممارسات، كإجازة قتل المدني والطفل والمرأة والشيخ والمصاب والأسير والمستسلم أثناء الحرب، وكإجازة خيانة العهد والنكوص عن الوعد والكذب والتشهير والغدر والتعذيب البدني والاغتصاب والاغتيال أثناء السلم، وكإجازة قتل المدني المسالم والتمثيل بالجثث أثناء الحرب والسلم، وقد أورد الكتاب الذي أقر مرشد عام الإخوان المسلمين مصطفى مشهور صدوره علنًا في تسعينيات القرن العشرين بالقاهرة تحت عنوان "حقيقة التنظيم الخاص" لمؤلفه القيادي الإخواني محمود الصباغ بعض قواعد الفقه الحركي للإسلاميين التي تناقض قواعد الفقه الورقي وإجماع فقهاء المسلمين، عندما قال ضمن الذي قاله "لا يشترط أن يكون قتال الكفار والخارجين على الدين سواء كانوا من المسلمين أو من الذين أوتوا الكتاب أو من غيرهم قاصرًا على جبهات القتال في دار الحرب بل يجوز بإذن ولي الأمر الشرعي قتل جميع الذين يحاربون الدين فرادى وهم داخل منازلهم في دار الكفر ودار العهد وأيضًا في دار الإسلام بهدف القضاء عليهم حتى يكون الدين كله لله عبر مختلف الأعمال الفدائية التي تسميها القوانين الوضعية بالاغتيالات السياسية لأن قتل أعداء الله من شرائع الله"، ويستند مشهور والصباغ مع بقية الإسلاميين في دعوتهم للفقه الحركي العنفي إلى ما وقع من ممارسات حركية عنيفة في صدر الدعوة الإسلامية ضد بعض الخصوم السياسيين، مثل فاطمة بنت ربيعة وعصماء بنت مروان وعمرو بن هشام وكعب بن الأشرف وخالد بن سفيان وسلام بن أبي الحقيق وعبهلة بن كعب ورفاعة بن قيس والنضر بن حارث وعقبة بن أبي معيط وعكرمة بن أبي جهل وعبدالله بن خطل ومقيس بن صبابة وعبدالله بن أبي سرح وكنانة بن الربيع وغيلان بن مسلم والجعد بن درهم والمغيرة بن سعيد وأحمد بن عبدالملك وسعيد بن المسيب وخبيب بن عبدالله وعبدالرحمن بن ملجم، كما يستندون إلى ما وقع من ممارسات خداعية في صدر الدعوة الإسلامية مثل موقعة يهود بني قريظة الذين حاصرهم المسلمون لانحيازهم إلى الأحزاب أثناء غزوة الخندق في العام الهجري الخامس، حيث عرض عليهم النبي محمد اعتناق الإسلام أو الاستسلام للمسلمين أو القتال فاستسلموا على أن يحكمهم الصحابي سعد بن معاذ.