مجرمون في "سن البراءة".. طفل يقتل صديقه بـ"قالب طوب" بالإسماعيلية.. وأخرى تقتل شقيقها بـ"مفك" بمدينة نصر.. خبير نفسي: التفرقة بين الأطفال السبب ويجب المراقبة والتوعية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

«تعددت وتنوعت أشكال الجريمة، كما تنوع وتعدد مرتكبوها، وطفت على السطح منذ فترة ما يعرف باسم «جرائم الأحداث»، وهى التى يرتكبها أطفال دون السن القانونية، وفى تلك الجرائم أحيانًا ما يكون القاتل والمقتول فى سن الطفولة، فأحدهما يفقد حياته والآخر يترك البراءة وعالم الطفولة ويدخل إلى عالم الجريمة، حيث السجن وضياع المستقبل، وفى محاولة للتصدى لتلك الجرائم والتوعية بخطورتها تُسلط «البوابة» الضوء عليها، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على النشء وتربيتهم تربية سوية.

الإسماعيلية

أقدم طفل فى منطقة القنطرة غرب، بمحافظة الإسماعيلية على قتل ودفن صديقه فى منطقة زراعية، بسبب مشادة كلامية بينهما.

كان قسم شرطة القنطرة غرب، قد تلقى بلاغًا من «نسمة ا»، ٣٠ عامًا، ربة منزل، بغياب نجلها «سعيد س»، ١٤ عامًا، وذكرت أن آخر مشاهدة لنجلها المتغيب كانت مع صديقه «محمد ع»، ١٦ عامًا، وبالانتقال والفحص عثر على جثة المتغيب بإحدى المناطق الزراعية ومغطى بالرمال وبها إصابات بالرأس.

وبتكثيف التحريات تبين أن وراء الواقعة صديقه السالف ذكره بسبب خلافات مالية حيث نشبت بينهما مشاجرة اعتدى خلالها المتهم على المجنى عليه بالضرب بـ«قالب طوب» وإحداث إصابته التى أودت بحياته، ثم قام بتغطية الجثمان بالرمال والأتربة فى الأرض الزراعية، وتم ضبط المتهم وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات أقر بارتكاب الواقعة، وتم تحرير المحضر اللازم وإخطار النيابة العامة لتولى التحقيقات.

مدينة نصر

اعترفت طفلة بقتل شقيقها الأصغر صاحب الـ٨ سنوات فى مشاجرة بينهما بسبب الاستحواذ على ريموت التليفزيون بمنطقة عزبة الهجانة بمدينة نصر.

تلقى قسم شرطة مدينة نصر بلاغًا يفيد بالعثور على طفل ٨ سنوات جثة هامدة أسفل سرير فى منزل والده، وباستجواب الأب والأم والطفلة شقيقة «المجنى عليه» لوحظ ارتباك الطفلة أثناء الحديث وتغيير أقوالها أكثر من مرة، وتمت إعادة استجواب الطفلة التى انهارت فى البكاء واعترفت بارتكاب الواقعة، وأكدت أنها دخلت فى مشادة كلامية مع شقيقها بسبب استحواذه على «ريموت» التليفزيون، ما جعلها تحضر مفكا من المطبخ هددت به شقيقها «المجنى عليه» لكن يدها خانتها ودون أن تدرى استقر المفك فى قلب الضحية الصغير ليفارق الحياة، وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.

الأميرية

قام طفل بقتل نجل عمه الذى لم يكمل عامه العاشر، برصاصة فى القلب فى منطقة الأميرية بمحافظة القاهرة.

وكان قسم شرطة الأميرية قد تلقى إخطارًا من مستشفى الزيتون يفيد بوصول «مصطفى»، ١٠ سنوات، مصاب بطلق نارى فى منطقة الصدر ولفظ أنفاسه متأثرًا بإصابته، وبالانتقال والفحص تبين أن وراء ارتكاب الواقعة نجل عم المجنى عليه ويدعى «محمود. ي»، ١٦ سنة، وتم القبض على المتهم وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وتحرر المحضر اللازم بالواقعة

الشرقية

أقدم طفل على قتل صديقه خنقًا، بعدما استدرجه للزراعات وحاول التعدى عليه جنسيًا بعزبة أبوعيسى التابعة لقرية إنشاص الرمل، بمحافظة الشرقية.

وكان قد ورد بلاغ إلى قسم شرطة بلبيس من أهالى عزبة أبوعيسى يفيد بالعثور على جثة «السيد. ش»، ١٢ سنة، طالب بالمرحلة الإعدادية، داخل الزراعات، وبالانتقال والفحص تبين أن الجثة لا يوجد بها إصابات ظاهرية، فيما تبين أن وراء ارتكاب الواقعة أحد أصدقاء الطالب المتوفى، والذى تمكن من استدراجه إلى أرض زراعية منزرعة بمحصول الذرة بهدف التعدى عليه، وعندما رفض المجنى عليه خنقه الأخير ووضع وجهه فى الأرض حتى لفظ أنفاسه الأخيرة ولاذ بالفرار، وتم القبض على المتهم الذى اعترف بارتكاب الواقعة وتوالت النيابة العامة التحقيقات.

محكمة الأحداث

تختص محكمة الأحداث دون غيرها بالنظر فى هذه الجرائم، ويقول محمد صبرى الشرنوبى، المحامى: إن محكمة الأحداث تنظر فى أمر الطفل عند اتهامه فى إحدى الجرائم أو تعرضه للانحراف كما تختص بالفصل فى الجرائم المنصوص عليها فى المواد من ١١٣ الى ١١٦ والمادة ١١٩ من هذا القانون واستثناء من حكم الفقرة السابقة يكون الاختصاص لمحكمة الجنايات أو محكمة أمن الدولة العليا بحسب الأحوال بنظر قضايا الجنايات التى يتهم فيها طفل جاوزت سنه خمس عشرة قضايا الجنايات التى يتهم فيها طفل جاوزت سنه خمس عشرة سنة وقت ارتكابه الجريمة متى أسهم فى الجريمة غير طفل واقتضى الأمر رفع الدعوى الجنائية عليه مع الطفل، وفى هذه الحالة يجب على المحكمة قبل أن تصدر حكمها أن تبحث ظروف الطفل من جميع الوجوه ولها أن تستعين فى ذلك بمن تراه من الخبراء.

وأضاف الشرنوبى أن هناك استثناء على تلك المادة وهو جواز محاكمة الطفل أمام محكمة الجنايات أو محكمة أمن الدولة العليا بحسب الأحوال شريطة توافر أربعة شروط لا استثناء فيها.

أن تكون الواقعة جناية أن يجاوز سن الطفل خمس عشرة سنة وقت ارتكاب الجريمة

أن يساهم الطفل مع بالغ فى ارتكاب الجناية

أن يقتضى الأمر رفع الدعوى الجنائية على البالغ مع الطفل

وأشار القانونى إلى أن العقوبة فى حدها الأقصى السجن المؤبد ويحق للقاضى إعمال نص المادة ١٧ من قانون العقوبات بالتخفيف عن المتهم، أما إذا كان المتهم حدثًا أى لم يكمل عامه الخامس عشر فيكون اختصاص نظر موضوع الدعوى باتهام القتل العمد من اختصاص محكمة الأحداث.

رعاية النشء

ومن جانبه أشار الدكتور جمال فرويز الخبير النفسى أن ظاهرة القتل بين الأطفال تكون بالصدفة دون قصد وتكون أعمارهم من ١٠ سنوات وأقل، أو بسبب الغيرة والتفرقة فى المعاملة بين الأطفال، وهناك نوع آخر وهم بعض أطفال الشوارع ويعتقدون أنه إذا لم يقتلوا سيقتلون «أو إن لم يغتصب. سوف يغتصبه أحد».

وقال الخبير النفسى إن تغير السلوك إلى عدوانى يقع فى الأساس على كاهل الأسرة فى المقدمة سواء أكانت التفرقة أو الشعور بالكراهية، وكذلك المدرسة فهى أيضًا عليها جانب كبير فى تغير سلوك الطفل، فلا بد من الرعاية المدرسية والأسرية، والتصدى لتلك الظاهرة المشينة التى توثر على المجتمع برمته وتسبب زيادة فى معدلات الجريمة مشددًا على إكساب النشء روح السماحة وعدم الميل للعنف عن طريق تفعيل دور العبادة ورجال الدين.