نتعلم الحياة من خلال الحياة، فدروس الحياة وخبراتها نتعلمها بالممارسة، بالخوض فيها والتعامل مع الظروف أيًا كانت، فلن نتعلم الحياة إلا من خلال العيش فيها، سوف نمر بالجيد فيها ويمر وكأنه حلم أو ثوان معدودة فى عمر أيامنا، ونجتاز فى المر وكأنه حمل ثقيل اليوم بمثابة سنة ويأخذ من طاقتنا وصحتنا.
هذه هى الحياة، ومن خلال العيش فيها نضطر نأخذ قرارات واختيارات بعضها بسيط متكرر بصورة شبه يومية مثل «هالبس إيه؟، هاكل إيه؟، اشرب إيه؟، أتفسح فين؟، ربما لا نتوقف كثيرًا أمام الاختيارات اليومية البسيطة، وإن كانت برغم بساطتها إلا أنها بتكون مملة للدرجة التى تدفعنا نأكل حاجة مش بنحبها أو نلبس حاجة مش مناسبة لمجرد أننا زهقنا وعايزين نخلص».
هناك نوع آخر من الاختيارات بتحدد مصير أيامنا المقبلة، الاختيارات بين القرارات المختلفة بتبقى محيرة ومقلقة، وكل ما الاختيارات بتكون متعددة بتزيد الحيرة والتوتر والبعض من كتر ما هو قلقان وخايف بيترك أمر اختياره لغيره، غيره يختار له أهون عليه من أنه يختار لنفسه، على الأقل هيجد لنفسه مبررا لو كان القرار غلط أو لم يحقق النجاح المرجو منه.
لكل اختيار ظروفه وملابساته التى تصعب الأمور على صاحب القرار، فلا يوجد اختيار سهل وآخر صعب، جميعهم صعب فى الوقت إللى محتاج فيه تاخد قرار، بعض الاختيارات بتكون فردية، يعنى القرار فيها بيكون نابع من فرد واحد، هو شايف إن ده الأنسب والأصلح له، لكن النتائج بيتحملها معاه المقربين منه بسبب مشاعرهم تجاهه وقبولهم له.
هناك نتائج لأى قرار يلمس المحيطين بك، حتى لو كان شخصى، لأنك مش عايش لوحدك، وهذا لا يعنى أنك تحاول ترضى الآخرين على حساب نفسك، لكن برضه يعنى إنك ما تحاولش تبسط نفسك على حساب الآخرين.
توازن اتخاذ القرار ما بين المصلحة الشخصية ومراعاة الآخرين، حاجة صعبة ومحيرة، وهذا يقودنا لنوع آخر من الاختيارات الأخرى بيدخل فيها أكثر من فرد، بيمسهم بصورة مباشرة وبيحدد مصير أيامهم الجاية مع بعض، وأبسط مثال له الجواز.
اتنين بيقرروا الارتباط وأن حياتهم تكون مشتركة مع بعض لباقى العمر، مهما حصل من تدهور فى الحالة، كصحة ومال، لكن السؤال اللى بيطرح نفسه من بداية المقال هل هذا الاختيار هو المناسب؟.
لا يستطيع أحد الرد إلا من خلال الممارسة، ولكى تعرف أنت اخترت صح فى الجواز ولا لأ لازم تتجوز وتعيش الجواز بكل ظروفه وتبعياته.