الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تعذيب وحلق للشعر.. ملخص حكاية "بسنت" بنت بنها و"الأم" القاتلة.. المجني عليها غرقت في الرذيلة بعد طلاق أبويها.. و"إيمان": حاولت تهذيبها فماتت

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة بعد منتصف الليل، حينما وقفت «إيمان» تسترجع جريمتها التى فعلتها فى حق نجلتها «بسنت»، وملحمة التعذيب التى مارستها بحقها، بدعوى تأديبها وتقويم سلوكها بعدما سلكت طريق الشيطان، وقفت الأم المكلومة والندم يكسو ملامح وجهها، بعدما تسببت فى وقوع نجلتها جثة هامدة بين يديها.


ساعات من الرعب وتفاصيل غامضة حول أسباب قتل الفتاة على يد والدتها، جعلتنا نتوجه إلى شارع مبروك فى منطقة الحرس الوطني، فى مدينة بنها، لنكشف خيوط تلك الجريمة والمأساة التى عاشتها الفتاة قبل قتلها، فالتقينا أحد الجيران الذى سرد لنا بعض التفاصيل عن حياة الفتاة ووالدتها.

«الله يرحمها البنت راحت ضحية لعائلة عديمة المسئولية»، بتلك الكلمات استقبلنا الحاج «سيد»، داخل منزله المجاور لمنزل المتهمة، وبدأ حديثه: «إن تلك الأسرة مفككة، فالأم «القاتلة» قبل أن تتزوج من والد الفتاة «المجنى عليها» كانت متزوجة من رجل آخر وقام بتطليقها، وبعد فترة التقى والد الفتاة بوالدتها وبعدما تعرفا على بعضهما قام الأب بخطبتها والزواج منها، وأنجبت منه «بسنت»، و٤ أطفال آخرين، حتى اكتشف الأب فيما بعد أن زوجته مدمنة عقاقير مخدرة، وتم اتهامها من قبل فى قضايا مخدرات».

اضطر الزوج إلى السفر للخارج للعمل، وقبل سفره انفصل عن زوجته واصطحب «بسنت» وأشقاؤها ليقيموا بصحبة والده طول فترة سفره، حتى ظلت الأم وحيدة، تاركة أولادها فى كنف جدهم، استطاع الأطفال التكيف مع الظروف الجديدة التى وضعهم القدر بها، لكن دون رقيب، من المؤكد أن والدهم لم يحرمهم من شىء طول فترة غيابه من مأكل أو ملبس أو مصاريف الدراسة، لكنهم افتقدوا أهم شىء وهو التعايش داخل مناخ أسرى سوي، الأمر الذى أثر على «بسنت» بشكل سلبي وجعلها تسلك طريق الضياع وتصبح ضحية للتفكك الأسري.

مرت الشهور والسنوات على الفتاة حتى بلغت ربيعها الثانى وهى دون رقيب يوجهها للصواب ويمنعها من الخطأ، وبدون وعى وجدت نفسها غارقة فى مرافقة الشباب، وفى يوم علمت الأم أن ابنتها سلكت طريق الشيطان وأن أحد الشباب أغواها وجعلها تقيم معه علاقة، على الفور ذهبت واصطحبتها من منزل جدها، اعتقدت الأم أنها بهذا الشكل أنقذت ابنتها من ذلك المستنقع، بعدما قامت بتحرير محضر للشاب الذى اعتقدت أنه أغوى ابنتها، لكن الصدمة الحقيقية أصابت الأم حينما أخبرتها نجلتها أن ذلك الشاب هو واحد من ضمن مجموعة شباب أقامت معهم علاقة، لم تكف الفتاة عن الاعتراف بذلك فقط أمام والدتها ولكنها واجهتها بأن ما وصلت إليه كان بسبب إهمالها لها هى ووالدها الذى اختار طريق الغربة والبعد عنها وعن أشقائها.

«أخبرت الأم نجلتها أنها لن تتركها تفارق أحضانها مرة أخرى لكن الوقت كان قد فات بالنسبة للفتاة التى جعلت منها السنوات فتاة متمردة، فرفضت، وحينما أصرت والدتها وقامت بحبسها داخل المنزل، وقبل الواقعة بأسبوع حاولت الفتاة الهرب، وحينما علمت والدتها بذلك قامت بتقييد يديها وقدميها ومارست بحقها أبشع أنواع التعذيب سواء بالضرب بواسطة «خرطوم» أو تشويه أنوثتها وحلق شعرها، وتركها بدون طعام، فلم تتحمل الفتاة حتى سقطت جثة هامدة فى النهاية».

وتمكنت قوات قسم أول بنها بقيادة المقدم محمد فتحي، رئيس المباحث، والعميد طارق عبدالعزيز مأمور القسم، والرائد محمد غلاب، معاون القسم، من ضبط المتهمة، واعترفت بارتكابها الواقعة، دون عمد، مشيرة إلى أنها فعلت ذلك حتى تردع نجلتها عن ذلك الطريق، قائلة: «مش عايزة بنتى تبقى زيي، كنت بربيها مقصدش أقتلها»، وأمرت النيابة بحبسها ٤ أيام على ذمة التحقيقات، وجددها قاضى المعارضات ١٥ يومًا.