قضت محكمة في البحرين أمس الأحد بالسجن المؤبد على ثلاثة معارضين بارزين ملغية حكما سابقا بتبرئتهم من اتهامات بالتجسس لصالح قطر فيما وصفته منظمة العفو الدولية بأنه ”تزييف للعدالة“.
وأفاد بيان من النائب العام بأن المحكمة قضت بالسجن المؤبد على الشيخ علي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق المعارضة والشيخ حسن سلطان وعلى الأسود العضوين بالجمعية نفسها لإفشائهم معلومات حساسة وتلقيهم دعما ماليا من قطر.
وكان النائب العام استأنف حكما بتبرئة المعارضين الثلاثة صدر في يونيو حزيران ومثل نصرا نادرا من نوعه لشخصيات معارضة تقول إن الادعاء يستهدفها بسبب الآراء السياسية.
ويحاكم سلطان والأسود غيابيا. ويقضي سلمان بالفعل فترة عقوبة مدتها أربع سنوات للتحريض على الكراهية وإهانة وزارة الداخلية بعد اعتقاله عام 2015.
وفرضت البحرين والسعودية والإمارات ومصر مقاطعة على قطر العام الماضي واتهمتها بدعم الإرهاب والتقرب من إيران.
وتنفي قطر هذه الاتهامات وتقول إن هذه الدول تحاول تقويض سيادتها.
ومنذ أن أخمدت السلطات البحرينية احتجاجات شعبية عام 2011، يشتبك متظاهرون مع قوات الأمن التي تعرضت مرارا لهجمات بالقنابل. وتقول المنامة إن قطر تدعم الاضطرابات وهو ما تنفيه الدوحة.
وقالت منظمة العفو الدولية في بيان ”هذا الحكم يمثل تزييفا للعدالة ويظهر الجهود الدؤوبة وغير المشروعة التي تبذلها سلطات البحرين لإسكات أي شكل من أشكال المعارضة“.
وأضاف البيان ”الشيخ علي سلمان من سجناء الضمير وهو محتجز فقط لممارسته سلميا حقه في حرية التعبير“.
وشنت الوفاق، التي تربطها صلات قوية بالأغلبية الشيعية في البلاد، حملة للمطالبة بإصلاحات اجتماعية وسياسية في البلد الذي تحكمه أسرة سنية.
وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء إن إيران انتقدت هذه الأحكام.
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قوله ”هذه الأحكام لا تترك أي شك لدى الرأي العام والمجتمع الدولي بأن البحرين لا تسعى للإصلاح بل أنها قررت تكثيف أعمال القمع“.
واتهمت البحرين مرارا إيران بالتدخل في شؤونها الداخلية. وتنفي طهران هذا الاتهام.
وقال الأسود المقيم في لندن منذ 2011 لرويترز إن المدعي العام استخدم شهودا سريين وتسجيلات مصورة من قناة تلفزيونية بحرينية وصفها خبراء بأنها منقوصة ومحرفة.