الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

صوت الناس.. "فوزية" تعيش في غرفة 3 أمتار وأولادها هجروها منذ زمن بعيد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قضت حياتها فى ثلاثة أمتار، تعيش وحيدة وسط أكوام القمامة، تجلس طوال اليوم فى الشوارع تجمع بعض الجنيهات من أجل قوتها، لتعود إلى حجرتها، لا تعرف كم قضت من السنين فى هذه العزلة، لا تعرف عنها غير أن تأكل وتشرب لتعيش حياة من السخط فى وسط رائحة كريهة تفزع كل من يدخل إليها.
فى ركن غرفة بشكل قبر تعيش فيه منذ سنين كثيرة من عمرها، الحاجة فوزية صاحبة الـ ١٠٠عام، تقيم بحارة درب العجوزة بميت عقبة، تسرد لنا قصتها فى عزلتها عن الحياة بين ٤ جدران. 
وتبدأ حدثيها قائلة: «عايشة وحدى من زمان وش محتاجة حاجة، مش فاكرة عندى كام سنةـ بس عايشة من زمان، بطلع من البيت كل يوم بقعد تحت كوبرى بجيب حق باكو الشاى والسكر، وأرجع تانى بغليه وبفضل أشرب فيه طول اليوم، ومفيش حد بييجى عندي، وهى دى عيشتى ومرتاحة فيها، عندى وابور وحلة وكوباية وطشت صغير، عندى من زمان، كانوا عندى عيال بس مش عارفاهم راحوا فين».
تعيش فى عزلة عن الحياة وكأنها لم تتقدم بذاكرتها فى أى عصر نكون نحن فيه، لا تعرف من وسائل التقدم شيئا، لا تزال تعيش فى ماضيها الذى يلازمها، ولا تعرف غيره فى هذه الحياة المنعزلة بغرفة صغيرة لا تتسع إلا لشخص واحد، تمتلئ من حولها أكياس سوداء تتراكم عليها الأتربة منذ سنين طويلة وكأنها منذ قديم الزمان، وملابسها التى تترقع بقطع من قدم ملابسها، تلتف من حولها الحشرات فى كل مكان، وغرفتها تشبه المقابر المرعبة التى لا يدخلها شخص منذ سنين طويلة.
لتختم كلامها: «قائلة عيشتى من زمان كدا ومفيش حد بييجى يشرب معايا شاي، كانوا عيالى ييجوا زمان وانقطعوا عنى منذ فترة كبيرة، لا أعرف كم من السنين، مثل عمرى الذى لم أحسب له منذ أعوام طويلة لتنتهى حياتى داخل هذا المكان المأوى الوحيد لى، والذى أقطن بداخله منذ سنين طويلة.