الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الأديب الصيني لجمهور الجزائر: أدباؤنا يستحقون "نوبل"

مويان فى صالون الجزائر للكتاب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت الدورة ٢٣ من صالون الجزائر الدولى للكتاب «سيلا»، والذى تستمر فعالياته حتى ١٠ نوفمبر الجارى بقصر المعارض بالصنوبر البحري، والتى تحل فيها الصين دولة ضيف الشرف، لقاء للأديب الصينى الكبير «مو يان»، الحاصل على جائزة نوبل فى الآداب عام ٢٠١٢، والذى كرمّته الجزائر فى الافتتاح بمنحه «وسام الاستحقاق».
فى حديثه إلى جمهور المعرض، والذى نقله إلى العربية الدكتور أحمد السعيد، مدير دار الحكمة للإنتاج، روى الأديب الصينى عن قريته مسقط رأسه، مُشيرًا إلى أنها لها الأثر الكبير فى كتاباته ورواياته، وقد جعل منها مسرحًا لقصصه وخيالاته. 
قال مو يان إنه أحس براحه أكبر حينما كتب فى هذا الإطار المكاني، وبالعكس شعر بضعف فى أعماله حينما حاول كتابة المدينة بدلًا من الريف، ما دفعه إلى حيلة تُرضيه، وهى نقل الصور من المدينة إلى الريف الذى يحب الكتابة عنه.
لم تكن المرة الأولى التى يحصل فيها كاتب صينى على جائزة نوبل للآداب، فقد سبق ضيف الجزائر هذا العام مواطنه جاو شينجيان عام ٢٠٠٠، لكن الجائزة آلت إليه باعتباره شاعرًا؛ وبينما يرى بعض الصينيين أن الشاعر الحاصل على الجنسية الفرنسية والمقيم فى فرنسا منذ أكثر من عشرين سنة لا يعبر فعلا عن الروح الصينية.
يأتى مو يان، البالغ من العُمر ثلاثة وستين عامًا، والذى يستلهم كتاباته مما يُلاقيه فى حياته اليومية، ليصف «البحث عن الجذور»، وهى الحركة الأدبية التى ظهرت فى الثمانينيات من القرن الماضى وتم تصنيف الكثير من أعماله ضمنها، بأنها «حركة مميزة» حسب قوله، وأضاف «يعرف الجميع أن التقليد وحده لا يكفى ولا يُحقق إبداعًا». 
«إذا أردت للأدب الصينى أن يكون له موطئ قدم فى الأدب العالمى فعليك أن تكتب عما يخص الصين؛ يُمكن أن نستخدم حكايات القومية الصينية التقليدية لتكون مصدر إبداع وإلهام للأدباء الصينيين فى هذه المرحلة»، لهذا السبب بدأ الكثير من الأدباء الصينيين البحث عن ذاكرتهم الداخلية وأصلهم لتحويل ذلك إلى أعمال أدبية. لفت الأديب الصينى الذى استخدم مزيجًا من الخيال والواقعية والجوانب التاريخية والاجتماعية ليخلق عالمًا يذكر القارئ بكتابات وليام فوكنر وجابريل جارسيا ماركيز، والذى كذلك «وجد نقطة انطلاق فى الأدب الصينى وفى الفولكلور المحكي»، وفق الحيثيات التى منحته جائزة نوبل، إلا أن أسلوبه الأدبى يختلف كثيرًا عن الواقعية الاشتراكية السائدة فى الصين.
يقول «هذه الطريقة من الكتابة ليست اختيارًا للكتاب، وإنما فرض الواقع لنفسه عليهم»؛ ويُرجع ذلك إلى الكثير من الخيالات والقصص العجائبية «أيقظتها من ذاكرتى عندما قصت لى القصص وأنا صغير»، هذه الطريقة من السحر أو الخيال الأدبى ليست جديدة فى الصين، فى مرحلة ما انقطع تيار الأدب الصينى التقليدى وقام جيل الكتاب فى الثمانينيات بإعادة هذا التيار مرة أخرى. واعترف «مو يان» لجمهور الجزائر بأنه استحضر أيام الطفولة، حقًا كان يحاول أن يُبعد هذا الطفل «ولكنه كان دائمًا يقفز ويدخل فى أعمالي». احتفاظ الأديب الذى وصفته وسائل الإعلام الرسمية الصينية بأول مواطن صينى يفوز بجائزة نوبل - حيث إنها لم تعترف بالشاعر جاو شينجيان ولا بجائزة نوبل للسلام التى حصل عليها الناشط السياسى ليو شياو بو - بذاكرة الطفولة مهم جدًا. يراه كذلك يدعو إلى الفخر بفترة يراها استثنائية فى حياة الإنسان بما لها من آثار ومعتقدات ورؤية تختلف تمامًا عن عالم الكبار.
لفت مو يان فى حديثه للجمهور كذلك أن الكثير من زملائه من الأدباء الصينيين يستحقون جائزة نوبل، مضيفًا أن الحصول عليها ضاعف من مبيعات رواياته وعدد اللغات التى ترجمت إليها لتتخطى الـ٥٠ لغة، «ولكن الحاصل على نوبل ليس بالضرورة هو أفضل كاتب أو أديب فى العالم. الأمر لا يُشبه الألعاب الرياضية، لذلك لا يجب ألا ننظر من جانب واحد إلى نوبل، فهى ليست تقييمًا لكل الكتاب فى العالم فى آن واحد».