رحب الرئيس عبدالفتاح السيسي، بضيوف منتدى شباب العالم، موجها حديثة للإيزيدية نادية مراد التي تحدثت عن اغتصاب داعش للنساء، قائلًا: "أول توصية للمؤتمر والتي سنخاطب بها العالم أجمع هي الاعتراف بالجريمة التي فعلها داعش ضد الإيزيديين".
وقال السيسي: "نُخاطب العالم أجمع ونرفض التطرف والتمييز والعنصرية"، مستطردا: "في مصر تحرك 30 مليون مصري ومصرية من أجل أن يقولوا لا للتمييز الديني والتعصب".
وقاطع الشباب المشارك في منتدى شباب العالم، بشرم الشيخ، الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء افتتاحه المنتدى مساء أمس السبت الذي يقام تحت رعايته، ويستمر حتى السادس من نوفمبر الجاري.
وهتف الشباب المشارك في مؤتمر شباب العالم للرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال حديثة، قائلين: "بنحبك ياريس"، ورد الرئيس: وأنا بحبكم كلكم والله".
وتأثر الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشدة خلال حديث الفتاة العراقية نادية، إيزيدية الديانة، جراء سردها الجرائم والمآسي التي تعرضت لها طائفة الإيزيديين، التي تنتمي إليها من قبل تنظيم داعش الإرهابي خلال الفترة الماضية.
وكشفت "نادية"، خلال كلمتها فى افتتاح منتدى شباب العالم، المقام بشرم الشيخ، أن هناك أكثر من 6000 امرأة وطفل تعرضوا للسبي على يد تنظيم داعش الإرهابي، ويتعرضن للتعذيب الجسدي والبيع والشراء في القرن الواحد والعشرين.
وقالت الفتاة العراقية، إنها مازالت تتذكر كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي "يا نادية الشر عمره ما ينتصر".
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي التحية والتقدير لجميع المشاركين في منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، وذلك عقب افتتاحه النصب التذكاري لإحياء الإنسانية على أرض سيناء الغالية على هامش فعاليات المنتدى، وقال "السيسي"، خلال جلسة افتتاح المنتدى: "شرم الشيخ هي الشرق والغرب، ومقصد الباحثين عن السلام، وأرض الله والأنبياء، وأعبر عن عظيم شكري وامتناني لكل الحاضرين في منتدى شباب العالم".
وأردف "الرئيس: " شباب مصر هو الذي صاغ الحروف الأولى في كتاب الحضارة المصرية لافتا إلى أن حماس الشباب يؤكد إصرارهم على قيادة المستقبل خلال الفترة المقبلة.. الشباب المصري استطاع مواجهة الإرهاب خلال الفترة الماضية بالفن والثقافة قبل السلاح، وعمل على الشروع في بناء الوطن بخطة متسارعة تسابق الزمن".
وتابع السيسي: "شباب مصر الرقم الأهم في معركة بناء الوطن التي تخوضها مصر وسط العديد من التحديات التي تعصف بالدول وحضارات من حولنا.
ووجه الرئيس حديثه للشباب قائلًا: "لا تتفرقوا أبدًا، ومارسوا الصدق وأمنوا بالحلم، فالأحلام لا تسقط بالتقادم".
ودعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، شباب مصر للحوار البناء في منتدى شباب العالم، مطالبهم بعقد العزم على تحقيق الحلم حتى ولو كره الكارهون.
وقال الرئيس، إنه سيعمل مع المصريين على نشر رسالة البناء والتنمية والعدل، متسلحين برقاق الحضارة المصرية الفريدة، وشخصيتها المتميزة وسنرددها سويًا "تحيا الإنسانية.. يحيا السلام.. تحيا الحضارة".
وأعلن الرئيس عن أنه سيدعم مبادرة الشباب المصرى الرامية للعودة إلى الإنسانية والعمل على إرساء قواعد السلام والمحبة والانحياز إلى الحوار الحضارى الإنسانى القائم على تعاليم الأديان السمحة التى جعلت عمارة الأرض وحسن الخلق قاسمًا مشتركًا بينها بعيدًا عن التطرف والغلوا لمعتقد أو دين، مشددًا على أنه يعلن ذلك من على أرض سيناء التى يفوح منها رائحة المحبة ويظللها غمام السلام وتشرق شمسها بالتسامح والمودة.
وأضاف: "هذا المكان وضع لبنة أولى لنصب تذكارى يذكرنا بأن الله قد استودع الحياة فى قلوب البشر وعلينا أن نحفظ أمانة الله فى قلوبنا سأعمل ومعى المصريين على نشر رسالات البناء والتنمية والعدل متسلحين برقائق الحضارة المصرية الفريدة وشخصيتها المتميزة على مدار العصور..وسوياَ سنرددها..تحيا الإنسانية يحيا السلام تحيا الحضارة".
وجاءت كلمة السيسي وسط ابتهاج وفرح شديدين عم المشاركين فى منتدى شباب العالم 2018، ورفع بعض الشباب لافتة كتب عليها "مصر فوق الجميع"، وأخرى "مصر أم الدنيا"، تعبيرًا عن حبهم العميق للدولة المصرية. ورفع المشاركون فى المنتدى صور الرئيس عبد الفتاح السيسى والأعلام المصرية فرحًا بانطلاق أعمال المنتدى، وسط ابتهاج شديد من قبل الشباب المشاركين من مختلف دول العالم.
وتابع الرئيس أن الشباب المصرى ممتلئ بالحماسة والوعى وتأصلت فيه شخصية وطنه بالأعمدة السبعة للحضارة، والتى شكلت وجدانه وصاغت رؤيته الإنسانية وصنعت بداخله نقطة تلاقى للحضارات والثقافات والأديان، وأصبح الرقم الأهم فى معركة بناء الوطن التى نخوضها فى معركة طالت الإقليم ومصر.
وأضاف الرئيس كلمته قائلا: "بينما تعصف هذه التحديات بدول وحضارات حولنا استطاعت شباب أمتنا مجابهة التحديات وواجهوا الإرهاب بالفن والثقافة قبل السلاح، وشرعوا فى بناء الوطن واثقة خطواتهم ومتسارعة، وأقول بصوت الحق والحقيقية أن أمتنا قد صاغت خلال السنوات القليلة رؤية جديدة قائمة على العودة للأصول الإنسانية ومبادئ الحضارة وتسعى لاستبدال أطروحات الصدام الحضارى بالحوار، وترسخ لفكرة الاختلافات الثقافية واحتوائها بدلا من محاولات فرض الرؤى والأيدلوجيات بالقوة، فقد كانت هذه الرؤية نابعة من الثراء الحضارى المكونة للشخصية المصرية بأبعادها السبعة، فمصر الفرعونية التى كانت مبدأ الحضارة والتاريخ اكتسبت أبعاد مكانية ثلاثة ترتبط بامتدادها الإفريقى والآسيوى والمتوسطى، ثم تطورت بامتزاجها بالأبعاد الحضارية اليونانية والرومانية والقبطية والعربية والإسلامية، ومن ثم أصبحت مصر هى الرقم الصحيح فى المعادلة الدولية والإقليمية الساعية لإيجاد حلول واعية لهذه الصراعات".
وتابع السيسي كلمته قائلا: "شباب العالم المجتمع فى أرض الكنانة.. أدعوكم للحوار الجاد والبناء على مدار فعاليات هذا المنتدى، وأرجو أن تجنحوا بأحلامكم إلى آفاق الإبداع وأن تعقدوا العزم على إنفاذ إرادتكم مخلصين لها ولو كره الكارهون.. ابدعوا بعقولكم وأحبوا الحياة بقلوبكم وانطلقوا نحو الغد الذى سيليق بكم.. اجعلوا اختلاف أديانكم وألوانكم وأجناسكم قيمة مضافة لحلمكم وثراء لمستقبلكم ولا تتفرقوا أبدا.. اجعلوا كنزكم فى رحلة إلى المستقبل الواعد المفعم بالسلام والمستقبل والتنمية.. مارسوا بالصدق وآمنوا بتحقيق الحلم، فالأحلام لا تسقط بالتقادم".
وأكد عبد الفتاح السيسي، أن مصر قادرة على صياغة رؤية مشتركة لجميع الفرقاء في المنطقة والعالم لكي تستعيد الإنسانية المفقودة، متابعًا أن الأمة المصرية صاغت رؤية جديدة لاستبدال الصراع الحضاري بالتكامل والحوار، بدلًا من محاولات فرض الرؤية بالقوى، وهذه الرؤية نابعة من الثراء الحضاري للدولة.
