السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

منتدى الشباب.. بدأ الحدث ويبقى الحديث

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس أهم من حدث يصنعه مجموعة من المبدعين، ويدعى إليه هذا الكم من الرؤساء والمسئولين، ويشارك فى فعالياته الآلاف من الذين تباينت ألوانهم وألسنتهم وثقافاتهم ودياناتهم، ويتابعه الملايين الذين اكتووا بويلات الحروب وتاقوا إلى أمن وأمان يلملم شتات المشردين والمهجرين، ويتمنى تنفيذ توصياته الحالمون بغد تمحو فيه التنمية آثار التدمير، وتتلاقح فيه الأفكار لتثبت أن الحضارات تتكامل ولا تتصارع.
انطلق أمس منتدى شباب العالم فى مدينة شرم الشيخ، ليبهر بافتتاحه أنظار الحضور والمتابعين، حدث صنعه الشباب، فيه يتحدثون ويتحاورون، يختلفون ويتفقون، يرسمون أمام الكبار بأفكارهم البكر خريطة المستقبل، خمسة آلاف شاب، من مائة وستين دولة، يطرحون رؤاهم أمام زعماء آمنوا بهم، وراهنوا عليهم، ومنحوهم الفرصة للفضفضة بما يجول بخواطرهم، ليكون المنتدى ملاذًا للشباب، يحميهم من المتاجرين بعقولهم، والعابثين بأفكارهم، وكم من دول أشعل دعاة الخراب النار فيها مستخدمين الشباب بما يحمله من طاقات هائلة.
بعيدا عن الأعمدة السبعة التى تتمحور حولها فعاليات المنتدى، وبعيدًا عن ورش العمل واللقاءات والإبهار الذى طال كل شيء بداية من الوصول إلى أرض المطار، بعيدًا عن كل ذلك لأن الحديث عنه باق من منتدى العام الماضي، فما نود التحدث عنه - وهو باق أيضًا من العام الماضى - هو استثمار الحدث، الذى يستحق أن تتبناه كل الجهات المعنية، كنت أتمنى أن أستمع إلى شرح واف من وزارة السياحة لمعرفة كيف استثمرت المنتدى الأول، وكذلك وزارتا الثقافة والشباب، هل تم استثمار الحدث لنشجع من صنعوه على مواصلة الإبداع؟ وكنت أتمنى أن أستمع إلى تقييم من القائمين على المنتدى لتعاطى الإعلام مع الحدث، هل أسدلت الصحف والقنوات الستار على فعاليات العام الماضى أم كانت هناك إطلالة عليه بين الحين والآخر؟ 
منتدى شباب العالم أصبح مؤسسة لا بد من تسليط الأضواء عليها، ليس أثناء انعقاده فقط ولكن طوال العام، وذلك من خلال الأنشطة التى تترتب على فعالياته وتقوم بها الجهات المعنية كل فى تخصصها، ومن خلال المتابعة سوف نحفز هذه الجهات على العمل، ونحفز إدارة المنتدى على استمرارية الإبداع، كما أن إلقاء الضوء على الحدث يعنى التواصل المستمر مع الشباب فى الداخل والخارج، ولذلك يحتم النجاح الذى حققه المنتدى للعام الثانى أن تهتم إدارته بتخصيص أكثر من متحدث باسمه للتواصل مع وسائل الإعلام المحلية والعالمية، على أن يكون المتحدثون من العناصر التى شاركت فى تأسيسه لأنهم أفضل من يتحدثون عن صناعتهم، أما الاعتماد على الصفحة الرسمية للمنتدى كنافذة للتواصل مع الإعلام فلم تعد تتناسب مع ضخامة الحدث، ولا مع النتائج المرجوة منه.
ولأن عيون الشباب فى الداخل والخارج أصبحت تتجه إلى المنتدى كأكبر تجمع شبابى فى العالم.. أصبح لزامًا على المحافظين المشاركة فى فعالياته، وذلك من خلال مؤتمرات تقوم عليها إدارات العلاقات العامة فى كل محافظة حتى تكون الفرصة سانحة لشباب المراكز والقرى والنجوع لعرض أفكارهم، فكم من مبدع يبحث عن نافذة، وكم من صاحب فكرة واختراع يبحث عن طاقة نور، ومن خلال هذه المؤتمرات فى المحافظات.. يتم تأهيل الشباب المبدع للمشاركة فى المنتدى العالمي، فهناك طاقات كثيرة فى الأقاليم محرومة من قصور ثقافة ومنتديات يفرغون من خلالها طاقاتهم، لذلك صار بعضهم لقمة سائغة بين أنياب الإرهاب من خلال زوايا غير مرخصة، ومساجد قام على إدارتها أصحاب الفكر المتطرف، انغمس الكثير من شباب الأقاليم فى أنشطة خاصة بالجماعات المتطرفة، أنشطة فى ظاهرها الرحمة وفى باطنها العذاب، حتى صاروا أدوات استخدمتها هذه الجماعات فيما بعد لتنفيذ أجندات خاصة بها، والأمثلة على ذلك نجدها فى العناصر الإرهابية التى يتم ضبطها فى شمال سيناء وسائر المحافظات، لذلك أصبح لزامًا علينا الاهتمام بشباب الأقاليم من خلال مؤتمرات تنبثق عن المنتدى، ويتم الاستعانة فيها بالشباب الذى صنع الفكرة وانطلق بها من المحلية إلى العالمية.
بدأ منتدى شباب العالم مبهرًا فى عامه الثاني، لكن أتمنى ألا ينتهى الحديث عنه بمجرد انتهاء فعالياته.