الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الاعتراف فى صندوق كلب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى ٩ مايو الماضى أقر مجلس الشيوخ الأمريكى تعيين أول امرأة فى منصب رئيس وكالة المخابرات المركزية (سى أى إيه).
وفى الأيام الماضية احتل اسم «جينا هاسبل» رئيسة الوكالة صدر الصفحات الأولى والمواقع الإخبارية والفضائيات ووكالات الأنباء، وهى تباشر بنفسها عملية التحقيق فى مقتل الصحفى السعودى «جمال خاشقجى»، بعدما انتقلت إلى تركيا واستمعت وشاهدت ما قدمه الأتراك.
ولدت «هاسبل» عام ١٩٥٦ فى ولاية كنتاكي، وكان والدها ضابطًا فى القوات الجوية، فترعرت فى القواعد العسكرية الأمريكية فى الخارج، وانضمت إلى وكالة المخابرات عام ١٩٨٥.
أما لماذا اختار دونالد ترامب السيدة «جينا هاسيل» -بالذات- لتكون رئيسة لجهاز المخابرات الأمريكية؟
الإجابة يقدمها الباحث محمود حسنى رضوان أن السيدة المذكورة كانت هى المشرفة على السجون السرية الأمريكية الموجودة (منذ عام ٢٠٠١) فى العديد من دول العالم ومن بينها دول عربية (أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط).. وهذه السجون تابعة للمخابرات الأمريكية، وتعرف باسم «الحفر السوداء».. والسيدة «جينا هاسل» خبيرة فى أساليب التعذيب الوحشى الذى يمارس على المعتقلين داخل هذه السجون.. والسيدة المذكورة، وضعت برنامجًا «متطورًا» فى فنون التعذيب، معروف باسم SERT وهو اختصار لعبارة (البقاء، المراوغة، المقاومة، الهروب)، (Survival، Evasion، Resistance، Escape).. ويبدأ بإدخال السجين داخل قفص ضيق جدا يسمى «صندوق الكلب» ويوضع فى وضع يسمى «اعبد الآلهة» ويتم حرمان السجين من النوم باستخدام أنظمة صوت، تبث ضوضاء مستمرة لدفع الشخص لأعلى درجات الجنون.. كما يتم تعريض السجين لأشكال متعددة من الإذلال الجنسي.
فى ٢٤ نوفمبر ٢٠١٧ فى قاعة الندوات فى نادى الصحافة (ناشونال برس) بالعاصمة الأمريكية واشنطن - وفى حضور الفيلسوف الأمريكى نعوم تشوسكى- تحدث الصحفى الأمريكى الشهير «جيمى سكاهيل» مؤلف الكتابين المهمين «بلاك ووتر أخطر منظمة فى العالم» وكتاب «حروب قذره».. وفى تلك الندوة قال «جيمى سكاهيل» إن منظمة «بلاك ووتر» هى أكبر شركة مرتزقة فى العالم، وهى تقدم خدمات أمنية وعسكرية للدول الأجنبية وفقًا للقانون الأمريكي.. وقد نشأت تلك المنظمة، بعدما أبدى وزير الدفاع الأمريكى «رامز فيلد» رغبته فى الاعتماد على المقاتلين المرتزقة، لأنهم على حسب قوله: «لا يخضعون للمحاسبة».. وقال المؤلف إن هذه المنظمة لديها مقاتلون منتشرون فى ١٩ دولة.. ولديها قوائم ضخمة من العملاء المدربين.. وتملك أسطولا من الطائرات الحديثة.. ومقر المنظمة هو ولاية كارولينا الأمريكية، على مساحة ٧ آلاف فدان، يتم فيها تدريب مقاتلين محترفين من كل أنحاء العالم (الفلبين، شيلى، بنما، الإكوادور، السلفادور).. ويقول المؤلف إن شعار المنظمة «اقتل أولا، ثم بعد ذلك تأكد إن كان هو العدو»!!. وبعد الغزو الأمريكى للعراق، قامت المنظمة بحماية كبار المسئولين الأمريكيين، وعلى رأسهم «بول بريمر».. ولأن هذه المنظمة تستخدم الأسلحة المحرمة دوليا، وقامت بعمليات قتل واغتيالات هى الأكثر دموية، فلذلك فإن بول بريمر قبل أن يغادر العراق، أصدر قرارا بتحصين هؤلاء المرتزقة من أى ملاحقات قضائية!!..
وقال المؤلف، إنه منذ تأسيس أل CIA عام ١٩٤٧ فقد نفذت مئات من العمليات القذرة فى عشرات الدول حول العالم من الأرچنتين إلى الكونغو.. تضمنت اغتيال العديد من الشخصيات المهمة، واختطاف وتعذيب مواطنين لأغراض سياسية.. كما دبرت عددا كبيرا من الانقلابات العسكرية.. وأسست كثيرا من حركات التمرد فى دول العالم الثالث.. واخترقت العديد من الأوساط العلمية والأدبية والفنية والثقافية.. وقال المؤلف إن المخابرات الأمريكية تقوم بالتنصت على رؤساء الدول ورؤساء الأحزاب، ورجال الأعمال والشخصيات العامة والفنانين والكتاب والصحفيين والإعلاميين من خلال الأقمار الصناعية..
وقال المؤلف إن المخابرات الأمريكية هى من زورت فى أكتوبر ٢٠٠٢ وثيقة تفيد امتلاك الرئيس العراقى صدام حسين أسلحة كيماوية وبيولوجية.. وهذه الكذبة كانت هى المبرر لغزو العراق بعد ذلك بـ٩ شهور..
وفى الذكرى الـ٦٠ للانقلاب ضد محمد مصدق رئيس وزراء إيران عام ١٩٥٣ اعترفت المخابرات الأمريكية بأنها هى من دبرت الانقلاب المذكور..
وفى الكونغو اغتالت المخابرات الأمريكية «باتريس لومومبا» أول رئيس منتخب فى الكونغو يناير ١٩٦٠ بعد وصوله للسلطة بـ٤ شهور..
والمخابرات الأمريكية هى من أطاحت بالرئيس الغانى كوامى نكروما..
والمخابرات الأمريكية هى من اغتالت عام ١٩٧٣ الرئيس الشيلى المنتخب ديمقراطيا سلفادور الليندى..
والمخابرات الأمريكية هى من حاولت اغتيال جمال عبدالناصر عن طريق وضع غاز سام فى جهاز التكييف الخاص بمكتبه..
والمخابرات الأمريكية هى من حاولت اغتيال الرئيس الكوبى فيدل كاسترو، بوضع مادة قاتلة فى علبة السيجار الخاص به..
والمخابرات الأمريكية هى من دبرت عملية بيع أسلحة إسرائيلية إلى إيران، على متن السفن التى يمتلكها عدنان خاشقجى (قريب جمال خاشقجي).. وهى الفضيحة التى عرفت إعلاميا باسم «إيران چيت»..
وقال المؤلف إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تلتزم بأى قيود أخلاقية أو قانونية فى كل ما تعتبره خطرًا على أمنها القومي..
وقال إن الرئيس الأمريكى جورج بوش أصدر قرارا تنفيذيا ينص على: أن أعضاء القاعدة وطالبان والقوى المرتبطة بهم، هى عدو غير شرعى ولا يحق له الحصول على الحماية التى توفرها اتفاقية جينيف الثالثة لأسرى الحرب».. ويعلق المؤلف على هذا القرار قائلًا «إن هذا المرسوم من رأس الدولة هو بمثابة صبغ كل ما تقوم به أجهزة التحقيقات الأمريكية بصبغة قانونية، وإضفاء الحماية على أعضائها، وحمايتهم من الملاحقة القانونية»..
والغريب أن يصف الإعلام الأمريكى عملية مقتل جمال خاشقجى بأنه «عمل غير أخلاقي»، رغم أن تخطيط العملية كلها تم على الأراضى الامريكية، وحصلت إدارة ترامب على نصيب الاسد من أموال المملكة السعودية بلغ حتى الآن ٤٨٠ مليار دولار، بينما قامت المملكة بالزكاة عن عافيتها بتوزيع مليون مصحف على فقراء أفريقيا !!!