الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

رغم مليارات واشنطن لكبح المتمردين.. نصف أفغانستان تحت سيطرة الإرهابيين

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف تقرير للمفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان "سيجار" أن الحكومة الأفغانية فقدت السيطرة على نصف البلاد تقريبًا لصالح القوات الإرهابية، وبذلك تشهد أفغانستان أدنى مستويات السيطرة منذ بدأ المسؤولين الحكوميين في تتبع الوضع في نوفمبر 2015 
وأشار التقرير وفق ما نقلته صحيفة واشنطن فري بيكون الأمريكية إلى حدوث انخفاض كبير في قدرة الحكومة الأفغانية على إدارة المنطقة، وهو انخفاض بنحو 16 درجة. ويبلغ إجمالي سيطرة الحكومة الأفغانية 55 في المائة، وهو أقل رقم منذ نوفمبر 2015. وقد ازدادت سيطرة المتمردين ونفوذهم على المناطق الرئيسية بنحو 5.5 في المائة، وفقًا للتقرير، الذي يسلط الضوء على تزايد عدم قدرة الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة على الاحتفاظ بالنفوذ في المناطق التي كانت تتمتع بها في السابق. 
وأوضح التقرير أن الانحدار المستمر في سيطرة الحكومة الأفغانية على المناطق الرئيسية يثير مخاوف جديدة بين المسؤولين الأمنيين وغيرهم ممن حذروا من أن طالبان تشهد عودة جديدة على الرغم من قيام الولايات المتحدة بضخ مليارات الدولارات في جهود إعادة إعمار أفغانستان على مدار العقد الماضي.
وأكد خبراء أفغان مستقلون في الأسابيع الأخيرة، استنادًا إلى بيانات حكومية، أن أكثر من نصف السكان الأفغان خارج سيطرة الحكومة.
ووفقا للتقرير فإن عدد الضحايا المدنيين في تزايد. كان هناك 650 ضحية من المدنيين نتيجة العمليات الجوية من قبل قوات الحكومة الأفغانية في الفترة من 1 يناير إلى 30 سبتمبر من هذا العام، بزيادة 39 في المئة عن العام السابق.
كما تناضل قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية، لوصولها إلى أدنى مستويات تعيين أفراد منذ بدء تسجيل البيانات في عام 2012.
وأضاف التقرير أن "قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية انخفضت بمقدار ألف و914 فردًا منذ الربع الأخير من السنة وشهد انخفاضا بنسبة ثمانية ألاف و827 فردًا منذ نفس الفترة من العام الماضي. ولدي قوات الدفاع الأفغانية ما يقرب من 40 ألف فرد، أقل العدد المرغوب فيه الذي قدر ب 352 ألف فرد".
وترجع المشاكل المستمرة في قوات الأمن الوطني الأفغاني، بما في ذلك عدم قدرتها على التجنيد، بشكل جزئي إلى عودة طالبان إلى المناطق الرئيسية.
كما حذر خبراء من أفغانستان من أن طالبان تنتعش قائلين: "حتى لو تمكنت الحكومة الأفغانية من تأمين المزيد من السكان، تبقى السيطرة على الأراضي مصدرًا رئيسيًا لمرونة طالبان". 
وأفادت بعض وسائل الإعلام الغربية بأن طالبان تستخدم المناطق الريفية لتجنيد المقاتلين، وتشغيل معسكرات التدريب، وفرض الضرائب على السكان، ونشر أيديولوجيتها المتطرفة، وشن هجمات على مناطق أكثر اكتظاظًا بالسكان تحت سيطرة الحكومة.
وتستمر تجارة الأفيون في أفغانستان في الازدهار على الرغم من أن الولايات المتحدة تستثمر ملايين الدولارات من أموال دافعي الضرائب في عمليات مكافحة المخدرات.
وجاء في التقرير أنه "من عام 2002 وحتى سبتمبر 2018، خصصت الولايات المتحدة في المتوسط أكثر من 1.5 مليون دولار في اليوم لمساعدة الحكومة الأفغانية لمكافحة المخدرات وعلى الرغم من هذا، فإن زراعة الخشخاش في عام 2017 تضاعفت أكثر من أربع مرات مقارنة بأول سنة بعد التدخل الأمريكي الكامل في أفغانستان".
كما حذرت "سيجار" من أن عمليات مكافحة المخدرات يبدو أنها "سقطت تمامًا من أجندة الولايات المتحدة"، على الرغم من الملايين التي استثمرت في مثل هذه الجهود.