الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تفجيرات تونس.. الاتهامات تلاحق "الإخوان".. خبراء يؤكدون مسئولية حركة النهضة وتنظيمها السري عن الإرهاب.. وتصريحات الغنوشي وراء انضمام الشباب للحركات المتشددة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دعا الرئيس التونسى الباجى قايد السبسي، القوى السياسية فى تونس إلى وقف التدافع السياسى على المناصب بعد التفجير الإرهابى الذى استهدف دورية أمنية وسط العاصمة تونس، الاثنين الماضى، فى حين أدانت كبرى الأحزاب التونسية التفجير ووصفته بـ«العمل الجبان».

وقال السبسى فى تصريح عقب وصوله إلى مدينة برلين الألمانية، إن «ما حدث فاجعة لأنه فى الحقيقة كنا نعتقد أننا قضينا على الإرهاب، أتمنى أن لا يقضى علينا الإرهاب»، مضيفا أن «المناخ السياسى والظروف فى تونس سيئة لأننا منشغلون بمن يجلس على الكرسى والمنصب، وبهذا الحزب أو ذاك، لكن أعتقد أن هذا الحادث يذكرنا بالمشكلات الحقيقية التى تعيشها تونس»، وتابع السبسى أن «فى الحياة هناك المهم والأهم، والأهم هو أن يكون الشعب التونسى بألف خير، ما وقع مؤلم، وما لاحظته أن قوات الأمن هى التى تدفع دائما ضريبة الدم، وهذا يفرض على المسئولين فى تونس، وعلى قادة الأحزاب السياسية أن يدركوا أن التدافع على المناصب والكرسى ليس هو الحل».
على الجانب الآخر، أدانت كبرى الأحزاب التونسية التفجير، وأكدت حركة «نداء تونس» أن تونس عصيّة على الإرهاب وثمنت مجهود المؤسسة الأمنية والمؤسسة العسكرية، ودعا نداء تونس «التونسيين والتونسيات ومكوّنات المجتمع المدنى إلى مساندتهما فى هذه الحرب المتواصلة ضدّ آفة الإرهاب، ومن يقف وراءها تخطيطا وتمويلا وتنفيذا».

وفى السياق، طالب نداء تونس بـ«إبعاد المؤسسة الأمنيّة ووزارة الدّاخليّة عن التجاذبات والمصالح والصراعات السياسيّة حتى تتفرّغ كليّا للحفاظ على سلامة المواطنين وأمن الوطن ضدّ أعدائه فى الدّاخل والخارج».
وفى نفس السياق، أجمع خبراء ومفكرون وسياسيون تونسيون، على أن بلادهم لم تعرف الإرهاب إلا مع وصول حركة النهضة الإخوانية إلى الحكم قبل ٦ سنوات.
ومنذ صعود الإخوان إلى السلطة فى ٢٠١٢، بدأ التونسيون يعانون الإرهاب، فى سابقة لم تكن معهودة فى بلد كان بمنأى عن هذه الظاهرة.
غير أن اللافت هو أنه كلما ضاق الخناق على الحركة الإخوانية الإرهابية، وتوجهت إليها أصابع الاتهام فى ملف شائك، خصوصا ما يتعلق منه بأمن تونس، يقع تفجير أو عملية إرهابية تحوّل الأنظار واهتمام الرأى العام إليها بعيدا عن الأداء السياسى والأمنى لـ«النهضة».
فقبل أيام، عاد الجدل حول وجود تنظيم عسكرى سرى لإخوان تونس، ليطفو من جديد إلى واجهة الأحداث، عقب إثارة هذا الموضوع من جانب هيئة الدفاع عن الشهيدين المعارضين شكرى بلعيد ومحمد البراهمي.
عز الدين مرابط، الخبير الأمنى التونسي، قال إن «تونس لم تعرف وتيرة متصاعدة للعمليات الإرهابية إلا منذ ٧ سنوات»، أى فى عهد حكومة حمادى الجبالى الأولى.
وأضاف مرابط، فى تصريحات صحفية، أن تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية تعود إلى «ضعف أجهزة الدولة، وعدم قدرتها على الحسم النهائى مع الخلايا الإرهابية النائمة»، وتابع قائلا إن «هذا الضعف لم يكن نتاج تسلسل طبيعى لخلل على مستوى معين، وإنما نجم عن حل الإخوان لجهاز (أمن الدولة) الذى كان تابعا للداخلية التونسية، وكانت مهمته ملاحقة المتطرفين».
ومنذ ذلك الوقت، انتشر السلاح داخل تونس قادما من الغرب الليبى (منطقتى طرابلس وزوارة)، وهما المنطقتان اللتان يسيطر عليهما الإخوان فى البلد المجاور.

ووفق الخبير الأمنى التونسي، فإن وجود تنظيم «داعش» الإرهابى فى تونس، بدأ من خلال «الذئاب المنفردة»، على غرار الهجوم الإرهابى الذى استهدف فى ٢٠١٥، فندقا بمحافظة سوسة الساحلية (شرق)، وأسفر عن مقتل العشرات من السياح، ثم حادثة التفجير التى استهدفت، العام نفسه، حافلة تقل عناصر من الأمن الرئاسي، وخلفت مقتل ١٢ منهم.
التنظيم السرى لإخوان تونس
إذاعة «شمس إف إم» المحلية نقلت، عن مصادر لم تسمها، أن الانتحارية التى فجرت نفسها تنتمى لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وتعقيبا على ربط الجدل بشأن الجهاز السرى للإخوان بالتفجير، قال مرابط إن الحديث عن تنظيم موازٍ مسألة تدعمها العديد من الفرضيات، خصوصا أن الأحداث التى شهدتها البلاد فى أبريل ٢٠١٢، أثبتت وجود عناصر ملثمة تقوم بقمع المحتجين ضد وزير الداخلية حينها الإخوانى على العريض.
ومن جانبه، طالب يوسف الصديق، المفكر التونسي، بضرورة حل حركة «النهضة»، معتبرا أنها «اخترقت أجهزة الدولة، وهيأت المناخ للهجمات الإرهابية منذ ٢٠١٢».
ورأى الصديق، فى مقابلة مع صحيفة محلية، أن النهضة «لم تقطع مع الإرث الإخواني، وأن المُعلن فى خطابها من تمدن، لا يعكس النوايا غير البريئة للحركة وقياداتها».
من جانبها، اتهمت عبير موسى، رئيسة الحزب الدستورى التونسي، «المرجعية الإخوانية» بالوقوف وراء الإرهاب بالبلاد، واستعرضت، فى تسجيل مصور، ما قاله راشد الغنوشي، زعيم الإخوان فى تونس عام ٢٠١٢، بخصوص الإرهابيين، حيث أشار إلى أنهم «يذكرونه بشبابه». وأشارت إلى أن تلك الجملة أعطت الذريعة لشباب تونس للانضمام إلى التنظيمات المتشددة، قائلة إن «حركة النهضة شجّعت على نشر السلاح فى البلاد، وهى مَن أطلقت سراح المتهمين فى عملية سليمان الإرهابية عام ٢٠٠٦».
ووصفت رئيسة الحزب الدستوري، بيان حركة «النهضة» المندد بتفجير الاثنين، بـ«دموع التماسيح»، مشيرة إلى أن الحركة دفعت بالقيادات الأمنية التى تملك الكفاءة إلى الاستقالة، حتى تستطيع اختراق جهاز الدولة.
عودة التفجيرات.. التوقيت والمستفيد
تسير تونس باتجاه الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة فى ٢٠١٩، وسط ضبابية المشهد السياسى العام، نتيجة التجاذبات الحادة بين القوى السياسية، خصوصا بين حركتى «نداء تونس» و«النهضة».
يرى عمار عمروسية، القيادى بالجبهة الشعبية التونسية المعارضة، أن المستفيد الأكبر من العمليات الإرهابية حركة النهضة الإخوانية، سعيا نحو تحويل اهتمام الشعب عن قضاياه الاجتماعية.
ولفت، فى حديث صحفي، إلى أن «ضعف منظومة الحكم التى تضم الإخوان لا يمكن أن تكون نتيجته سوى العمليات الإرهابية، خاصة فى ظل الوضع الراهن الذى تشهده تونس».