السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مدبر البطريركية اللاتينية: الشباب ليسوا "شيئا" يمكن تطويعه..أهالى الأرض المقدسة يمتلكون الكثير من التطلعات والآمال والأحلام...الصراع بين الأجيال حالة تعيشها كل الأزمنة

رئيس الأساقفة بييرباتيستا
رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا، المدبر الرسولي للبطريرك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أجرى مكتب إعلام البطريركية اللاتينية مقابلة مع رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا، المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية، بمناسبة أعمال السينودس حول الشباب، وتحدث خلالها عن مشاركته بالسينودس وموضوع الشباب وما أسهمت به كنيسة الأرض المقدسة.
قبل التطرق إلى موضوع أعمال السينودس، هل بوسعك إخبارنا عن حال الشباب في الأرض المقدسة؟
إن شباب الأرض المقدسة لا يختلفون عن نظرائهم حول العالم، خاصة من المنظور الإنساني، فهم يمتلكون الكثير من التطلعات والآمال والأحلام. كما ويعانون بطبيعة الحال من بعض الإحباط وخيبة الأمل ومشاعر الغضب، وهذا أمر ينطبق على فئة الشباب في جميع أنحاء العالم. بالنسبة إلى شباب الأرض المقدسة، علينا أن نتكلم أيضًا عن السياق الاجتماعي والسياسي والديني المعقد، حيث يُلقى الضوء باستمرار على القضية الفلسطينية، فضلًا عن قلة الآفاق الاجتماعية المتاحة لهم للعمل ولتكوين العائلة أيضًا. هذا ما تتطرق إليه معظم أساقفة السينودس خلال هذه الأسابيع. من أفريقيا إلى آسيا ومرورًا بأمريكا اللاتينية، التقينا شبابًا مفعمين بالحياة، يرغبون بتغيير العالم إلا أنهم يواجهون حالة اجتماعية عسيرة ومربكة فضلًا عن الوضع السياسي غير المؤاتي.
دينامية مختلفة
ما هي نقاط التباين بين مشاكل شبابنا في الأرض المقدسة وتلك المتعلقة بالشباب في أوروبا؟
في أوروبا توجد دينامية مختلفة. هنالك مشاكل اجتماعية ولكن ليس بقدر جسامة المشاكل التي نعيشها في الأرض المقدسة. في أوروبا، يجب العمل أولًا على نقل الإيمان الذي لم يعد موجودًا. أما في الشرق الأوسط، لا يزال يُنقل الإيمان داخل العائلة ولكنه يقتصر على سياق ديني واجتماعي من الواجب أن يتحول إلى خبرة، وهذا هو التحدي الذي نواجهه مع الشباب.
الصراع بين الأجيال
لقد تحدثت سابقًا في عدد من المقابلات عن أهمية أن يكون الشباب ناضجا وعن الصعوبة التي تواجهها الكنيسة في الاستجابة لحاجاتهم. هل بوسعك أن توضح ذلك أكثر؟
إن فئة الشباب ليست معزولة عن الآخرين، فهنالك تداخل بين الأجيال. إن آفاق الشباب تتمثل في أن يصبحوا بالغين وناضجين. يمكن للمرء أن يبقى شابًا في قلبه بكل معنى الكلمة، ولكن حينها عليه أن يصبح ناضجًا أيضًا في الإيمان. إن الصراع بين الأجيال هو حالة تعيشها كل الأزمنة، وهي جانب من دينامية النموّ. ولكن يجب علينا ألا نخلق عقلية “شبوبية“، وكأن الشباب هو مرحلة دائمة. إن هدف الشباب هو النموّ ليصبحوا بالغين. هذه هي الحياة.
الشهادة
في الوقت الحاضر لم تعد العائلة في أوروبا تلعب دورًا في نقل الإيمان كما كان الأمر قبل جيلين أو ثلاثة أجيال. كيف بوسع الكنيسة أن تحل مكان العائلة للقيام بهذا العمل الهام؟
أعتقد أن هنالك وسيلة واحدة ألا وهي الشهادة. لا يريد الشباب فقط أن يسمعوا دروسا في التعليم المسيحي. بالطبع، إن المرء بحاجة إلى هذه الدروس، لنكن واضحين حيال ذلك. ولكن، ما يريدونه هو أن يلتقوا بشهود. حتى في يومنا هذا، نستطيع أن نلتقي بأشخاص رائعين يجعلونا نقول بعد أن نلتقي بهم: “لقد قام المسيح حقًا! لأنّي التقيت بشخص تملأه الحياة“. أعتقد أن التحدي الذي نواجهه كجماعة مسيحية يتمثل في صعوبة نقل هذه الخبرة. إنّ قُربنا من الشباب والإصغاء إلى حاجاتهم، في رأيي، سيساعدنا على إيجاد الوسيلة لأن ننقل إليهم هذه الخبرة بصفتنا جماعة مسيحية.
العقلية الاكليروسية
ماذا بالنسبة إلى العقلية الاكليروسية؟
لقد كان ذلك أحد المواضيع التي تمت مناقشتها خلال السينودس. تمثّل العقلية الاكليروسية عائقًا. الاكليروسية معناها أن هناك شخص يتمتع بامتياز، أي الكاهن والآخرون من حوله. لقد تكررت كلمة “مع” مرارًا خلال السينودس. يجب ألا يكون هناك جانبٌ يمثل الكهنة وثانٍ الكنيسة وآخر الشباب. الشباب جزء لا يتجزأ من الكنيسة. إنهم ليسوا “شيئًا” يمكن تطويعه.