الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

بالصور.. حكاية من دفتر الفقر "منسي من كل شيء إلا الوجع"

. حكاية من دفتر الفقر
. حكاية من دفتر الفقر "منسي من كل شيء إلا الوجع"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما يجتمع الفقر مع المرض، تظهر قسوة الحياة، وتكتمل جدران سجن المأساة المظلم، وتخيم على الحياة البرودة النفسية المدمرة، والوحشة الروحية القاتلة. 
ورغم قسوة هذه الكلمات، فإنها لا تمثل إلا تعبيرا بسيطا، وربما سطحيا أيضا عن الحياة التي يعيشها "منسي عبد المقصود" وأسرته، حيث لم يتجاوز عمره الأربعين عاما بعد. 
عندما تدخل الغرفة الوحيدة، التي يسكن فيها "منسي" تشعر بأن الفقر والمرض يطلان عليك من كل مكان بعيون باردة تخلو من الرحمة، تؤكد العزم على اغتيال كل حقوق الإنسان في الحياة الكريمة. 
كان "منسي"، قبل أن يداهمه المرض منذ 5 سنوات فقط، يعمل في مهنة "فران"، راضيا برقة الحال، ومحدودية الدخل، إلى أن أصيب بالغضروف، والسكري، الذي يهدده الآن بفقد البصر. 
ويقول "منسي"، عن حالته المرضية: "ظروفي صعبة فأنا مريض بالغضروف والسكري وأحتاج علاجا شهريا يتكلف ألف جنيه". ويضيف: "أعمل أرزقيا في مخبز بلدي، إلى أن أصابني الغضروف، ولم أستطع تدبير نفقات الجراحة المطلوبة لي، ومع ذلك فالمشكلة ليست في مرضي، وإنما في ابني الذي يعاني مرضا مناعيا نادرا، يحتاج علاجا لا أستطيع توفيره له". 
وتابع: "أنا مش عايز حاجة لنفسي، لكن عايز أعالج ابني محمد عشان يقدر يعيش، فهو بحاجة إلى استئصال جزء من الأمعاء، وأنا لا أستطيع الإنفاق عليه وعلى أشقائه، خاصة أنه بحاجة إلى تحاليل دورية كل شهر". 
وواصل الأب المريض، روايته قائلا: "بنروح بيه قصر العيني، وبقالنا فترة مش بنجيب العلاج، ولأنه لم يدخل المدرسة فليس له تأمين صحي، وأنا مبقيتش عارف أصرف عليه وعلى إخوته، بعد ما بعت عفش بيتي، وأصبحت أعيش من معاش التأمين فقط، وهو مبلغ زهيد جدا". وأضاف: "قاعدين دلوقتي في غرفة بير سلم، وننام على مرتبتين فقط، وننفق من مساعدات أهل الخير". ويطالب منسي، محافظ الشرقية، ووزير الصحة، بعلاج ابنهما الذي يبلغ من العمر 5 سنوات فقط، وكذلك إيجاد فرصة عمل لزوجته، حتى تساعد في تخفيف أعباء النفقات المنزلية، والقيام بشئون الأسرة، في ظل عدم قدرته على العمل بسبب مرضه.