الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

للتنمر وجوه كثيرة.. الضرب والسب والتهديد أبرزها.. خبراء: الضغوطات النفسية وتخاذل دور الأسرة في تثقيف أبنائهم أهم أسباب انتشار الظاهرة.. وأطفال مصر يمثلون 80% من الضحايا

تقارير وتحقيقات
تقارير وتحقيقات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"مشاكل كثيرة ممكن نمنعها لو تدخلنا في الوقت الصح لوقف التنمر" هذا ما قالته "يونيسف مصر unicff Egypt"، في تقرير لها عن التنمر، موضحة أنه في الآونة الأخير بدأت ظاهرة التنمر تنتشر بكثرة في الشوارع والأماكن الخاصة والعامة خاصة المدارس إذ تنتشر بشكل كبير جدًا بين الأطفال.

وللتنمر وجوه كثيرة أبرزها التهديد والتوبيخ والإغاظة والشتائم ونشر الشائعات، وكذلك الاحتكاك الجسماني كالضرب والدفع والركل، والإيماءات المؤذية، مثل العبوس في الوجه أو الإشارات غير اللائقة، أو توبيخ المعلم للطالب.
الخلاف على لعبة داخل المدرسة سبب رئيسي في إزاء طفل لآخر، أو معاملة الأسرة للطفل غير متوقعة خصوصًا إذا أخطأ خطأ صغيرا يعاقب بطرق بشعة ومنها الحبس والضرب، وفي بعض الأحيان إذا طلب شيئا يرفض ولكنه يحتاج أن يكون شخصية قوية ومسيطرة أو قيامهم بإلقاء كلمات جارحة للطفل هكذا يكن داخل الطفل الغل والحقد ويجعله يريد الانتقام ممن حوله، أو التنمر عبر الشبكة العنكبوتية الإلكترونية.
ويقول محمد هاني، استشاري صحة نفسية: في مجتمعنا الحالي يوجد الكثير من الضغوطات النفسية التي ترهق الإنسان وعلى أثرها يكون ضحيتها الطفل ولكن يجب أن يشعر الأطفال بالأمان في المنزل، وفي المدرسة وفي مجتمعاتهم أو حيث يعيشون، ومن الممكن أن تكون هذه الأماكن نفسها غالبًا هي مصدر العنفٍ ضدَّ الأطفال، بل في كثيرٍ من الأحيان على أيدي أولئك الذين يرونَهُم كل يوم في حياتهم اليومية وبالنسبة إلى كثيرٍ من الأطفال، فإن العنف يكتسي وجها يألفونه، قد يكون العنف أقرب للبيت مما نظن، وهناك السلوك العدواني عند الأطفال في إزاء أصدقائهم أو أنفسهم، وذلك سببا لعدم الثقة تجعل الطفل يفكر في أشياء لم تخطر على بال شخص كبير وذلك يترتب عليه الحالة النفسية عند الطفل منذ بداية عمره وعدم شعوره بالثقة بالنفس لديه من قبل عائلته أو أساتدته.

وأضاف أنه يعتبر أحد أسوأ الظواهر التي تشهدها المدارس والمجتمع ككل، وهي إحدى صور البلطجة التي يحاول فيها الطفل الجاني السيطرة على الضحية وفرض إرادته عليه، مؤكدًا أن المادة 19 من اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989 تنص على جميع الدول اتخاذ جميع التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتعليمية الملائمة لحماية الطفل من كافة أشكال العنف والضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية والإهمال أو المعاملة المنطوية على الإهمال وإساءة المعاملة أو الاستغلال.
وتابع أن التنمر له تأثيرات سلبية كبيرة على نفسية الأطفال، والتأثيرات في ذلك تؤدي إلى إقدام الضحية على الانتحار كما تم رصده في بعض الحالات، موضحًا أن المنظمات العالمية بدأت في الالتفات نحو خطورة تلك الظاهرة منذ بداية الثمانينيات، وبدأ التحذير من عواقبها، مضيفًا أن الظاهرة أخذت تتنامى في الوقت الحالي بشكل كبير جدًا، ينطوي تحت مسمى العنف بين الأطفال، وتحدث بشكل كبير مع مرور الزمن وهو نتيجة عدة مشكلات يمكننا التصدى لها.
وفي السياق ذاته أكد خبير علم الاجتماع، سعيد صادق، أن التنمر يرجع إلى تخاذل دور الأسرة في تثقيف الطفل، وذلك مع الكثير من المشادات التي تحدث بين الأم والأب وتحدث بالإساءة اللفظية والمادية واستخدام العنف، والمجلس القومي للأمومة والطفولة ووزارة التربية والتعليم ومنظمة اليونيسف بدعم من الاتحاد الأوروبي قاموا بعمل حملة "أنا ضد التنمر" لمناهضة التنمر في المدارس التي تعتبر سببا في نمو الظاهرة في المجتمع بين الأطفال والكبار، يحدث التنمر في الوقت الذي لا يوجد به رقابة، خاصة في فترة الفسحة بالمدارس أو النادي أو الشارع في قنوط المارة.

وأشار إلى أن الدخول في حالة مزاجية سيئة، وعدم الرغبة للذهاب للمدرسة من أبرز ملامح التنمر عند التلاميذ في المدارس، فيجب في ذلك الوقت سماع الأطفال للنهاية، حتى يتم معرفة المشكلة ومعالجتها والوصول لحلول تقنع صاحب مرض التنمر للرد على من يقومون بالإساءة لشكله، ولكن في الشارع ووقت انقضاء اليوم الدراسي لا يوجد قوانين قادرة على التصدي لمرض التنمر، بالإضافة إلى عدم تأهيل المعلمين بالمدارس بشكل صحيح لتصدي لبعض المشكلات الصغيرة التي تكبر رويدا رويدا دون الإحساس بها بين الأطفال أو الطلاب بالجامعات أو عبر الإنترنت عن طريق الرسائل البذيئة، أو المكالمات والتي تتضمن التهديد والترهيب والمضايقات، واستلام وتبادل الصور المخزية، وتصوير الآخرين أثناء تعرضهم للمضايقات وإرسال مقاطع الفيديو المصورة هذه إلى هواتف أخرى أو مواقع على شبكة الإنترنت وهذا ما نراه في الوقت الحالي ولكن الخدمة التي تقدمها الشرطة تحرر محاضر للمضايقات الإلكترونية أو المكالمات الهاتفية كل ذلك يعد أسلوبا متحضرا للقضاء على التنمر في معظم المجالات، كما أن هناك نوعا آخر من التنمر وهو في العمل من أصدقاء العمل أو رب العمل وغيرها من الأشكال التي يتعرض لها الإنسان وتكبر معه منذ الصغر ومع مررو الأيام.
وأوضح أن فترة المراهقة من 13 إلى 15 سنة يتعرض حوالي 50% من الأطفال حول العالم يتعرضون للتنمر من زملائهم والأساتذة، وهناك 80% من الأطفال في مصر يتعرضون للتنمر من زملائهم في المدارس والشارع والبيت من الأب أو الأم أو الأخوة، مؤكدًا أن ظاهرة التنمر في مصر منتشرة للغاية، ويعود ذلك لقلة الوعي بين الأطفال والأهم من ذلك عدم إدراك المعلم أو الأسرة كيفية التعامل مع الطفل بشكل صحيح، وذلك يمثل نوعًا من أنواع العنف، وقد ينتج عنها نبذ التعليم والذهاب للمدرسة والانتحار في بعض الحالات كما نرى في المترو والسقوط من أعلى برج أو عمارة أو كوبري وهكذا من الأفعال السيئة التي يراها الطفل أفضل الحلول التي يمكن اتباعها، ولكن دور الأسرة لا يقتصر عند الحديث فقط ولكن لابد من معرفة سبب الانطواء التي يكون فيه الطفل في فترة معينة والتي يمكن أن تكون في أول أيام حياته أو دراسته وتسبب له عقده نفسية يعاني منها باقي حياته دون معرفة السبب من الأساس.