تتوقف الحياة لدى جمهور الأهلي، لمدة 90 دقيقة، عند التاسعة مساء اليوم، وذلك عندما يستضيف المارد الأحمر شقيقه الترجى التونسي، على ملعب الجيش ببرج العرب، في ذهاب الدور النهائي لدوري أبطال إفريقيا، حيث يحبس الملايين من عشاق بطل مصر وأنصار أشهر الفرق التونسية أنفاسهم، في انتظار ما ستسفر عنه هذه الموقعة الكروية المرتقبة، التي دائمًا ما تأتي حافلة بالإثارة والندية بين العملاقين الإفريقيين.
وتحظى مباراة الليلة باهتمام جميع عشاق كرة القدم في إفريقيا كونها تأتي في نهائي البطولة الأهم على مستوى أندية القارة، كذلك اهتمام عالمي باللقاء، لأن الفائز من مجموعة مباراة الليلة ولقاء الإياب المقرر له الجمعة المقبل في تونس، سيتأهل إلى نهائيات كأس العالم للأندية، التي ستقام بالإمارات الشهر المقبل.
مباراة الليلة لا تكتسب صعوبتها من فقط كونها الشوط الأول للقاء النهائي بالبطولة بين اثنين من أهم أندية القارة، ولكن لأن كلا منهما يعرف الآخر بشكل كامل ولا يوجد أي مجال للمفاجآت أو إخفاء الأوراق، بعد أن لعبا سويًا في هذه النسخة مرتين بدوري المجموعات، كما لعبا كثيرًا في السنوات الماضية، وما زال الجميع يتذكر ربع نهائي النسخة الماضية من البطولة، حين أطاح المارد الأحمر بأبناء باب سويقة، الأمر الذي يزيد من صعوبة المواجهة على الجهازين الفنيين، حيث سيكون للحالة الفنية والبدنية والذهنية للاعبين على أرض الملعب، دور السحر في تحديد المتفوق في اللقاء.
الأهلي يدخل موقعة الليلة متسلحًا بعاملي، الأرض والجمهور، بحثًا عن تحقيق فوز مطمئن، قبل أن يخرج لمواجهة الترجي، في جولة التتويج على ملعب رادس بالعاصمة التونسية، وهي مهمة لن تكون سهلة حتى ولو كان الأهلي قد سبق له التتويج برادس مرتين عامي 2006 أمام الصفاقسي، و2012 أمام الترجي، لكن الأكيد أنه لا بد من تحقيق فوز مريح الليلة، وهو ما حرص الفرنسي باتريس كارتيرون، المدير الفني للفريق الأحمر، على نقله للاعبين خلال الأيام الماضية.
في المقابل يتطلع «الترجي» للثأر من الأهلي، الذي جرده من اللقب عام 2012 على أرضه ووسط جمهوره، الأمر الذي يزيد من سخونة لقاء الليلة.
فنيًا استعد الأهلي للقاء اليوم بشكل جيد من خلال برنامج تدريبات مكثف وضعه «كارتيرون»، لتصحيح الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون خلال الفترة الماضية، وخاصة في الشق الدفاعي، كما دخل الفريق معسكرًا مغلقًا لمدة 48 ساعة قبل المباراة، لإبعاد اللاعبين عن الضغوط التي تصاحب النهائيات بشكل عام ولقاءات الفرق المصرية وشقيقتها التونسية على نحو خاص.
أما الترجي فقد وصل إلى برج العرب أمس الأول، على متن طائرة خاصة، لحرص إدارته على توفير كل سبل الراحة للاعبين، وفرض معين الشعباني، المدير الفني للفريق، سياجا من السرية على لاعبيه استعدادًا للموقعة الكبيرة.
ومن المتوقع أن يبدأ الأهلي مباراة الليلة بتشكيل مكون من محمد الشناوي، حارس المرمى، الذي تأكدت مشاركته بعد تماثله للشفاء من إصابته بكدمة في الفخذ، خلال مباراة الوصل الإماراتي الأخيرة، ببطولة زايد للأندية الأبطال، خاصة أن بديله شريف إكرامي لم يظهر بشكل جيد حين شارك أمام الوصل.
وفي خط الدفاع لا خلاف على الثنائي المالي ساليف كوليبالي وسعد سمير، في القلب، وعلى اليمين أحمد فتحي للاستفادة من الخبرات العريضة التي يتمتع بها في مثل هذه الأجواء، ويسارًا حجز أيمن أشرف مكانه بعد إصابة التونسي على معلول، الذي يفتقده الفريق الأحمر الليلة.
وفي خط الوسط يوجد الثنائي حسام عاشور وعمرو السولية، وسيكون لهما دور مهم في ضبط إيقاع المباراة وفرض أسلوب اللعب الأحمر على منطقة العمليات، وأمامهما إسلام محارب الذي انتظم في التدريبات مؤخرًا وتأكدت مشاركته في اللقاء.
وفي الهجوم يبقى وليد سليمان، النجم الأول للأهلي هذا الموسم، والورقة الرابحة التي يعول عليها الجهاز الفني الليلة، لصناعة الفارق، ومعه أحمد حمودي أو ميدو جابر، خلف المغربي وليد أزارو كرأس حربة وحيد.
من جانبه أكد محمد يوسف المدرب العام والقائم بأعمال مدير الكرة، أن هناك ثقة كاملة في قدرات اللاعبين لتحقيق نتيجة إيجابية في لقاء الليلة أمام الترجي، الذي يمثل الشوط الأول من جولة النهائي، خاصة أن المنافس فريق جيد وتمت دراسته بشكل مستفيض، وأن الأهلىي استعد للقاء جيدًا.
