يعاني أهالي محافظة الأقصر، بسبب نقص الأطباء، وعزوفهم عن العمل بالمحافظة، نتيجة إلغاء بدل المناطق النائية، واقتصاره على المحافظات الحدودية فقط، وتحول عدد من الوحدات الصحية إلى مبان مهجورة.
وتحتوى الأقصر على ٧ مستشفيات حكومية، ونحو ١١٨ وحدة صحية، من المفترض أن تقدم الخدمة لأهالي المحافظة، ولا يعمل منها بشكل منتظم سوى نحو ٦٠ وحدة صحية فقط، ويعمل الباقي بشكل جزئي حتى الواحدة ظهرا، بسبب النقص الشديد في عدد الأطباء.
كما يعانى بعض المستشفيات والوحدات الصحية التابعة لوزارة الصحة أيضا، من نقص شديد في أمصال العقارب والثعابين، خصوصا في القرى النائية، التي يعد سكانها أكثر عرضة للدغات الحشرات والزواحف السامة، كذلك نقص في أقراص قورودون للقلب والمضادات الحيوية وأدوية الحروق والقروح الجلدية، وحقن (R.H) ودواء الألبومين، وسيديلاك، ودوفلاك وغيرها»، بحسب قول أبناء المحافظة.
وأوضح الدكتور أحمد حمزة، نقيب أطباء الأقصر، لـ«البوابة نيوز» أن هناك أزمة قوية لا تزال موجودة بالقطاع الصحي بالمحافظة، ممثلة في نقص أعداد الأطباء بالمستشفيات والوحدات الصحية، وهذا الأمر تسبب في حدوث الكثير من العراقيل أمام مسئولي الصحة بالمحافظة، لافتًا إلى أن هناك أسبابا كثيرة لأزمة الأطباء في المحافظة، يأتي في مقدمتها تطبيق قرار رفع الأقصر من حوافز المناطق النائية، المنصوص عليها في المادة ١٢ من قانون ١٤ لسنة ٢٠١٤، المعروف باسم كادر الأطباء.
وهذا ما تسبب في عزوف الأطباء من المحافظات الأخرى عن القدوم للأقصر، للاستفادة من الحافز، واضطرار البعض من أطباء المحافظة للانتقال للمحافظات الأخرى التي ما زالت تتمتع بحافز المناطق النائية للحصول عليه، مطالبا وزيرة الصحة بإعادة ضم محافظة الأقصر وكل محافظات الصعيد إلى قائمة المحافظات النائية، لجذب الأطباء للعمل، في إطار سعى الوزارة لتقديم خدمة صحية أفضل لأبناء محافظات الصعيد.
فيما أكد مصدر مسئول بمديرية الصحة بالأقصر، لـ«البوابة» عدم وجود أي مستشفيات مغلقة، وأن جميع المستشفيات تعمل بكامل قوتها، ولا توجد وحدات صحية مغلقة، لكنها تعمل بشكل جزئي، أما عن التخصصات التي تعاني منها المحافظة ككل، نتيجة نقص الأطباء، فهي «جراحة المخ والأعصاب والأوعية الدموية والقلب والصدر والعناية وكلى صناعية وتخدير وحروق»، وأنه لا توجد أزمة في الأدوية والأمصال بالوحدات الصحية، مشيرا إلى توفر جميع الأدوية والمستلزمات الصحية بمختلف الوحدات الصحية بالمحافظة.
فيما أكد الدكتور السيد عبد الجواد، وكيل وزارة الصحة بمحافظة الأقصر، اتخاذ عدة إجراءات مؤخرًا لتطوير العمل بالمستشفيات والوحدات الصحية، منها توفير مستلزمات طبية وأدوات متنوعة وتطوير مستشفى الأقصر العام وتحديث وتطوير مدرسة التمريض بالمستشفى، وزيادة أجهزة الغسيل الكلوى إلى عدد ٥٠ جهازا.
كما خضعت الوحدات الصحية بالدبابية، ونجع غريب، وجزيرة الكيمان، وتوماس ٢، والشيخ أحود، وحاجر الضبعية، للتطوير، وإنشاء مركز لوجستى للأدوية والمستلزمات الطبية، ودخول ٤ من مستشفيات التكامل التى كانت متوقفة عن العمل بالأقصر ضمن برنامج وزارة الصحة لتصبح وحدات صحية متميزة لصحة المرأة والطفل وهي مستشفى الضبعية- الكيمان- الزينية- العشى، هذا إلى جانب مستشفى شفاء الأورمان لعلاج الأورام لمرضى الصعيد بالمجان ومركز تحيا مصر لعلاج فيروس سي.
وأضاف «عبد الجواد» أنه من المقرر أن يتم تشغيل مستشفى العديسات، بجنوب المحافظة، في نهاية العام الجاري، كما سيشهد العام الجديد انتهاء كل الأعمال الإنشائية الخاصة بمستشفى إسنا الجديد، المقام على مساحة ١١ ألف متر، بتكلفة ٧٠٠ مليون جنيه، كما سيتم تسليم مستشفى البياضية المركزي، بعد خضوعه لعملية إحلال وتجديد، هذا إلى جانب قرب الانتهاء من الأعمال الإنشائية للمركز الطبي بالشيخ موسى، بمنطقة الكرنك، والذي أسندت أعماله الإنشائية لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بتكلفة بلغت ٧ ملايين جنيه.
وتابع عبدالجواد، أنه يجرى العمل على نظام الـ ٣٦ ساعة، لإراحة الأطباء وخدمة المرضى بصورة طبيعية في الوقت نفسه، وذلك حسب رغبة الطبيب، كما تم العمل بوظيفة المدير المناوب، للوصول لأعلى درجات الانضباط في المستشفيات المختلفة.
