الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الصومال.. 30 سنة حرب أهلية ودولة فاشلة.. تشهد صراعات وتقلبات على مدى 3 عقود.. الولايات المتحدة شنت غارات جوية ضد "شباب المجاهدين" أسفرت عن 60 قتيلًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شَنَّت الولايات المتحدة الأمريكية بالتنسيق مع الحكومة الفيدرالية الصومالية، غارة جوية فى ١٢ أكتوبر الماضي، أسفرت عن مقتل ٦٠ مسلحًا من حركة شباب المجاهدين فى الصومال، وفقًا للقيادة الأفريقية للقوات المسلحة الأمريكية «أفريكوم»، وهى أهم ضربة ضد حركة الشباب المرتبطة بـ«تنظيم القاعدة» منذ الحادى والعشرين من نوفمبر العام الماضى، والتى أسفرت عن مقتل ١٠٠ إرهابي.


وحسب تصريحات للقوات الأمريكية، فإن توالى هذه الضربات يقلل فرص الإرهابيين من القيام بالضربات فى المستقبل وقدرتهم على المناورة، حيث خسرت الحركة معظم معاقلها فى العاصمة مقديشو، ولكنها ما زالت تسيطر على مناطق ريفية، تَشِنُّ منها عملياتها وهجماتها الانتحارية ضد أهداف حكومية ومدنية.
وفقًا لما سبق، ينبغى إلقاء الضوء عن مُستقبل الأوضاع الأمنية فى الصومال والقرن الأفريقى ككل، ما هى دلالات التوقيت للضربة الأمريكية ورود الأفعال، فى ظل تعامل المجتمع الدولى مع الأوضاع فى الصومال بنهج الاقتراب الحذر؟ وما هو الوضع فى ظل تورط بعض القيادات والقبائل الصومالية فى دعم ومساندة حركة الشباب بالسلاح، وغياب التنسيق الإقليمى مع دول الجوار؟ فلماذا التكالب على القرن الأفريقي؟ وما هو الوضع الأمثل لتحقيق الاستقرار فى هذه المنطقة؟


قوى التطرف والإرهاب
الصومال دولة عربية، إسلامية، لها موقع استراتيجى وأهمية كبيرة فى القرن الأفريقى، لأنها تسيطر على البحر الأحمر وخليج عدن، فى حين تشهد مجموعة من الصراعات والتقلبات الداخلية، واستمرار الحرب الأهلية فى الصومال لمدة ثلاثة عقود، وتواجد حركة الشباب الإرهابية.
بالإضافة إلى الأطماع، والتنافس الدولى والإقليمى والمحلى، الفقر والحرمان، وغياب العدالة الاجتماعية،الدور الداعم لحركة الشباب الإرهابية من قبل الظهير الاجتماعى متمثل فى بعض القبائل المتحالفة ضد الأخرى، ودعم التجار والسياسيين. فى البداية تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية، فكانت مهانة لجنودها على أرض الصومال، ثم انسحبت، ثم عادت فى الفترة الأخيرة لدعم الحكومة الشرعية ضد الإرهاب، وعلى وجه التحديد حركة الشباب، لمصالح وأهداف الولايات المتحدة الأمريكية فى المنطقة، وهذا الدعم يقوى موقف الحكومة الصومالية فى حربها ضد الإرهاب ويقلل فرص حركة الشباب فى السيطرة وفرض رؤيتهم، ويساعد على تقليل مناطق النفوذ التى تتخذها الحركة قاعدة لتنفيذ هجماتها، فإمكانيات الحكومة الصومالية ضعيفة فهى تمد لها يد العون من خلال الضربات والغارات الجوية لطرد الإرهابيين والجماعات المتطرفة.
تواصل القوات الأمريكية استخدام الإجراءات المناسبة لحماية المواطنين الأمريكيين وتعطيل التهديدات الإرهابية، ويشمل ذلك إقامة شراكة مع بعثة الاتحاد الأفريقى «أميصوم»، وقوات الأمن الوطنية الصومالية فى عمليات مشتركة لمكافحة الإرهاب واستهداف الإرهابيين ومعسكرات تدريبهم وملاذاتهم الآمنة فى جميع أنحاء الصومال ومنطقة القرن الأفريقى.


تطورات الأحداث فى الصومال
وجهت أفريكوم فى ٢٩ أغسطس الماضى، ضربتين خلال هذا العام، استهدفت حركة الشباب والقاعدة فى محاولتهم لإنشاء كيان متطرف بالبلاد، تزايد عدد الغارات خلال العام والنصف عام الماضى، بشكل ملحوظ من خلال استخدام الطائرات بدون طيار، واستطاعت شن ٤١٨ هجوما خلال ٦ أشهر بالتحديد فى الفترة مابين أكتوبر ٢٠١٧ إلى إبريل ٢٠١٨. فى حين، تصاعدت هجمات حركة الشباب الشهور الأخيرة، فأصبحت شبه يومية، وهذا مؤشر على تصاعد قوة التنظيم المتشدد، فلم تعد تُرَكِّزُ على العاصمة ولكن انتقلت إلى الجنوب والوسط الصومالى، فنفذت أيضاًّ ١٦ هجوما إرهابيا «داخل كينيا خلال الفترة ما بين أكتوبر ٢٠١٧ إلى إبريل ٢٠١٨». مؤخرًا، كانت تهدف حركة الشباب إلى الانتقال من إقليم جنوب الصومال، إلى وسط الصومال «هاراردير»، لكى تهاجم السكان المدنيين الذين رفضوا الاعتراف بها، ودفع الإتاوات والزكاوات التى فرضت عليهم، وتعاون السكان المحليون مع الحكومة الصومالية، والذى أعقب ذلك غارة جماعية جوية من قبل قوات الجيش الأمريكى فى ١٢ أكتوبر الماضى، أسفرت عن مقتل ٦٠ مسلحًا من حركة الشباب وفقًا لأفريكوم، أما حسب تصريحات الحكومة الصومالية مقتل ٧٠ من مسلحى الحركة وخاصة القيادات من الصف الأول فى الحركة.


الصومال كمدخل للقرن الأفريقى
جغرافيًا يضم إقليم القرن الأفريقى «جيبوتى، إريتريا، الصومال، إثيوبيا»، وبتوسيع القرن الأفريقى ينُضم إليه «كينيا، أوغندا، السودان، جنوب السودان»، هناك مجموعة من الإضرابات فى هذه المنطقة وهى على النحو التالى: «القرصنة، القواعد العسكرية، الناتو».
لعبة القوى والتوازنات الجديدة فى منطقة القرن الأفريقى «التشابكات وتصارع القوى فى القرن الأفريقى» متمثلة فى التنافس الأوروبى «مستعمرة قديمة»، الولايات المتحدة الأمريكية «عباءة للسيطرة»، القاعدة الفرنسية فى جيبوتى، من أجل تأمين الملاحة والتجارة عبر البحر الأحمر، خاصة بعد سيطرة إيران على مضيق هرمز وخليج عدن «بتواجد الحوثيين فى اليمن»، ولذلك تدعم الولايات المتحدة الأمريكية الحكومة الشرعية من أجل مصالحها وأهدافها، فضلًا عن العلاقات مع إثيوبيا، وإسرائيل مع إريتريا، ومن هذا المنطلق تبنى الولايات المتحدة الأمريكية سياستها حيال السيطرة فى القرن الأفريقى وأضعف مكان للتدخل فى المنطقة هو الصومال.
وفقًا لذلك التنافس على منطقة القرن الأفريقى، تبرز أهمية هذه المنطقة على النحو التالي:
١-الشرق «المجرى الملاحى والبحر الأحمر».
٢-الغرب «بعض الدول التى تسيطر على حوض النيل».
٣-الملاحة «جنوب البحر الأحمر وخليج عدن».
٤-الأهمية الاستراتيجية والأمنية لكل من «مصر، الوطن العربى، دول البحر الأحمر».
مكافحة الإرهاب والتطرف
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية جزءا من الحل والمشكلة إن أرادت، فالصومال يتمتع بالموارد والثروات المعدنية «اليورانيوم، البترول»، وهناك خريطة ثروات الصومال تظهر مصالح الولايات المتحدة الأمريكية فى الصومال، فضلًا عن تواجد ٦ قواعد عسكرية فى جيبوتى وقاعدتين فى صوماليلاند وإريتريا، بالإضافة إلى مجموعة من التحديات ومن أبرزها، تواجد دول مثل «تركيا، إيران، قطر» من خلال الأساليب التى تقوم بها كل دولة، فتركيا لديها قاعدة عسكرية فى الصومال، إيران «دعم الحوثيين فى اليمن»، قطر «تدعم الإرهاب سواء كان ماديًا أو إعلاميًا».
والظروف الداخلية فى الصومال مثل، الجهل، الفقر، التخلف وانضمام الشباب فى الصومال للتنظيمات الإرهابية نظرًا للظلم الاجتماعى، المعاناة والحصار، الجفاف، التعليم، والصحة.
الأوضاع الأمنية
ولتحقيق الاستقرار فى الصومال يتطلب الاعتراف أولًا بالوطن الصومالى بإقاليمه الخمس، وعدم الاكتفاء بالمساعدات الأنسانية والإغاثية فقط، فلا بد من تقديم الدعم للحكومة فى بناء المؤسسات الخاصة بمواجهة الأزمات، حل المشكلات بين الأقاليم والمركز.
يجب التخلص من التطرف والإرهاب، ولكن ليس فى الوقت الراهن هناك تحديات منها صعود تنظيمات إرهابية أخرى فى القرن الأفريقى غير حركة الشباب، فيوجد داعش فى بونت لاند، وصادعون بالحق، فضلًا عن وجود جزء متعاطف مع حركة الشباب، الأوضاع المعيشية الصعبة، والغضب من قبل المؤيدين لحركة الشباب لفرض الأوضاع على الأرض بالسلاح.
وبحسب العديد من المراقبين، يمكن توضيح أهم آليات مكافحة الإرهاب فى الصومال والقرن الأفريقي، عبر ضرورة نشر الوعى والدين الوسط لمواجهة الفتاوى التى ينقلها علماء التطرف وحركة شباب المجاهدين غير المتخصصين فى الدين الإسلامى.
والتعاون الإقليمى «الاتحاد الأفريقى، الجامعة العربية» لتحقيق الأمن العربى، الإسلامى،الشرق أوسطى، ونشر السلام والحرية والقيم الأخرى.