الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الحكومة الخفية التي يجب مواجهتها فورًا!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما زلنا نشكو من بطء القرار..
ما زلنا نشعر بفارق السرعة فى الحركة بين رئيس الدولة والتصلب الإدارى..
ما زلنا نشعر بأن هناك حكومة أقوى من حكومة الدكتور مصطفى مدبولى وهى الحكومة الخفية التى تشبثت بجذورها إلى أعماق ومفاصل الجهاز الإدارى للدولة.
ما زلنا نشعر بأن المعركة قاسية وعنيفة بين التكنوقراطية والبيروقراطية.
ما زلنا نشعر بأن هناك نوايا حقيقية ومخلصة وجادة لكى تصبح بلادنا ساحة «للابتهاج الوطنى» والازدهار والانتعاش الاقتصادى لكن هناك من يتربصون ويتحصنون خلف أقنعة عديدة يريدون أن يتحول الابتهاج الوطنى إلى اكتئاب سياسى واقتصادى وديموقراطى واجتماعى وبدلًا من تشييد صروح التنمية نجد هؤلاء قد عقدوا العزم على بناء طبقية من نوع جديد.. طبقية تهدد بناء المجتمع وتصيبه بالشروخ فى كل المجالات والساحات.
نحن نشعر بأن التغيير ليس فى الأشخاص، لكن فى نظم الأداء لترتقى لمستوى المجددة لتصبح أكثر استجابة لمطالب شعبًا الذى ما زالت جماهيره تشكو من بطء القرار وتدنى بعض الخدمات وغياب الحساب الإدارى، حيث تقف هيئة الرقابة الإدارية وحدها فى ساحة هذا الميدان، فهى لا تحارب فقط فى جبهة الفساد أو العمل على استئصال جذوره، لكنها تتصدى لتفاصيل الأداء التى يمكن أن يقوم بها المسئول الوظيفي.
نحن نشعر بأن تغيير الدماء وتطعيم آلية الحركة بدماء جديدة واستنفار طاقات العمل التنفيذى بخبرات قادرة على الابتكار والمبادرة وأكثر حماسًا لمطالب الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى وأكثر إدراكًا للدور المتزايد للعلم والمعرفة فى إدارة مرافق الحكم والخدمات، والنظرة الأحادية للتغيير ودلالته بخفض متوسط أعمار الوزراء ليس هى المعيار، صحيح أن مصر حاليًا تعتبر مجتمعا شبابيا يصل فيه من هم فى سن الأربعين إلى أكثر من ثمانين فى المائة، وأن هذه الفجوة التى دفعت الشباب إلى الاحتجاجات والصراخ والثورة على نخبة حاكمة التى انقطعت جيليًا انقاطعًا واضحًا مع أغلبية الشعب المصرى وتحولت الحكومة إلى مجلس أوصياء واحتكرت الصواب والحكمة، بل إنه إذا عرض الشعب مطالبه وصفوه بالتهور، بل تعرض المطالبون بحقوقهم الأساسية إلى التوبيخ والتأنيب والاستهانة وعدم النضوج الفكرى والسياسي! طبعًا زهق الناس من شعارات الإصلاح الإدارى والثورة الإدارية ونسف الروتين وكلما طرحنا شعارات الحكومة الذكية نجد الأداء الحكومى يسير على عكازين أحيانًا وفى أحسن الأحوال يمشى بنظرية البطء السلحفائي.
إن حكومة مصطفى مدبولى أمامها فرصة ذهبية لتحقيق إنجاز تاريخى بعد أن كسرت قيد متوسط الأعمار وهذا يجعلها قادرة على التفاعل مع قضايا الشباب لكى يتحول من جيل ساخط إلى جيل نابض وبهذا تتحقق مصداقية التغيير، فإن تحديث الهيكل الإدارى ليس مجرد التماس يقدم لرئيس الدولة لكنه عقيدة وإصرار وإن فساد الإدارة يفتح الباب على مصراعيه للفساد الأكبر، خاصة أن هيئة الرقابة الإدارية تقف فى خندق وحدها.