أن يأتي عيد الميلاد المجيد فرحة لجميع المسيحيين وبالذات للأقباط المصريين، أن يذهب رئيس جمهورية مصر العربية إلى الكاتدرائية لتقديم التهنئة فهي خطوة تسعد الأقباط والمسيحيين، فهي خطوة غير مسبوقة تدل على الإخاء الحقيقي بين جميع الناس وكما ذكر الإعلامي الكبير إبراهيم عيسى أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وضع حجر الأساس للكاتدرائية وأن الرئيس السادات زار الكنيسة ولكنها المرة الأولى التي يذهب فيها رئيس جمهورية مصر العربية، وأيضا أن نرى هذه الرتب الكبيرة في الكنيسة بصحبة رئيس الوزراء مع لفيف من كبار رجال الدولة من وزراء ونواب وإعلاميين وفنانين هز مشاعر المسيحيين وأكد أن تضحياتهم جاءت بنتيجة أكبر مما توقعوا بحمايتهم للأزهر وحرق كنائسهم واستشهاد شبابهم ورفضهم للاستقواء بالخارج في محنة حكم الإخوان لم تكن بلا طائل هذا على المستوى الرسمي، أما على المستوى الشعبي فما أجمل أن يأتي مولد السيد المسيح قبل المولد النبوي بأيام فقد تبادلنا التهنئة والكحك مع حلاوة المولد مع أصدقائنا المسيحيين والمسلمين.
أما على المستوى الشخصي فقد تلقيت مكالمة تليفونية من الصديق العزيز الدكتور اللواء عادل عفيفي رئيس حزب الأصالة للتهنئة بالعيد وأنا أعرف سيادته قبل أن يخرج على المعاش وإبان تأليفه كونشيرتو البيانو الأول في منزلي وبحضور صديقنا المشترك عمر الشواربي، ولما لمس اندهاشي من المكالمة وأدرك بحسه المرهف أن هذا الاندهاش من أنني قرأت تصريحا له في إحدى الجرائد أن السلام على القبطي وتهنئته تدخل صاحبها النار والعياذ بالله، قال لقد اجتزأ كلامي ولم يفهمه حق الفهم هذا الصحفي ولم أقل هذا الكلام أو أقصد هذا المعنى الذي فهمه الصحفي، فقلت ولكني سمعت وشاهدت برنامج تونى خليفة "أجرأ الكلام" وأتذكر أنني سمعت هذا المعنى بل أيضا عندما سألت عن حليت وحرمانية الموسيقى أنك قلت إنها حرام!! فقال لم أقل أن الموسيقى حرام بل قلت إن للانسان مراحل ففي مرحلة ما كنت اهتم بالموسيقى وقد مضت هذه المرحلة وأنا أهتم الآن بالسياسة لأني رئيس حزب.
والدكتور اللواء عادل عفيفي دمث الأخلاق حلو المعشر فلا تمل من جلسته فهو خفيف الدم واستمرت كتابة الكونشيرتو الأول قرابة الثلاث أشهر وقد حدثني عن فحوى الدكتوراه في أنها تبحث في جنسية المصري لأن المصري بلا جنسية منذ ثورة 23 يوليو فالقانون المصري لا يعتبر البطاقة الشخصية أو الباسبورت سندا للجنسية ولتثبت جنسيتك المصرية يجب أن تأتي بأربعة أشياء والإتيان بلبن العصفور أقرب من أن تأتي بواحدة من الأربعة، فالأولى أن تأتي بورقة تثبت أن آباء أجدادك من رعايا الدولة العثمانية وليس مجال هذه المقالة أن تبحث في الثلاثة أسباب الباقية.
فما أجمله من عيد يجمع بين تهنئة رئيس الجمهورية ورجال الدولة وشيخ الأزهر التي اعتبرها تهنئة شخصية لى واستعادت صديق تهنا فى اضابير السياسة ومشاكل الحياة اليومية، وما أجمل أن ترجع المياه إلى مجاريها خاصة في المحبة والصداقة.
وأخيرا أغنى مع الفنان الكبير محمد الحلو "يابوي يامصر اما الواحد بيحبك حب" وأضيف: "يامصريين اما الواحد بيحبكم حب".
