الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

جماعة الملالي تمارس سياسة تجويع اليمنيين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تصاعدت خلال الآونة الأخيرة تحذيرات دولية من مجاعة تهدد الملايين فى اليمن، وكان آخرها من مسئول الشئون الإنسانية فى الأمم المتحدة «مارك لوكوك»؛ حيث أكد أن نصف سكان اليمن يواجهون خطر المجاعة الذى أصبح وشيكًا جدًّا.
وقال «لوكوك»، فى كلمته أمام مجلس الأمن الدولى فى نيويورك: إن «المهمة الملقاة على عاتق وكالات المعونة ضخمة، وأكبر من أى شيء آخر واجهوه من قبل»، مؤكدًا أن الرقم الحقيقى لمن يواجهون خطر المجاعة يصل إلى ١٤ مليون شخص، وليس ١١ مليونًا بحسب التقديرات السابقة، جاء ذلك أثناء جلسة إحاطة عقدها مجلس الأمن بشأن الأزمة الإنسانية فى اليمن، الثلاثاء الماضي؛ لمراجعة الوضع الإنسانى المتردي، وبحث الصلة بين الحرب وانعدام الأمن الغذائى وخطر المجاعة.
جحيم فى مناطق الحوثي
وتأتى المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثى الانقلابية على رأس المناطق المهددة بالمجاعة؛ حيث إن المدنيين هناك يمرون بحالة إنسانية ومعيشية مأساوية تتجاوز واقعيًّا وصف المنظمات الدولية التى وصفتها بأنها الأسوأ على مستوى العالم، وتعتبر الميليشيا أن التجويع سلاح تستخدمه ضد المدنيين لتركيعهم وإجبارهم على تلبية مطالبهم.
وحرص الحوثيون على استهداف محافظة «صعدة» التى يعتبرها اليمنيون «سلة الفاكهة»؛ حيث دمرت الميليشيا معظم جسورها وتضررت بنيتها التحتية؛ ما حال دون وصول الإمدادات الحيوية إليها، وأعاق عملية جنى المنتجات الزراعية فيها، فضلًا عن تشريد الأهالى من هذه المنطقة الحيوية المنتجة للغذاء.
رفع الأسعار ومنع الإمدادات
كما أن المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيات، ارتفعت الأسعار بها إلى نسبة تجاوزت ٣٠٠٪ فى ظلِّ انقطاع الرواتب للقطاع العام بعد نهب الميليشيات للمخزون الذى كان فى البنك المركزي، وتوقف ٧٠٪ من مؤسسات القطاع الخاص بسبب الحرب والرسوم الضريبية التى فرضتها الميليشيات على التجار؛ ما أدى إلى نزوح جماعى لرجال المال والأعمال، وللأسر المتضررة وغير القادرة على البقاء، فى ظلِّ سياسة الحوثى التى فرضتها على الشعب المدنى بمختلف فئاته.
واستمرارًا لانتهاكات الحوثيين وخطتهم الممنهجة لتجويع الشعب اليمني، أقدمت الميليشيات على تعقيد الأزمة الإنسانية فى المحافظات التى تسيطر عليها من خلال احتجازها العشرات من الناقلات التجارية عند مداخل مدينة ذمار وسط اليمن؛ لفرض الجبايات والإتاوات على التجار والمستوردين للمواد والسلع الغذائية.
ووجه مسئول رفيع فى الأمم المتحدة، اتهامًا للميليشيات الحوثية بمنع وصول الإمدادات الإنسانية لنحو ٢٠٠ ألف مدنى بحاجة للغذاء والماء والعلاج فى مدينة تعز، وسلط الاتهام الأممى الضوء على جانب من رهان جماعة الحوثيين لهجة ليّ ذراع المجتمع الدولي، من خلال تأزيم الوضع الإنسانى للمدنيين، وصولًا إلى توظيفه لاحقًا فى مضمار المكاسب السياسية.
جغرافيا «الجوع»
المحلل السياسى اليمني، الدكتور عبدالملك اليوسفي، رأى أن الجوع موجود فى اليمن، ووصل الأمر إلى الموت، إلا أن تشخيص الأمم المتحدة للوضع «كارثي»، خاصة فى ظلِّ تضارب الأرقام التى يتم الإعلان عنها، وهو ما يعنى أن استثمار الجوع من الأمم يهدف إلى زيادة التمويلات التى تتلقاها الأمم المتحدة، فهناك إحصائيات تحدثت عن ٢١ مليونا مهددين بالجوع، وآخر إحصائية رسمية لعدد سكان اليمن وصلت إلى ٣٠ مليون نسمة بينهم ٩ ملايين مغتربين، وهو ما يعنى أن كل الموجودين فى اليمن جائعون، وهو أمر غير منطقي.