السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عندما تلتقي الإرادة السياسية وثوابت الجغرافيا وصناعة الأمل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هى ثوابت الجغرافيا التى تقول كلمتها الأخيرة، إذا ما توافرت الإرادات السياسية لتقريب المسافات، وتجاوز الخلافات لرسم ملامح ما هو قادم، فما يجرى الآن على مستوى القاهرة والخرطوم، أكبر من توصيفه بصفحة جديدة، أو اختزاله فى مقال أو دراسة تحليلية، فما يحققه الرئيس فى شهور قليلة فى ملفات السياسة الخارجية، يستحق أن نتوقف أمامه كثيرا سواء على المستوى العربي، الأفريقى، الإقليمى، الدولى، وفى عبارة موجزة «مصر استردت عافيتها وتأثيرها»؛ فهى حاضرة فى كل قضايا الإقليم بقناعات ثابتة لحماية الأمن القومى المصرى والعربى، وهى رقم مهم لا يمكن إغفاله فى صناعة القرار بالمنطقة والإقليم، بل وفى كثير من القضايا الدولية.
ثوابت الجغرافيا قادرة على أن تكسب الرهان إذا استندت بجانب الإرادة السياسية إلى محددات أخرى كثيرة وروافد متعددة، منها علاقات المصاهرة والنسب، والقبائل التى تنتشر بين صعيد مصر وشمال السودان تؤكد وشائج القربى، التاريخ حتى ولو طويت صفحاته يظل شاهدا على ما لا يستطيع أحد أن يمحوه، فمن مصر انتقلت المسيحية إلى السودان، ومن مصر انتقل الإسلام أيضا لأشقائنا.
ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، ما يجمعنا يضرب بجذوره عمق التاريخ، ما يجمعنا أقوى من محاولات البعض النيل من هذه العلاقة أو حسب تعبير الرئيس السيسى «إن الأيام والسنين لم تُكسب علاقتنا الأخوية إلا مزيدا من الرسوخ والمتانة والقدرة على التصدى لأى تدخلات خارجية ومعالجة أى مشكلات مصطنعة»، ما يجمعنا تحديات كبيرة ومخاطر تحيط بالمنطقة من ناحية، وآفاق رحبة للتعاون وشراكة لصناعة المستقبل بمشروعات للتنمية، مشروعات زراعية وصناعية وربط كهربائى، شراكة استراتيجية كاملة توجه رسالة أمل وتفاؤل تبشر بما ينتظر البلدان من تكامل، ظل حلما بعيد المنال لعقود طويلة، غير أن هذا الحلم نراه الآن قريبًا بين أيدينا بعد أن كان مجرد حلم غير قابل للتحقق مثل عشرات الأمنيات والطموحات فتتحول إلى عبء وكابوس لأجيال مضت.
ما يفعله الرئيس السيسى هو صناعة الأمل ليس فقط لمصر ولكن لشعوب المنطقة، للدول الشقيقة والصديقة، كم هي رسالة نبيلة وطموح مشروع أن تسعى لتغيير الواقع الصعب، وأن تجعل هدفك حماية الحاضر والعمل من أجل المستقبل، بل وأن تعمل للآخر وتمد يد الخير والبناء والتعمير، هكذا يُؤْمِن الإصلاحيون بأن السباق لا الصراع هو الذي يغير وجه العالم، والسباق لا يعنى بأى حال أن تكون وحدك أو تبحث عن صدام، وخصوم، إنما يهدف للبحث عن أرضية للتعاون والتوافق.
عشرات المشروعات التي قرأنا عنها - بلا مبالغة - لعقود، والتى ظلت مجرد حبر على وثائق، الآن قابلة للتنفيذ، لم يحدث ذلك فجأة أو بين ليلة وضحاها، ولكنها معركة شاقة تخوضها مؤسسات الدولة التى تملك أذرع قوية فى التواصل ودبلوماسية التفاوض والبناء على حسن النوايا وشفافية التوجهات بما يحقق المصالح المشتركة، إنها سياسة الخطوة خطوة والنفس الطويل، وهو ما يضمن هزيمة المتربصين والقفز فوق كل المشكلات المصطنعة، وحدها المشروعات هى القادرة على صناعة الأمل ورسم مستقبل أفضل ووأد كل محاولات الصيد فى العكر، هكذا نحلم لكننا نملك الآن تحقيق الحلم.