كعادتها المرأة المصرية تظهر فى الشدائد وعند الحاجة تجدها فى اول الصف ففى 30 يونيو كانت هى الحاضر الابرز وتقدمت الصفوف امام منصة الاتحادية والتحرير، لا أستطيع أن أعبر عن مشاهد الفرح والحب للوطن التى اظهرتها فى استفتاء الدستور فقد حولت يوم الاستفتاء الى يوم عيد وبهجة ، ملحمة وطنية فى حب مصر قادتها المرأة المصرية وكعادتها تنكر ذاتها من اجل بلدها فمن شاهد طوابير السيدات وهى تصطف لعدة مئات من الامتار دون ملل أو كلل لتعطى للعالم صورة حضارية عن وعى المرأة المصرية أبهر الغرب الذى يتباهى بالديمقراطية، أما الريف المصرى الذى كانت الجماعة الارهابية تعول عليه فى المقاطعة فقد أعطاها درسًا بأنه ليس بالزيت والسكر يحيا الانسان انما مصر عنده اغلى وأثمن من كنوز الدنيا، الفرحة والابتسامة المرسومة على وجه الجميع رغم التهديدات والوعيد ومؤامرات سحب بطاقة الرقم القومى من البسطاء استغلالا لحالة الحاجة والعوز لم تمنع الجميع من قول نعم للدستور، أما من تحدث عن قلة عدد الشباب فى الطوابير فهو مخطئ لأن الشباب ليس فى القاهرة فقط، الشباب الواعى موجود فى كل قرى ونجوع مصر، فقد وقف فى مشهد رائع يساعد الشرطة والجيش فى تنظيم دخول اللجان ومنهم من جمع المال من بعضهم لاستئجار التوك توك لنقل كبار السن من منازلهم الى اللجان، أما الدرس المستفاد من سير العملية الانتخابية هو ان الكشوف محتاجة الى مراجعة دقيقة ولابد من تقليل عدد المصوتين فى كل صندوق بحيث لايزيد على الالف صوت لأنه بعملية حسابية نجد ان مدة التصويت على يومين هى 20 ساعة تقريبا يعنى حوالى 1200 دقيقة ولو قلنا ان الناخب بيستغرق من تسجيل الاسم الى وضع الورقة فى الصندوق دقيقة ونصف نجد أن عدد الالف صوت فى الصندوق ملائم جدا .
والدرس الثانى المستفاد هو أن هناك فجوة كبيرة بين حزب النور والدعوة السلفية وبين قواعدهم على الارض فلم نشاهد أى تواجد لهم امام صناديق الانتخاب مما يدل على أن قواعد هؤلاء مازلت مع الفكر المتشدد كما كانوا فى رابعة والنهضة .
واخيرا...
النهارده مصر أثبتت للعالم ان مفيش حاجه اسمها مستحيل.
ثورتان ورا بعض وكسر للشرطة وسيطرة جماعة ارهابية على حكم مصر واقتصاد منهار ومع ذالك مصر استطاعت بقوة أعظم شعب أن ترجع الامجاد وتثبت لنفسها وللعالم ان الدولة قائمة وتعبر مرحلة مهمة فى تاريخها بجد انا فخورة انى مصرىة ولابد كل مصرى يبقى فخور بنفسه.
بجد بحبك يا مصر يا بلد النصر.