عندما وصل القيصر أخيرًا إلى العاصمة الروسية، اقترح قادة الجيش ووزراؤه المتبقين، تنازل القيصر عن سلطاته وعرشه، وقبل نيقولا الثانى الهزيمة وتنازل عن العرش فى ١٣ مارس إلى شقيقه ميخائيل رومانوف.
أعلن نواب مجلس الدوما الإمبراطورى قيام الحكومة المؤقتة التى يرأسها الأمير جريجورى لفوف، الإصلاحى المعتدل، على الرغم من أن القيادة انتقلت تدريجيًا إلى ألكسندر كيرينسكى رئيس الحزب الثورى الاجتماعي، وفى اليوم التالى ألقى القبض على القيصر.
فى سبتمبر وأكتوبر ١٩١٧، كانت هناك إضرابات من قبل العمال فى موسكو وسانت بطرسبرج وعمال المناجم من دونباس، والحدادين من جبال الأورال، وعمال النفط فى باكو، وعمال الغزل والنسيج، وعمال السكك الحديدية فى ٤٤ من خطوط السكك الحديدية. فى هذه الأشهر وحدها شارك أكثر من مليون عامل فى الإضراب، وسيطر العمال على الإنتاج والتوزيع فى العديد من المصانع.
وتعتبر الثورة البلشفية، أو ثورة أكتوبر، المرحلة الثانية من الثورة الروسية عام ١٩١٧، وقادها البلاشفة تحت قيادة فلاديمير لينين، بناء على أفكار كارل ماركس؛ لإقامة دولة شيوعية وإسقاط الحكومة المؤقتة، وتعد الثورة البلشفية أول ثورة شيوعية فى القرن العشرين الميلادي.
وفى ٢٥ أكتوبر عام ١٩١٧، قاد البلاشفة قواتهم إلى الانتفاضة فى سانت بطرسبرج عاصمة روسيا وقتها، وفى مقاومة غير فعالة من قبل ألكسندر كيرينسكى والحكومة المؤقتة، تمكن البلاشفة من الاستيلاء على المرافق الحكومية الرئيسية.
وفى ليلة ٢٥/٢٦ أكتوبر، تم إطلاق الهجوم على القصر الشتوى للقيصر الذى كان يحرسه القوزاق وكتيبة من النساء، وتمت السيطرة عليه بدون مقاومة تذكر، وأعلنت الحكومة الجديدة التى شكلها البلاشفة خروج روسيا من الحرب العالمية ورغبتها فى توقيع اتفاقية منفردة مع ألمانيا.
كما أصدر البلاشفة الذين اغتصبوا السلطة فى البلاد مراسيم تقضى بمصادرة أراضى كبار الإقطاعيين ومعامل الرأسماليين، بالإضافة إلى إعلان حق شعوب الإمبراطورية الروسية بالانفصال عنها.
