الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

صاحبة أول "ذهبية" في لعبة الكاراتيه بأولمبياد الشباب تتحدث لـ"البوابة نيوز".. ياسمين جويلي: الميدالية ملك مصر وأهديها لرئيس الجمهورية

صاحبة أول ذهبية في
صاحبة أول "ذهبية" في لعبة الكاراتية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأت الحكاية من أعماق الريف المصرى الجميل، وتحديدًا يوم 16 نوفمبر 2001، فى بيت مصرى بسيط بقرية «الحجناية»، التى تقع على أطراف مدينة دمنهور بمحافظة «البحيرة»، حيث مولد ونشأة ياسمين جويلي، صاحبة الـ 17 عامًا «فخر مصر» كما لقبها والداها، البطلة التى حققت إنجازًا غير مسبوق فى تاريخ مصر والعرب بحصد الميدالية «الذهبية» خلال منافسات «الكاراتيه» وزن 53 كجم، بالدورة الأولمبية للشباب التى أقيمت بعاصمة دولة الأرجنتين «بوينس أيرس» وانتهت منافساتها يوم 10 أكتوبر الجارى لتكون محط اهتمام الإعلام وتلفت أنظار العالم الرياضي، بعد أن تفوقت على بطلة آسيا واليابان فى نهائيات البطولة ومنحت مصر أول ميدالية ذهبية فى لعبة الكاراتيه بالأولمبياد.


بدأت صناعة الإنجاز العالمى بورقة مكتوبة بخط اليد ومعلقة على حائط بجوار باب الغرفة الخاصة بالبطلة الأولمبية «ياسمين»، لكى تكون بطلة دولية وعالمية، تجعل العالم يقف لك احترامًا وتكون محط اهتمام وسائل الإعلام المختلفة، بكل تأكيد هو حلم يراود الكثيرين ولكنهم لا يستطيعون الوصول إليه بسهولة، لأن ذلك يحتاج إلى أصحاب العزيمة «الفولاذية» الذين يستطيعون تحويل أحلامهم «المعلقة» إلى حقيقة وواقع نعيشة ويتحدث عنه الجميع بفخر واحترام، هذا ما استطاعت أن تحققه بطلة الأولمبياد، عندما خرجت من بطولة العالم خالية الوفاض، حينها قررت صاحبة العزيمة الفولاذية أن تكون بطلة الأولمبياد رغم صعوبة ذلك وقوة المنافسين، دونت ياسمين الجويلى هذه الكلمات «أنا أول الألمبياد بإذن الله» بجوار باب غرفتها ليكون هدفها دائما نصب أعينها، وليمنحها مزيدا من العزيمة والإصرار، وهو ما نجحت بالفعل فى تحقيقه بجدارة واقتدار.
«البوابة نيوز» توجهت إلى مسقط رأس بطلة الأولمبياد «فخر مصر» البطلة المتوجة بالذهب ياسمين نصر الجويلى بقرية «الحجناية»، التى تبعد عن قلب مدينة دمنهور قرابة 5 كيلو مترات فقط، وتحدثت اللاعبة وأسرتها فى حوار حصرى عن مشوارها وأحلامها والأزمات التى واجهتها والدوافع والأهداف التى تسعى لتحقيقها، فى الفترة المقبلة، وجاء الحوار كالتالي..



كيف بدأت قصتك مع الكاراتيه؟
كنت طفلة «شقية» فى الصغر، تسببت كثرة حركتى فى لفت نظرى أبى لاكتشاف موهبتى فى الكاراتيه وسمح لى بالانضمام لمركز شباب الحجناية، مخالفا بذلك حديث الكثير من أهل القرية وانتقادهم لممارسة البنت للرياضات العنيفة مثل الكاراتيه، ولكن والدى هو من كان يحفزنى دائما، ووالدتى وأسرتى بالكامل وقفت بجانبى وساعدتنى كثيرا رغم الانتقادات التى تعرضت لها.

من أول مدرب اكتشفك ووضعك على الطريق الصحيح فى الكاراتيه؟
الكابتن محمد سمير الجوهرى مدربى فى مركز شباب الحجناية، هو من وضعنى على الطريق الصحيح فى اللعبة واصطحبنى إلى طريق البطولات المحلية أولا، ثم العالمية بعد ذلك عندما انضممت لمنتخب مصر لأول مرة، واستطعت تحقيق الميدالية الذهبية ببطولة البحر المتوسط، وأنا مازلت فى صفوف مركز شباب بلدى الحجناية، قبل أن أنتقل للمؤسسة العسكرية بالسويس الذى أضافت لى الكثير ومكنتنى من المحافل الدولية بفضل الالتزام والإصرار والاهتمام بالأبطال وصناعتهم. 



ما الصعوبات التى واجهتك خلال تواجدك فى مركز شباب قريتك؟
كنا نعانى كثيرًا بمركز الشباب، بسبب ضعف الإمكانات، حتى أبسط الأشياء كنا نفتقدها وهو البساط الذى نتدرب عليه فى البداية، كنت أخوض المران مع مدربى «الجوهري» على «البلاط» بمركز الشباب، وكل هذه الأمور جعلتنى أتمسك بالحلم وأستمر فى التدريبات رغم الظروف الصعبة التى كانت كفيلة بنهاية مشواري.

وماذا عن بداية مسيرتك؟
أهم الأشياء التى كنت أفتقدها خلال مسيرتى هى الدعم والاهتمام الإعلامي، لم أظهر فى الصحف أو الاعلام إلا بعدما توجت بذهبية البحر المتوسط بالمغرب قبل ذلك كان هناك تعتيم إعلامى علينا، وأشعر دائما أن الألعاب الفردية لا تلقى الدعم المادى أو الإعلامى أو حتى الجماهيري، يظل اللاعب منا فى الظلام حتى يصنع تاريخًا أو إنجازًا يوجه إليه الأنظار ولكن دون ذلك يظل اللاعب فى الظلام مهما قدم. 



حياتك الريفية.. هل كانت لها تأثير على مشوارك؟
العادات والتقاليد القديمة كانت هى المعاناة الحقيقية فى مشواري، من المعروف قديما فى البيئة الريفية أن البنت لا تمارس الألعاب العنيفة مثل الكاراتيه، ولكنى بفضل الله استطعت التغلب على ذلك، وعدم الاستماع إلى الانتقادات، لتحقيق حلمى وهدفى ورفع علم مصر فى المحافل الدولية، وأصبحت حالة فريدة جعلت معظم بنات القرية يحبون الرياضة ويسعون إلى تحقيق نجاح لهم.

ما سبب اختيارك للعبة الكاراتيه رغم أنها رياضة عنيفة؟
الخيار كان لوالدى الذى أراد أن يوفر طاقتى ونشاطى الزائد فى الصغر، واستغلاله فى ممارسة رياضة الكاراتيه، لأنه رأى أنها الرياضة المناسبة لى والتى يمكننى فيها تحقيق نجاح، وكانت وجهة نظرة صحيحة، وأحببت اللعبة وكان هدفى الدائم النجاح وحصد البطولات والميداليات. 



كيف بدأ طريقك مع دولاب البطولات الموجود بمنزلك؟ 
البداية كانت بفشل فى بطولة الجمهورية الأولي، ثم تعاهدت مع مدربى «الجوهري» فى الحصول على البطولة التالية، وبالفعل نجحت فى الحصول على بطولة الجمهورية تحت سن 13 عامًا، عامى 2014، 2015، ثم استطعت بعد ذلك الانضمام لمنتخب مصر لأول مرة عام 2016، لأشترك فى أولى بطولاتى مع «الفراعنة» الصغار وأبدأ مشوارى على الصعيد الدولى ببطولة البحر المتوسط التى أقيمت العام الماضى 2017 بدولة «المغرب»، وأستطعت وقتها حصد الميدالية الذهبية، وذلك بعد أن تفوقت على أبطال فرنسا وإيطاليا والمغرب، لأحصد ذهبية بطولة البحر المتوسط للكاراتيه، بعدها انتقلت إلى المؤسسة العسكرية بالسويس لأستكمل مسيرة النجاح، ونجحت بعد ذلك فى الحصول على المركز الأول ببطولة أفريقيا برواندا هذا العام 2018، ثم التتويج بالمركز الثانى فى بطولة دورة الألعاب الأفريقية، ونجحت بعدها فى الحصول على المركز الثانى فى بطولة العالم بكرواتيا 2018 أيضا بمنافسات الكاتا والكوميتيه، لأتأهل من خلالها لبطولة العالم لأولمبياد الشباب بالأرجنتين التى أقيمت هذا الشهر وأنجح فى حصد الإنجاز الأبرز فى تاريخ رياضة «الكاراتيه» بمصر.
كيف استطعتِ التغلب على المنافسين الأقوياء وحصد ذهبية الأولمبياد؟
بالجد والاجتهاد بكل تأكيد كنت أجتهد فى مرانى وتدربت بكل قوة خلال العامين الماضيين، والتزمت بتعليمات جميع المدربين، واعتمدت قبل «الأولمبياد» على الدراسة الجيدة للخصوم ووضع خطط بصحبة المدربين للتغلب على جميع الخصوم وخصوصا بطلة آسيا وبطلة اليابان «رينكا» التى كانت ندًا قويًا فى المباراة النهائية، وبطلة إيران «فاطيما» التى تغلبت عليها أيضًا فى مباراة قبل النهائي.

كان لديك إصرار كبير على تحقيق ميدالية أولمبياد الأرجنتين للشباب.. فما السبب؟
خروجى من الثمانية لبطولة العالم العام الماضى خالية اليد كان الدافع الأكبر لإصرارى على ذهبية الأولمبياد، وبعد عودتى من هذه البطولة قررت أن أعوضها بالتتويج فى «الأرجنتين» وكتبت هذه الورقة المعلقة بجوار غرفتى «أول أولمبياد بإذن الله» حتى يكون هدفى دائما أمام عيني، وبفضل الله استطعت تحقيق حلمى الذى كان يراودنى دائمًا.

ما طموحك خلال الفترة المقبلة؟
ما زال لدى الكثير من الطموح والإصرار، هدفى القادم هو حصد مزيد من الميداليات والإنجازات ورفع علم بلدى مجددًا فى المحافل الدولية واقتناص ذهبية بطولة العالم 2019 المقبلة والاستعداد بقوة لأولمبياد 2024. 

ما رسالتك لرئيس الجمهورية؟
أهدى هذه الميدالية الذهبية للرئيس عبدالفتاح السيسى راعى الشباب وكل المصريين، وأتمنى من سيادته الاهتمام بالألعاب الفردية، لأنها تصنع إنجازات ونجاحات كبيرة وترفع رأية الوطن فى المحافل الدولية.

ماذا تقولين لوزير الرياضة؟
أتوجه بالشكر للدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة على دوره واستقباله لنا بالمطار، وأطالبه بتكريم لائق ومزيد من الاهتمام بالألعاب الفردية والأبطال، التى رفعت علم مصر مؤخرًا فى الكثير من المحافل الدولية، لتكون دافعًا لجميع اللاعبين فى السنوات المقبلة لتحقيق الإنجازات. 



ما الحديث القصير الذى دار بينك وبين وزير الرياضة؟
تحدث الدكتور أشرف صبحى معى فور استقبال البعثة فى مطار القاهرة، وأكد لى أنه يحب لعبة الكاراتيه ووعدنى وزملائى بتكريم مادى ومعنوى لائق خلال الفترة المقبلة، وطالبنى بمزيد من الميداليات والإنجازات فى الفترة المقبلة.

ما رسالتك لفخر مصر محمد صلاح؟
محمد صلاح لاعب كبير كافح وصنع تاريخًا حتى أصبح حديث العالم كله، وينافس على الكرة الذهبية، وظروفى متشابهة معه كثيرا من حيث النشأة والبيئة الريفية البسيطة، وأتمنى له كل التوفيق الفترة المقبلة ومزيدا من النجاحات والإنجازات، وأنا أسير على طريقه وأتمسك بالحلم مهما كانت الصعوبات.

ما رسالتك إلى المدربين والأشخاص الذين وقفوا بجانبك؟
أتوجه بالشكر إلى الجميع، بداية من رئيس الاتحاد المصرى للكاراتيه والمؤسسة العسكرية بالسويس التى منحتنى كل الثقة وأضافت لى الكثير، كما أوجه الشكر لمسئولى مركز شباب الحجناية مسقط رأسي، وصولا إلى جميع المدربين خلال مسيرتى وأصدقائى وأفراد عائلتى، وكل شخص ساعدنى وقام بتحفيزى ولو بكلمة واحدة.