الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

بائع الحلوى الصغير: أنا كل يوم في بلد.. وحلمي مصنع كبير

يوسف
يوسف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عربة خشبية صغيرة، محملة بالحلويات الشرقية، تستقر قبالة كلية الآداب، بجامعة الزقازيق، يعلوها طفل وسيم، يشع نور البراءة من عينيه الخضراوين، وابتسامة طفولية مرحة، تجذب المارة للاقتراب منه، تنتهى عادة بشراء بعض الحلوى.
يوسف محمد، طفل يبلغ من العمر ١٣ عامًا، ترك التعليم برغبته، وتسرب من الصف الخامس الابتدائي، لضعف مستواه على حد قوله، وتوجه للعمل مع إخوته الكبار، فى صناعة الحلويات الشرقية، وبيعها بالتجول فى المدن والمحافظات، تبدل الأمر معه من متذوق للحلوى كطفل مدلل، إلى صانع ومسوق لها خلال عامين من العمل مع شقيقه الأكبر، وزاده شغفًا يوميته التى يحصل عليها، كأجر نظير عمله، فأصبح مكتفيًا بدخله، الذى ينفق منه على احتياجاته، ولم يطلب من والديه مصروفًا كباقى الصغار.
يقول بائع الحلوى الصغير: «ما حبتش المدرسة، وسيبتها فى خامسة ابتدائي، لأنى مكنتش شاطر، والمدرسين كانوا بيضربوني، أول يوم طلعت أبيع فيه الحلويات كان فى مدينة المحلة الكبرى، كنت ببكى عشان ما أروحش المدرسة، وأخويا الكبير خدنى معاه، ووقفت طول اليوم على العربية الخشب، وكنت مبسوط بالسفر كل يوم فى بلد، وحصولى على أجرة يومي، لحد ما قررت أشتغل مع أخويا، ومع الوقت بقيت أشارك أخويا فى صناعتها، وعارف المقادير وإيه يضبطها ويخليها حلوة، والستات بتسألنى عن الطريقة كمان، ونفسى أحترفها وأعمل مصانع كبيرة للحلوى».
وتابع: «الحاجة الحلوة أننا بنلف البلاد، وفى الدراسة بنقف قدام المدارس والجامعات علشان الطلبة كتير، والبيع الحمد لله كويس طول السنة، ومستورة زى ما أمى دايمًا بتقول».
وعلى الرغم من سعادته إلا أن أمرًا وحيدًا يؤلمه، وهو أن يأتى يوم ويندم على عدم إكمال تعليمه، خاصة عندما يرى طلاب المدارس والجامعات.