رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خبراء يكشفون سبب الأزمة المرورية في مصر.. القاهرة تتصدر المشهد بـ5 ملايين سيارة يوميًا.. عدم التخطيط العمراني الجيد للطرق والمنشآت.. ونحتاج لمنظومة عمل إلكترونية

تقارير وتحقيقات
تقارير وتحقيقات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعاني مصر بشكل يومي من مشكلة الازدحام المروري، الذي أصبح عرضا مستمرًا في العديد من الطرق بالشوارع والميادين الرئيسية، مما يعطل حركة الحياة اليومية ويتسبب في العديد من المشكلات للمواطنين، نتيجة لتأخرهم عن مواعيد عملهم وتعطيل سيارات الإسعاف والنجدة والإطفاء بالرغم من الجهود التي تبذلها أجهزة الدولة المعنية في هذا الشأن الدولة، لمنع الاختناقات المرورية والقضاء علي التكدسات الموجودة.

وفي هذا السياق تسلط "البوابة نيوز" الضوء حول تلك الأزمة عن طريق معرفة أسبابها ووضع حلول جذريه للقضاء عليها.
قال اللواء مجدي الشاهد الخبير المروري ومساعد وزير الداخلية الأسبق، إن النصيب الاكبر من الزحام المروري في مصر يتمثل في محافظة القاهرة الكبرى، مشيرًا الي أن طرق القاهرة تتحمل اكثر من 5 مليون مركبة مختلفة اقلها تحتاج الي رحلة ذهاب وعودة يوميا، خاصة خلال اوقات الذروة الصباحية والمسائية وذلك بالتزامن مع دخول وخروج الطلاب للمدارس والجامعات، وخروج العاملين في القطاع الحكومي والخاص والذي ينتج العديد من حالات التكدس المروي في مختلف المناطق.
وأصاف الشاهد لـ"البوابة نيوز"، أن الكثير من الأسباب التي تؤدي لوجود تكدسات مرورية في محافظات القاهرة والجيزة، والتي أولها تمركز معظم الوزارات والهيئات الحكومية والخاصة والتي يحضر لها المواطنين من مختلف المحافظات لقضاء مصالحهم بداخلها، مشيرا الي العاصمة تشهد سيولة مرورية في يومي الجمعة والسبت نظرًا لانهما عطلة رسمية، والتي تجعل بقيه أيام الأسبوع تشهد كثافات مرورية والعديد من حوادث الطرق.
وأوضح أن معظم الكثافات تكون في مطالع ومنازل المحاورو الوصلات بين المناطق وخاصة المناطق الشعبية بجانب عدم التزام عدد كبير من السائقين بقواعد وآداب المرور والسرعات الجنونية، كما ان الاعطال المتكررة للسيارات والاوتوبيسات، وعيوب الفواصل المعدنية بالكباري، وعدم وجود جراجات رئيسية باستثناء جراج التحرير وبعض الجراجات الأخرى يسهم في رفع معدلات الكثافات والازدحام، مشيرا الي ان هناك عوامل بيئية وطبيعية مثل الشبورة والسيول والأمطار تسبب حدوث الزحام المروري وكسر مواسير المياه او الصرف الصحي ووجود التجمعات المائية، واعمال حفر مترو الانفاق ووجود التحويلات المرورية المؤقتة، ايضا الانتظار الخاطئ يسبب كثافات مرورية بالطريق، فضلا عن اتوبيسات النقل الكبيرة والتي تسبب شللا مروريا بالطرق.
وأكد الشاهد أن هناك عدد من الحلول لمنع التكدس المرورى، تتمثل في نقل بعض الهيئات الحكومية والوزارات الي المدن الجديدة ما سيساعد على التخص من الاختناق داخل العاصمة، بجانب الاستمرار في إنشاء العديد من المحاور والكباري والاصلاح المستمر للطرق، فضًلا عن منع سير سيارات النقل الثقيل بالطرق الاقليمية وداخل القاهرة، موضحا ان قرار مجلس الوزراء بعدم سير سيارات النقل الثقيل علي الطرق والمحاور الرئيسية بالقاهرة وسيرها علي الطريق الدائري الإقليمي من افضل الحلول التي قدمت للحد من الكثافات.

وأشار اللواء سعيد طعيمة رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، إلى أن أجهزة الدولة يجب عليها وضع حلول فورية لحل الازمة، لافتا الي عدم التخطيط الجيد في إنشاء الوحدات العمرانية وسط غياب أجهزة المحليات وعدم الالتزام بآداب القيادة، أصبحت من أهم المشاكل التى نواجهها وباتت تؤرق المجلس الاعلى للمرور والذي يقوم بدورة في اتخاذ الإجراءات الحاسمة والفعالة في القضاء علي أسباب الاختناق المرورى طوال أيام السنة العام، والتي تظهر حدتها مع بداية السنة الدراسية، مما يجعل الدولة في حاجة لوضع إستراتيجية عامة للملف المرورى لسرعة القضاء على الازدحام بالشوارع.
وأضاف طعيمة لـ"البوابة نيوز"، أن المنظومة الالكترونية الذكية للنقل أصبحت تستخدم في العديد من الدول، والتي تقوم بدورها بمراقبة الطرق والميادين العامة والمحاور الرئيسية، مستطردا: هذه المنظومة تعمل بطريقة حديثة جدا وهي مراقبة الشوارع والميادين بعد تزويدها بالكاميرات، والتي تقوم بتوجيه السائقين للمحاور البديلة لمنع حدوث اختناق مروري عن طريق وضع لوحات إلكترونية في الطرق والمحاور، والقيام بأنشاء معديات والسلالم المتحركة أعلي الطرق.
وأشار رئيس لجنة النقل والمواصلات، إلى أن الدولة المصرية لم تشهد تقدما في وضع حلول للازمة المروية وان الطرق المستخدمة لم تستحدث منذ وقت كبير، موضحًا أن الطرق تحتاج إلي دعم بخطط رقابية جديدة لضمان حماية أرواح وسلامة المواطنين، كما ان هناك تجارب أظهرت نجاحا كبيرًا في الدول العربية والاجنبية مثل استبدال العنصر البشري بالنظام الالكتروني ووضع كاميرات مراقبة، واستخدام الاشارات الضوئية، وفرض عقوبات شديدة وغرامات حاسمة علي أصحاب المحال والمطاعم، التي حولت ساحات الانتظار بالشوارع لمكان خاص بهم، فضلا عن إنشاء العديد من ساحات الانتظار تحت الأرض مثل الدول الاجنبية.
وأوضح رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، أن اللجنة البرلمانية التي يرأسها تسابق الزمن خلال الفترة الحالية لوضح حلول جذريه لمشكلات الطرق وذلك عن طريق إعداد مشروع قانون الهدف منه القضاء علي جميع مشكلات الطرق والمواصلات في جميع المحافظات، وان المجلس حاليا بصدد مناقشة قانون المرور الجديد والذي يحمل العديد من الحلول لهذه الازمة في الفترة القادمة، خاصة مع نقل العديد من المصالح الحكومية للعاصمة الإدراية.