جنود مجهولون، يستيقظون صباح كل يوم ويخرجون إلى الشارع، يجوبون منطقة العمل بالطول والعرض ولا ينظرون إلى ما يجنونه من مال، فقط يعملون من أجل إرضاء ضميرهم، ويريحونه بالجد والاجتهاد فى عملهم، واثقين فى قدرة الله على تبديل حالهم بين يوم وليلة، لطالما حلم أغلبهم بالظهور على شاشات التليفزيون، وراود حلم الشكر من المسئولين بعضهم، وبرغم أنهم يعملون من أجل راحة الناس، إلا أن «عمال النظافة» واحدة من أبرز الفئات التى يجهل المجتمع حقوقها، فهناك من يلقبوهم بـ«الزبال» وآخرون يعاملونهم بطريقة غير لائقة، وأخيرًا حان الوقت لتكريم هؤلاء المكافحين.
١٠ عمال نظافة من جميع أحياء القاهرة، تم اختيارهم حسب اجتهادهم فى العمل، وأطلق عليهم «العمال المثاليين»، حالفهم الحظ وتذكرهم المجتمع، وتم تكريمهم عرفانًا بجميلهم، حفل ضخم بأحد الفنادق الكبرى فى القاهرة، وسجادة حمراء نظيفة فرشت لاستقبالهم، ٣ أعضاء من مجلس النواب قرروا رعايتهم وضمان حقوقهم داخليًا وخارجيًا، كما فازوا بشهادة تقدير ومبلغ مالي، و«رحلة عمرة» كانت المفاجأة الكبرى بالنسبة لهم، ربما هى المرة الأولى التى اصطف فيها هؤلاء العمال المكافحون فى طابور الـ«أوبن بوفيه»، حاملين فى يدهم اليمنى الأطباق المليئة بقطع الجاتوه والكرواسون، بينما شغل كوب العصير يدهم الأخرى، وقضوا يومًا فى النعيم.
وعن حالها تقول أم هانى إحدى عاملات النظافة: «أنا كنت بنزل كل يوم شغلى وأجتهد علشان أرضى ضميري، بصراحة متوقعتش التكريم ده لينا، وأحب أشكر كل حد فرحنا.
