رفضت إندونيسيا التهديدات الأمريكية، وقررت الاستمرار فى تنفيذ صفقة طائرات مقاتلة روسية من طراز «سو-٣٥». تأتى خطوة إندونيسيا بعد الهند التى عقدت مع روسيا صفقة شراء صواريخ «إس ٤٠٠».
قالت صحيفة «الإزفيستيا»، إنه رغم العقوبات التى تفرضها الولايات المتحدة على روسيا، واحتمال أن تفرض عقوبات على إندونيسيا؛ فإن وزير الدفاع الإندونيسى، رايميزارد راتشودو، صرح أثناء اجتماع وزراء دفاع دول جنوب شرق آسيا، الذى عقد فى سنغافورة، بأن بلاده ترفض التهديدات الأمريكية. وقال: «لن نلغى الصفقة أبدًا، وأن بلاده مستمرة فى تنفيذ العقد».
وأكد تلك الأقوال السفير الإندونيسى فى موسكو، عندما قال إن تأخر تنفيذ الصفقة يعود «لتفاصيل فنية»، وليس بسبب تهديد واشنطن لبلاده بعقوبات.
ففى ٥ أكتوبر الجارى، أعلن اثنان من كبار العاملين فى المجمع العسكرى الصناعى الروسى ومصدر مقرب من الحكومة، أنه تم تأجيل تسليم المقاتلات إلى إندونيسيا، وقالوا إن السبب ربما يكون تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات على إندونيسيا.
كانت روسيا قد وقعت عقدًا لتوريد ١١ طائرة قاذفة مقاتلة من طراز «سو ـ ٣٥» فى شهر فبراير الماضى، وكانت جاكرتا تطمح فى الحصول على أول طائرة فى أكتوبر الجارى، وعلى مدى عامين من تاريخ توقيع العقد، وكان من المقرر أن تدفع إندونيسيا جزءًا من ثمن الطائرات على صورة سلع.
تجدر الإشارة إلى أن واشنطن استخدمت نفس الأسلوب مع الصين، وفرضت عليها عقوبات لشرائها طائرات «سو-٣٥» وصواريخ «إس-٤٠٠»، وتعتبر هذه هى المرة الأولى التى تفرض فيها الولايات المتحدة عقوبات على التعاون مع روسيا فى المجال العسكرى.
وشككت «الإزفيستيا» فى حجة وجود «تفاصيل فنية» عطلت الصفقة، وتساءلت: ما إذا كان هذا بسبب العقوبات التى هددتها بها واشنطن أم بسبب التسونامى، فى إشارة إلى الزلزال والتسونامى اللذين تعرضت لهما إندونيسيا مؤخرًا.
من المعروف أن المجمع العسكرى الصناعى كله يخضع للعقوبات الأمريكية، وربما لن تستطيع أى دولة وفق الصحيفة شراء أسلحة روسية، إلا إذا كانت لديها القدرة على مواجهة العقوبات الأمريكية التى قد تفرض عليها نتيجة لذلك.
