الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

سيد إبراهيم.. عميد الخط العربي

الفنان سيد إبراهيم
الفنان سيد إبراهيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تنطلق الدورة الرابعة لملتقى القاهرة الدولي للخط العربي، دورة "سيد إبراهيم"، مساء اليوم الثلاثاء في "قصر الفنون"، في ساحة دار الأوبرا المصرية، وذلك بمشاركة أكثر من 150 خطاطًا من 27 دولة، تتخلل الفعاليات ندوات وورش عمل تحت شعار "هوية أمة وإبداع فنان"، واختيرت الصين لكي تكون ضيفة شرف هذه الدورة من الملتقى.

اختيار الفنان سيد إبراهيم ليقام الملتقى باسمه لم يأت اعتباطا، فقد خاض رحلة كفاح طويلة قضاها "إبراهيم"، تبوأ خلالها مكانا مرموقا في العصر الذهبي للنهضة المصرية، بدأ حياته شاعرا، وكان محبوبا ومقربا من معلميه، وكل منهم له دور في حياته.

اكتشف الشيخ كمال الدين القاوقجي السوري الأصل والمدرس بالأزهر موهبته الأدبية، ووقف بجواره داعما له واحتضنه وشجعه على التعمق في دراسة الدين والأدب والشعر، ولم يبلغ التاسعة عشرة من عمره إلا وقد حفظ ما يقرب من ثلاثين ألف بيت من الشعر.
وكان يحفظ أشعار أبي العلاء المعري كلها، وكان لذلك أثره على إنتاجه الشعري والأدبي والخطي فقد بدأت رحلته مع فن الخط منذ طفولته من خلال البيئة المحيطة به، فهو الأخ الأصغر لشقيقين: محمد تاجر الرخام وأحمد المثال النحات المشهور، من آثاره: الحديقة اليابانية بحلوان وحديقة الأندلس بالقاهرة، فكانت ورشة الأخوين فيها مدرسة الفن الأولي التي أبهرت سيد إبراهيم، أما المدرسة الثانية التي التقط منها الطفل الموهوب دروسه الجمالية المبكرة، فكانت تلك الآثار الإسلامية الشامخة التي تزخر بها منطقة القلعة وما يحيط بها والتي تزينها كتابات وزخرفة عربية جميلة.

عندما انتقل إلى حقل الخط العربي تميز بروعة وجمال خطوطه وثراء علمه في فنون الخط حتي أصبح بحلول الثلاثين من عمره أبرز كتاب الخط العربي في مصر والعالم العربي.

ولد في حي القلعة العريق بالقاهرة في أغسطس عام 1897، والتحق بمراحل التعليم المختلفة، وكان لالتحاقه بجامعة الأزهر أثر عميق في شخصيته، ثم انتقل إلى الجامعة الأهلية من عام 1917-1930، شاهدت عيناه في جامع محمد علي، جامع الرفاعي سبيل أم عباس، ألوان كثيرة من الخطوط العربية التي زينت بها هذه المساجد وكانت مدرسته تشجعه على استيعاب ما أبدعه كبار الخطاطين في عصره.
أدرك عميد الخط العربي موهبته منذ نعومة اظافره وذلك من خلال علاقته بالخط في الكتّاب، وقام بتعلم الخط على يد الشيخ فرج والشيخ عبد الحافظ، ولكن كان الشيخ مصطفي الغر هو أول من اكتشف موهبته في الخط لانه كان معلما له بالأزهر، كما درس على يدى الشيخ محمد وهبي والخطاط حسين حسني من تركيا والشيخ عبدالغني عجور من مصر.


كان يقف بالساعات أمام خط الثلث المكتوب علي سبيل أم عباس «الذي أنشأته والدة عباس الأول» للخطاط العثماني عبدالله الزهدي كاتب الحرمين الشريفين، وأمام خطوط مسجد محمد علي الكبير بالقلعة للخطاط الفارسي سنجلاج
لم يكتف بهذا القدر من الإبداع فكان متعطشا للمزيد فكان مفتونا بخطوط اللافتات التي تحمل أسماء الشوارع بقلم الثلث للخطاط المصري محمد جعفر بك كما تأثر تأثرا شديدا بالخطاط محمد مؤنس زاده المتوفي في عام 1318هـ صاحب النهضة المصرية للخط العربي، وكان شديد الشغف بمحاكاة أعماله التي كانت متداولة.

كان أول من حصل علي لقب شعبي، وأطلق عليه لقب عميد الخط العربي دون أن يمنحه له أحد من ذوي السلطة والمسئولية، وإنما أطلقها عليه تلاميذه الأوفياء الذين تخرجوا على يده، والذين أصبح بعضهم فيما بعد من ذوي المناصب العليا في الدولة.
كانت عناصر عمادته للخط العربي متوفرة في مجالات عديدة على كافة المستويات الثقافية من كتابته في الجرائد والمجلات والكتب المختلفة ومراجع الجامعات وكراسات تعليم الخط الموزعة في المدارس على الطلاب الذي عاشت الي فترة طويله وانتهت في اواخر التسعينات.

كان إبراهيم عطاء في الفنون الجميلة، والشعر والآداب، كل هذه العطاءات لم تتوافر لخطاط مصري في القرن الماضي، باعتباره قيمة توازي قيمة الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي.
ترك الكثير من أعماله تتحدث عنه، منها كراسة خط النسخ لحكومة السودان عام1913، وكتاب فن الخط العربي ويضم نماذج لجميع أنواع الخطوط طبع سنة 1941 بمصر وبلغ ست طبعات ونشر بعد ذلك بتوسع وتم طبعه في باكستان وإيران، وقد ضم جميع أنواع الخطوط قلم الثلث والمحقق والريحان، والنسخ والتعليق والرقعة والديواني وجلي الديواني والإجازة والطغراء والكوفي، وكراسة الخط الرقعة المقررة بالمدارس المصرية التي قررت وبعد ذلك بمعظم دول الخليج.

يذكر أنه قد نشرت مكتبة الإسكندرية ضمن سلسلة دراسات الخط العربي المعاصر كتاب سيرة إبراهيم "قراءة في سيرته"، وذلك للباحث محمد حسن، أخصائي بحوث الخط العربي بمركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية.