توجد علاقة وطيدة بين جرائم القتل وانتشار تعاطي المخدرات، فقد أرجع الكثير من علماء النفس أن تداول وتعاطى المخدرات من أهم العوامل التى ساعدت على انتشار جرائم القتل.
"البوابة نيوز" رصدت عدة جرائم قتل كان مرتكبوها من متعاطي المخدرات.
بركة دماء بسبب "قرش" حشيش
"الكيف بيذل".. مقولة منتشرة بين مدمني المخدرات، وتتحول حياتهم لجحيم مقابل الحصول على جرعة واحدة مثلما حدث مع " محمد.س" الشاب الثلاثيني الذي لقى مصرعه مؤخرًا، فقد شاء القدر أن يغير مجرى حياة المجني عليه خاصة بعدما ذهب إلى المتهم وطلب منه شراء "قرش" حشيش بحكم أن الأخير معروف في منطقة عزبة النخل أنه يتاجر بالمواد المخدرة.
وبالفعل طلب المجني عليه المخدرات وفي المقابل أعطى المتهم مبلغا ماليا لكن الأخير لم يوافق عليه وطلب زيادته، واعترض الشاب على ذلك ونشبت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى اشتباك بالأيدي فأخرج على إثرها المتهم "سنجة" وسدد طعنة نافذة للمجني عليه بمنطقة البطن حتى سقط غارقا في دمائه.
عاطل يذبح زوجته
فى محافظة الدقهلية كان يقيم هذا المجرم الذى امتنع عن العمل ورغب فى بيع المنزل بعد أن أنفق جميع أمواله على المخدرات، فنشبت بينه وبين زوجته مشادة كلامية كان الهدف منها منعه من القيام ببيع المنزل فقام بقتلها أمام أبنائه.
وتلقى مدير أمن الدقهلية إخطارا يفيد بورود بلاغ لمركز شرطة ميت غمر من أحد أهالي كفر النصر التابعة لدائرة المركز بسماعه بكاء أطفال جيرانه وعندما توجه لاستعلام الأمر وجد والدتهم وتدعى "أم شروق" مذبوحة داخل الشقة والأطفال الثلاثة بجانبها واختفاء الزوج.
وانتقلت قوة من الشرطة إلى مكان الواقعة وتبين أن الجثة لربة منزل تسكن بالقرية مع زوجها وأولادها الثلاثة، كما تبين اختفاء الزوج.
ودلت التحريات المبدئية على وجود خلافات دائمة بين الزوجة وزوجها بسبب قيامها بالإنفاق على الأسرة وأن زوجها عاطل لا يعمل ويتعاطى المخدرات وأن الخلافات تزايدت مؤخرًا بسبب رغبة الزوج في بيع منزل الأسرة ورفض الزوجة ذلك.
آخر يقتل شقيقه المدمن
وفى الإسكندرية كان يقيم شاب متهور لا يبالي بمشاعر والدته، كثير التعدي عليها، لا يشغله سوى الحصول على الأموال لشراء المخدرات، بعدما دخل عالم الكيف بسبب "شلة السوء"، حاولت الأسرة تقديم النصيحة له، وتقويم مساره أكثر من مرة دون فائدة، فقد تملكت المخدرات منه بشكل مخيف، وعن يوم الحادث يقول القاتل "شقيق المدمن" وقعت مشادة كلامية بيني وبين شقيقي، بسبب محاولته التعدي على والدتنا لرفضها منحه أموالا لشراء المخدرات، وعندما تدخلت لمنعه، حاول التعدي علي بالضرب، فضربته بقطعة خشب فسقط قتيلًا.. كنت أحبه وأحاول إصلاح شأنه لكن في لحظة غضب قتلته بيدي بالتأكيد لم أقصد قتل أخي لكنه هو السبب فقد حول حياتنا لعراك مستمر، فلتسامحني دموع أمي فقد فقدت الاثنين القاتل والقتيل.
وأكد الدكتور أحمد شوقي العقباوي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أن الكثير من الدراسات العلمية قد أثبتت العلاقة الوطيدة بين المخدرات والجريمة حيث انتهت خلالها إلى أنها نابعة من مصدرين رئيسين يتمثلان فى تغير الحالة العقلية والمزاجية للمتعاطي وما يحدث نتيجة ذلك التغير من اختلال في وظائف الإدراك والتفكير وهو ما يؤدى إلى ضعف السيطرة على ضبط الذات والوقوع فى الجريمة.
وتابع: أما بالنسبة للمصدر الثانى لعلاقة المخدرات بالجريمة فهو حاجة الفرد المدمن بصفة مستمرة إلى المادة المخدرة حيث يشعر المريض بضغط الرغبة الشديدة لتعاطي المخدر الذي تعود عليه وبذلك يصبح المريض أسيرًا لعادته حيث يكون هاجسه الوحيد هو الحصول على المخدر.
وأشار العقباوى إلى أن المدمن لا يتردد كثيرًا في اتباع كل الطرق غير المشروعة للحصول على المال فقد يمارس السرقة بأنواعها من السطو على المنازل والمحلات التجارية أو التحاليل والتزوير وترويج المخدرات وقد ينتج عن هذه الممارسات ارتكاب الجرائم من قتل أو إحداث أضرار بالأرواح.
