رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مثقفون يقيمون خطة "الأعلى للثقافة": نحتاج مشروعًا لمحاربة الإرهاب وبناء الإنسان

فينوس فؤاد
فينوس فؤاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار إعلان المجلس الأعلى للثقافة عن خطة الفعاليات الثقافية التى سيتم تنظيمها بدءًا من أكتوبر الجارى، ردود فعل واسعة لدى المثقفين، فالخطة كما جاء فى إعلان المجلس من شأنها إثراء الحوار الثقافى حول أهمية القضايا الثقافية التى تشغل المثقفين والمفكرين، ودور مصر الريادى فى المنطقة، وفكرة بناء الإنسان والتنمية الثقافية المستدامة، والتى تأتى فى إطار إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى لخطة التنمية المستدامة ٢٠٣٠ ومرحلة بناء الوطن وفق خطط واستراتيجيات الاستدامة فى كل المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والصحية والتعليمية.
وحول ما أعلنه المجلس الأعلى للثقافة فى بيانه الذى صدر مؤخرًا حول خطة المجلس الأعلى للثقافة، والتى بدت تقليدية جدًا لا تفى باحتياجات المثقفين الذين طالبوا بها منذ ثورة ٢٠١١ واستكملوها بثورة الـ٣٠ من يوليو وذلك بعقد عدة ورش حملت عنوان إعادة هيكلة المجلس الأعلى للثقافة وأخرى بعنوان رؤية مستقبلية للمجلس الأعلى للثقافة، ووضعت فى نهايات تلك الورش توصيات لم يلتفت إليها أيَّ من أمناء المجلس الأعلى منذ ٢٠١١ وحتى الآن، فكل من يأتى أمين عام يبدأ من الصفر وكأننا نعيد اختراع العجلة من جديد.
قالت الناقدة التشكيلية الدكتورة فينوس فؤاد: خطة فعاليات المجلس الأعلى لم تكن على مستوى طموح المثقفين، ولا بد أن تكون هناك رؤية محددة بجدول زمنى وبأهداف قصيرة وبعيدة المدى.
وأضافت فؤاد: كان من المفترض أن يقدم البيان المحاور الأساسية التى أقرتها اللجان كبداية لمرحلة تحقيق بناء الإنسان من كل الجوانب التى تشملها لجان المجلس الأعلى للثقافة المختلفة، وكان لا بد أن تكون محددة بجدول زمنى وبأهداف قصيرة وبعيدة المدى، حتى لا يتم الهجوم على المجلس أو اتهامه بعدم أداء دوره على الوجه الأمثل.
وتابعت فؤاد فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»: «إن طموح المثقفين دائمًا واسع المدى وفى حالة تعجل لتحقيق الأهداف، بينما الثقافة فعل تراكمى يحتاج وقتًا طويلًا واسع المدى لتحقيق أهدافه التى يتشارك معه فيها عدة جهات، والمسئولة عن تحقيق تلك الأهداف».
أما الخطة المتعلقة بالصالونات الثقافية فقالت الناقدة التشكيلية: «إنها من أفضل الإضافات التى أضيفت إلى خطة المجلس الأعلى للثقافة، وأتمنى أن يكون المجلس هو المسئول الأول عن تنظيم تلك الصالونات، وإنشاء قاعدة بيانات للضيوف بها ولموضوعاتها، وأن تخرج من بين جدران المجلس الأعلى للثقافة لتنتقل إلى القرى والمحافظات المختلفة، وذلك لتحقيق دمقرطة الثقافة، ومناقشة القضايا النوعية والحفاظ على التنوع الثقافى للمحافظات المختلفة والحد من تكرار الضيوف فى الصالونات الثقافية المنتشرة فى قطاعات وزارة الثقافة المختلفة مثل الأوبرا وصندوق التنمية الثقافية وغيرها، التى انصرف الكثير منها عن الشق الثقافى الحقيقى، إلى أغراض أخرى المجتمع فى غنى عنها».
واختتمت فؤاد أنه من الجيد جدًا أن تقوم اللجان بدورها فى وضع الخطوط لعريضة لنشاط المجلس باعتبار أن تشكيل تلك اللجان تمثل مرحلة الديمقراطية التمثيلية التى يمثل كل عضو من اللجان فئة معينة لتخرج تلك الفعاليات بديمقراطية تشاركية للفئات الممثلة للمجتمع لتعبر عن الثقافة المصرية الحقيقية.
ومن جانبه قال الدكتور عبدالحكيم راضى، الخبير بمجمع اللغة العربية، وأستاذ النقد الأدبى والبلاغة: يجب علينا قبل التفكير فى بناء الإنسان أن نبحث عن الإنسان الطبيعى، نحتاج أن ننزع الأفكار المتطرفة والهدامة التى زرعت فى عقول الشباب.
أما عن فكرة «بناء الإنسان» فى إطار خطة التنمية المستدامة، فقال فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»: إن كل الأنشطة أو المؤسسات القائمة على التعليم وعلى التثقيف وعلى حماية اللغة مثل مجمع اللغة العربية لا تعمل وحدها، بينما أيضًا المجتمع ومجموعة العاملين على الثقافة يجب أن تعمل على تشجيع الناس لما تقوم به تلك الأجهزة ومدى تعاون الناس معها».
وتابع راضي: «أظن أن هذه الأهداف الكبيرة، لا تتحقق أولًا فى الوقت السريع وإنما تحتاج وقتًا طويلًا، والأمر الثانى لا تتحقق بمجرد إصدار القرارات، وإنما أيضًا بمدى الاستعداد للاستجابة لهذه القرارات ومدى واقعيتها».
وأشار إلى أن هذه الأهداف تحتاج توعية لجمهور الأمة كله، بهذه الأهداف حتى تجد صدى لها حين تصدر، مثل قرارات وزير التعليم والمتعلقة بالتطوير، فهل فعلًا تنفيذها الآن يتم بسهولة؟ لأن المجتمع كله ليس مهيئًا والإمكانيات ليست كافية».
واختتم، قائلًا: «إن ما نحتاجه الآن لبناء الإنسان يجب أن نخلص الناس من الأوهام والأفكار المتطرفة، فقبل أن أبنى إنسانا علينا أن نسعى إلى إيجاد الإنسان الطبيعى، وأن ما يوجد الآن هو إنسان مشوه، فالشباب الآن لديهم أفكار مشوهة من حيث رؤيتهم وأفكارهم عن العمل والهوية والوطنية والعمل التطوعى والجهد الذى يجب أن يبذل فى مرحلة البناء، كل هذه الأفكار لدى الشباب تكاد تكون مشوهة، وأيهما يسبق الآخر عطاء الفرد أو عطاء الدولة، فهناك أشياء كثيرة تحتاج إيجاد الإنسان الطبيعى فى مرحلة دون غيرها فنحن نحتاج نسبة كبيرة من القوى الفاعلة، فقبل أن نبدأ فى مرحلة التحسين -وهو مطلوب- لا بد من الاطمئنان من وجود الإنسان الطبيعى الخالى من الأفكار المتطرفة والهدامة ويجب أن ننزعها من جذورها من عقول الشباب المصرى.