الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الكنيسة تنتظر رسامة 6 أساقفة بعد رحيل سابقيهم خلال 9 أشهر

البابا تواضروس
البابا تواضروس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"بقطر" أول أسقف للوادي الجديد بعد غياب 8 قرون.. وبموت "أبيفانيوس" أصدر البابا 12 قرار صارم لضبط لرهبنة.. و"بيشوي" كان الذراع الأيمن للبابا شنودة

على مدار تسعة أشهر من العام 2018 وتحديدًا في الفترة من فبراير حتى الأول من أكتوبر الجاري فقدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ستة أساقفة، ثلاثة منهم فى النصف الأول من العام، وقد خلت 6 إيبارشيات كبرى من أساقفتها: وهي طما بمحافظة سوهاج، وإيبارشية منفلوط، والنصف الثاني إيبارشية الوادي الجديد، ولحق بهم رئيس دير أبو مقار، والأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ وتوابعها، والأنبا أرسانيوس، مطران المنيا.

ومن المقرر أن تتم السيامات الأسقفية والتي سيجريها البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية على مدار يومى 26 و27 من شهر أكتوبر الجارى، قبيل انعقاد سيمنار المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وبحسب مصادر كنسية فإنه من المحتمل أن يتم تأجيل رسامة ثلاثة أساقفة على إيبارشياتهم وهم أسقف ورئيس دير أبو مقار، ومطران المنيا، ومطران دمياط وكفر الشيخ، وفي السياق تردد أنباء داخل الكنيسة الأرثوذكسية بأن يتم تقسيم الإيبارشية الخاصة بالراحل الأنبا بيشوى، حيث كان يشرف على دمياط، كفر الشيخ، دسوق، رأس البر، جمصة وبرارى بلقاس ودير السيدة دميانة.

الأساقفة الراحلون بالترتيب:


"بقطر" أول أسقف بعد ثمانية قرون 

أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية في 17 فبراير من العام الحالي وفاة الأنبا بقطر، عضو المجمع المقدس وأسقف (الوادى الجديد والواحات) خلال تواجده بأمريكا بعد صراع مع مرض الكبد، وذلك فى منتصف فبراير الماضى، وهو أول أسقف للوادى الجديد منذ 8 قرون، حيث كان آخر أسقف لها يحمل اسم بقطر أيضًا، تم تعيينه باسم الأنبا بقطر أسقفًا عامًا، فى مدينة الوادى الجديد عام 2015، ثم رسمه البابا أسقفا لإيبارشية الوادي الجديد والواحات، فى يونيو 2016.

ولد الأنبا بقطر في الأقصر عام 1953، باسم سمعان فخري سمعان، وتخرج من كلية الهندسة جامعة المنيا عام 1976، وترهب عام 1980 بدير المحرق بأسيوط، باسم بيشوي المحرقي.

كان يخدم في كنائس منطقة الوادي الجديد والواحات منذ عام 1998 بتكليف من الراحل البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية


"فام" أسقف الفقراء

وفي 25 فبراير توفى أسقف (طما وتوابعها) الأنبا فام والذى سيم أسقفًا عليها فى 1980، وذلك نهاية شهر فبراير الماضى أيضا، خلال تواجده فى لندن للعلاج. وتم تجليسه على كرسيه فى يونيو 1980 حتى وفاته، وعقب وفاته أصدر البابا القرار البابوى رقم 5 لسنة 2018 بتكليف الأنبا باخوم، أسقف سوهاج وتوابعها، بالإشراف الرعوى الكامل روحيًا وإداريًا وماليًا على الإيبارشية.

وقد كلف البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الأنبا باخوم أسقف سوهاج وتوابعها بالإشراف الرعوى الكامل، إداريًا وروحيًا وماليًا على إيبارشية طما وتوابعها، بعد وفاة أسقفها الأنبا فام رئيس دير أبونا يسى بطما.

ولد الأنبا فام الراحل باسم طوبيا إسحق خير، فى ١ فبراير ١٩٤٥، وهو ينتمى لعائلة «سكلا» بإخميم، محافظة سوهاج، حصل على بكالوريوس الهندسة قسم التعدين عام ١٩٦٧. التحق بدير القديس الأنبا بيشوى بوادى النطرون فى يونيو عام ١٩٧٧ وترهب باسم الراهب مينا الأنبا بيشوى فى ديسمبر من العام نفسه، ونال درجة القسيسية فى يوليو ١٩٧٩. سيم أسقفًا على إيبارشية طما، محافظة سوهاج فى مايو عام ١٩٨٠

وحول خدمته للفقراء يقول القمص قلتة كاهن بكنيسة أبى فام بطما لـ«البوابة نيوز» إن الأسقف الراحل هو من أسس دير أبونا يسئ منذ توليه الإيبارشية وبدأ في تعميره بالتدريج وأصبح مزارًا هامًا لأبناء الكنيسة من كافة محافظات مصر، أيضًا اهتم الأنبا فام بالفقراء وخصص لهم خدمة خاصة لإخوة الرب من كنائس الإيبارشية. مشيرًا أن الأسقف اشتهر بالاتضاع واحترام الصغير قبل الكبير واهتم بذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة لمشاركته في كافة أنشطة الإيبارشية والمناقشات مع الشباب واهتم بمدراس الأحد، وحضور الاجتماعات وافتقاد أبناء الكنيسة، كما كان يهتم بحضور النهضات الروحية وأعياد القديسين السنوية.


"أنطونيوس" الهادئ

وفي 18 مارس توفي أسقف (منفلوط) الأنبا أنطونيوس، بعد صراع مع المرض، وعين الأنبا أنطونيوس أسقفًا بمنفلوط منذ عام 1986 حتى وفاته، وأسند البابا للأنبا يؤانس أسقف أسيوط، مهمة الإشراف على كنائس إيبارشية منفلوط القريبة منه بعد تدهور الحالة الصحية للأسقف الراحل. عي البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الأنبا أنطونيوس أسقف منفلوط، وفي وداعه لشعب الإيبارشية قدم البابا تواضروس العزاء في وفاة الأنبا أنطونيوس قائلًا: نودع على رجاء القيامة، وقلوب يملأها الإيمان أخانا الحبيب المتنيح الأنبا أنطونيوس أسقف إيبارشية منفلوط وتوابعها.. بعد أن حمل صليب المرض والألم زمنًا ليس قصيرًا... إنه علي مدار أكثر من ثلاثين عامًا خدم أسقفًا مباركًا في إيبارشية لها تاريخ طويل، خرج منها كثير من الآباء الذين كرسوا نفوسهم في الرهبنة والكهنوت. كذلك عمر معماريًا في حدود إيبارشيته واهتم بالحياة الرهبانية بتجديد وتعمير أديرة قديمة في المناطق التي كانت ذات يوم عامرة بالرهبان والحياة الديرية. كان هادئًا في رهبنته وفي أسقفيته وأيضًا في علاقاته". 


"أبيفانيوس" موته فجر أزمة

وفى 29 من يوليو الماضى، وقع الحادث المأساوي داخل أسوار الكنيسة بوفاة الأنبا أبيفانيوس، (أسقف ورئيس دير أبو مقار)، حيث عُثر على جثته مقتولًا فى أحد ممرات الدير المؤدية إلى الكنيسة، شغل منصبه منذ 2013 حتى مقتله، ولازالت قضية مقتل رئيس دير أبو مقار منظورة أمام القضاء ولم يسدل الستار حولها بعد. وقد وُلد فى طنطا بمحافظة الغربية، ودرس الطب، والتحق بالدير فى 17 فبراير 1984 م، ورُسِمَ قسًا في 17 أكتوبر 2002. وقال البابا تواضروس، في كلمته أثناء جنازة الأنبا أبيفانيوس "لقد كان الأنبا أبيفانيوس رئيس دير أبو مقار، بالحقيقة أسقفا منيرا، ورغم الألم الذي يعتصرنا إلا أننا نودعه على رجاء القيامة، إننا أمام هذا المصاب الجلل لا يهتز إيماننا بالله ضابط الكل وليس شيء أو إنسان بعيد عن هذا.. نؤمن أن الله يضبط حياتنا بكل تفاصيلنا وميلادنا ورحيلنا، نؤمن انه صانع الخيرات في كل حين وللجميع للأبرار والأشرار، وانه محب للبشر وحتى الخطاة هو يحبهم، وإن كان لا يحب الخطية لكنه يحب الإنسان الخاطئ لعله يتوب ويستيقظ قبل فوات الأوان".

وفي أعقاب مقتل رئيس دير أبو مقار أصدر البابا تواضروس الثاني عدة قرارات خاصة بالرهبنة عقب اجتماع للجنة شئون الرهبنة بحضور الأنبا دانيال السكرتير العام للمجمع المقدس و19 من الآباء المطارنة والأساقفة رؤساء الأديرة وأعضاء اللجنة في جلسة خاصة لمناقشة انضباط الحياة الرهبانية والديرية.. تضمنت القرارات الـ12 التالي:

وقف رهبنة أو قبول أخوة جدد في جميع الأديرة القبطية الأرثوذكسية داخل مصر لمدة عام يبدأ من أغسطس 2018 م.

الأماكن التي لم توافق البطريركية على إنشائها كأديرة سيتم تجريد من قام بهذا العمل من الرهبنة والكهنوت والإعلان عن ذلك، مع عدم السماح بأي أديرة جديدة إلا التي تقوم على إعادة إحياء أديرة قديمة، ويتم ذلك من خلال رعاية دير معترف به (عامر ). 

تحديد عدد الرهبان في كل دير بحسب ظروفه وإمكانياته وعدم تجاوز هذا العدد لضبط الحياة الرهبانية وتجويد العمل الرهباني.

إيقاف سيامة الرهبان في الدرجات الكهنوتية (القسيسية والقمصية) لمدة 3 سنوات.

الالتزام بعدم حضور علمانيين "الشعب" على الإطلاق في الرسامات الرهبانية لحفظ الوقار والأصول الرهبانية الأصيلة.

تستقبل الأديرة الزيارات والرحلات طوال العام باستثناء فترة صوم الميلاد والصوم الكبير فتكون أيام ( الجمعة والسبت والأحد ) فقط من كل أسبوع، والتحذير من زيارة الأماكن غير المعترف بها وهى مسئولية الإيبارشيات والكنائس.

الاهتمام والتدقيق بحياة الراهب والتزامه الرهباني داخل الدير واهتمامه بأبديته التي خرج من أجلها ودون الحياد عنها.

كل راهب يأتي بالأفعال التالية يعرض نفسه للمساءلة والتجريد من الرهبنة والكهنوت وإعلان ذلك رسميًا

أ‌- الظهور الإعلامي بأي صورة ولأى سبب وبأي وسيلة.

ب‌- التورط في أي تعاملات مالية أو مشروعات لم يكلفه بها ديره.

ت‌- التواجد خارج الدير بدون مبرر والخروج والزيارات بدون إذن مسبق من رئيس الدير.

لا يجوز حضور الأكاليل والجنازات للرهبان إلا بتكليف وإذن رئيس الدير بحد أقصى راهبين.

إعطاء الرهبان فرصة لمدة شهر لغلق أي صفحات أو حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي والتخلي الطوعي عن هذه السلوكيات والتصرفات التي لا تليق بالحياة الرهبانية وقبل اتخاذ الإجراءات الكنسية معهم.

مناشدة جموع الأقباط بعدم الدخول في أي معاملات مادية أو مشروعات مع الرهبان أو الراهبات وعدم تقديم أي تبرعات عينية أو مادية إلا من خلال رئاسة الدير أو من ينوب عنهم.

تفعيل دليل الرهبنة وإدارة الحياة الديرية الذى صدر من المجمع المقدس فى يونيو 2013 وهى مسئولية رئيس الدير ومساعديه.

وقد صدق قداسة البابا على هذه القرارات باعتباره الرئيس الأعلى للأديرة القبطية الأرثوذكسية.


"أرسانيوس" الشيخ الفاضل

وفي 11 أغسطس توفي الأنبا أرسانيوس، (مطران المنيا)، الذى التحق بدير السيدة العذراء المعروف بالسريان فى 14 أبريل 1958، وُسيم أسقفًا فى 13 يونيو 1976، وحصل على لقب مطران فى 2006، وُلد المطران الراحل فى 21 أغسطس 1928، وحصل على بكالوريوس الهندسة عام 1951، وخدم فى إيبارشية المنيا حوالى 15 عامًا. وقدم البابا تواضروس الثاني التعازي في وفاة الأنبا أرسانيوس مطران المنيا وأبوقرقاص الذي توفي عمر ناهز الـ90 عامًا.

وقال بابا الإسكندرية "نعزي الكنيسة في رحيل مطران المنيا، فقدنا شيخ فاضل في تاريخ الكنيسة، خدم كثيرًا وتعب، وصار في خدمة.. وخدم الأسقف الراحل إيبارشية المنيا وأبوقرقاص 40 سنة بكل محبة وكان مُحبًا للصلوات والتسابيح".


"بيشوي" الذراع الأيمن للبابا الراحل

وفي 2 أكتوبر الجاري، وبشكل مفاجئ للجميع، رحل الأنبا بيشوى (مطران دمياط وكفر الشيخ وتوابعها) من مواليد 19 يوليو 1942 بمدينة المنصورة، وعُين معيدًا بكلية الهندسة بالإسكندرية. وترهبن بدير السيدة العذراء المعروف بالسريان فى 16 فبراير 1969، باسم أبونا الراهب القمص توما السريانى، وسيم أسقفًا فى 24 سبتمبر 1972، فيما حصل على لقب مطران فى 2 سبتمبر 1990.

افتتح البابا تواضروس الثاني كلمته في مجلة الكرازة القبطية الصادرة عن الكنيسة، في عددها لشهر أكتوبر الجاري، بكلمة تعزية في رحيل الأنبا بيشوي، وقال: يعز علينا أن نودع هذا المطران الجليل مثلث الرحمات الأنبا بيشوي، نودع في شخصه المبارك مسؤوليات كثيرة تحملها وخدم في الكنيسة قرابة نصف قرن، أسقفًا ومطرانًا وممثلًا للكنيسة في كثير من المؤتمرات على مستوى العالم كله، نودع في شخصه المبارك عمود من أعمدة الكنيسة المعاصرة في خدمتها وفي عملها وفي بحثها الدائم، نودع هذا المطران الجليل الذي تعاملنا معه وكان له عمل كبير في حقل الكنيسة ليس في مصر فقط ولكن في كل العالم، كانت له صفات كثيرة، ومن صفاته الجميلة أنه كان باحثًا ومدققًا في الكتاب المقدس، كان ممثلًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في كثير من المحافل الدولية، وعضو في مجلس الكنائس العالمي، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، ومجلس كنائس مصر، وهذه المجالس الكثيرة كان يعمل فيها بكل جد وإخلاص وعلى يديه وبعلمه الغزير تحققت نجاحات كبيرة في هذه اللقاءات، وكنا نراه أنه كان الذراع الأيمن للمتنيح البابا شنودة الثالث، في مثل هذه الحوارات الكثيرة، بدءً من التسعينيات فصاعدًا، في سنوات كثيرة واجتماعات كثيرة، حتى الوصول للصياغات إيمانية مقبولة من الجميع، كان عمله دؤبًا وبحثه دقيقًا، وكان يتميز دائمًا بالاحتمال وطولة البال في البحث والحوار، ليس فقط في هذه الحوارات اللاهوتية ولكن أيضًا في مجال المجمع المقدس، فكان مقررًا في عدد من اللجان الموجودة في المجمع المقدس في لجان العلاقات الكنسية والتشريع والإيمان، ولجان القنوات الفضائية وعدد آخر من اللجان شارك فيها وكان حضوره دائمًا يتميز بعمله الدقيق حتى في الكلمة والتعبير وفي كل شيء، وكان يهتم بخطه الجميل ويكتب الكلمات والتوصيات والقرارات، كما أنه عمل سكرتيرًا للمجمع المقدس على مدار 27 عامًا".