الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الخيال أصبح واقعا.. راهب يكتب رواية في التسعينيات تتنبأ بـ"أحداث دير أبو مقار"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«ودقت الأجراس» تكشف كيف تحول راهب لـ«زعيم عصابة»

صدمة مقتل الأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس دير أبو مقار، والذى قتل خلف أسوار الدير 29 يوليو الماضي، مازالت مسيطرة على الأقباط فى مصر والخارج، وهناك حالة إنكار وعدم تصديق، خاصة الاعترافات المشينة التى أدلى بها الراهب المشلوح إشعياء المقارى «وائل سعد»، والذى وقع فى عدد من الجرائم المرعبة إلى جانب جريمة القتل البشعة، مثل السقوط فى خطيئة الزنا، والتى تعد كسر نذر لعفة الراهب، حيث تعددت جرائمه الجنسية والتى تحدث عنها بتفاصيل مخجلة.
الغريب فى الأمر أنه فى تسعينيات القرن الماضي، أصدر الراهب القس بطرس الأنبا بولا، وهو راهب بدير الأنبا بولا بالبحر الأحمر، رواية وصفت بالجريئة جدا حملت عنوان «ودقت الأجراس»، الرواية تدور حول تحول راهب إلى زعيم عصابة، ورغم أن الرواية اتخذت الوعظ المباشر أسلوبًا لعرض أحداثها ووضع مؤلفها عددا كبيرا من الصلوات والمزامير والأدعية وغيرها، إلا أن الأحداث المثيرة تسببت فى صدمة للأقباط، ولم تطبع الرواية سوى مرة واحدة.
وفى مقدمة الرواية كتب القس بطرس «لقد ألهمتنى مخيلتى أحداثا أضحت لى بمثابة خيوط نسجت بها هذه القصة التى بين يديك مستعينا بما سبق وسمعته وعاينته وطالعته فى نسج أحداثها خلال هذه الأحداث الواقعية الموضوع، الخيالية الشكل.
ويشرح هدفه قائلا: «أردت لك أن تلمس ماهية الحرب اللا منظورة التى لإبليس مع الإنسان عبر الزمان والمكان على وجه العموم ومع الراهب ساكن البرية على وجه الخصوص».
وطوال هذه الأحداث يؤكد الراهب أن «إبليس» هو الذى أوقع الراهب فى الخطيئة وترصده منذ البداية، وهذا الصوت والمبرر يتطابق فى تعليق القمص دواد لمعي، كاهن كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة، على حادثة مقتل الأنبا إبيفانيوس، والتى أرجعها إلى أن الحرب الشيطانية على الراهب تكون أكثر بكثير منها على الإنسان العادي.
الرواية 
تدور الرواية على لسان رئيسة دير للراهبات، تدعى أناسيمون، حيث تحتفل الراهبات بمرور سبع سنوات على رهبنتهن، فتتذكر ماضيها وترويه للأب الروحى للدير، ومن خلال السرد الجذاب والمشوق الذى يكشف لنا عن شخصية الراهب أغسطينوس، والذى كان يسمى سامى صليب قبل رهبنته، وهو إنسان مرهف الحس جدا، كان مسئولا عن المتحف الأثرى بالدير، ومن خلال مسئوليته تعرف على خريجة قسم الآثار، وتدعى تائيس، والتى اعترفت له بسقوطها فى طريق الملذات والشهوات ورغبتها فى التوبة على يديه، وبالفعل يقدم لها المشورة ويرشدها إلى طريق التقوي.
ومع الوقت تتحول علاقتهما من حب أبوى لابنته الروحية إلى تعلق شديد بها، الأمر الذى يطارده فى أحلامه، فيقرر التوحد فى الصحراء، ويحمل غذاء قليلا، ويخرج فى سرية من الدير، ولكن حظه العاثر يوقعه فى يد عصابة شريرة تمارس كل فنون الشر، ويصبح رئيس العصابة، على أن تقوم إحدى العاملات معهم وتدعى «جورجينا» باغتصاب الراهب، وتخضع حتى تنقذ حياته من القتل المحقق.
وفى البداية يرفض أغسطينوس كل ممارسات البغاء والشر التى تمارسها العصابة، غير أنه ينغمس سريعا معهم فى شرهم، ويمارس كل أنواع الخطايا.
وعندما ينقلب رجال العصابة على رئيسهم ويقتلونه، يختارون أغسطينوس ليصبح رئيس عصابتهم الجديد، وهكذا يتحول الراهب إلى مجرم عتيد فى الإجرام، يمارس السرقات والزنى والقتل وكل أنواع الشر.
ويخطف رجال العصابة إحدى الراهبات ليقدموها هدية لزعيمهم، الذى كان يحظى بالنصيب الأكبر من المخطوفات، وهنا نكتشف أن الراهبة هى الأم أناسيمون، وهى نفسها تائيس، التى تابت على يديه، وعندما علمت بخروجه من الدير ترهبنت.
وتقوده هذه المواجهة النارية إلى التوبة مجددا، فيترك العصابة، ويعود للدير، وينقسم الرهبان بين قبوله ورفضه، خاصة بعد أن أدلى باعترافات مفصلة بجرائمه، وعندما يقبلونه بينهم مجددا يموت.
تطرقت الرواية لقضايا شائكة، وإن نسبت كل جرائم الراهب للشيطان الذى أوقعه فى الفخ، وأيضا أشارت إلى فشل خطبته، الأمر الذى قاده بعد ذلك للرهبنة.
ورفض الأقباط الرواية رغم تكدسها بالصلوات والوعظ المباشر المكرر عن التوبة وفتح باب الرجاء والأمل للخطاة، وتخوفوا من تحول أجزاء من هذه الرواية إلى واقع معيش، فبعضهم يعتقد أن الراهب لايخطئ، وهو خيال لا علاقة له بالواقع.