رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

السوشيال ميديا ونظرية الـ"سترونج إندبندنت وومان"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مصطلح حديث ظهر في الآونة الأخيرة على صفحات التواصل الاجتماعي وخاصة "فيسبوك" و"يوتيوب" حتى أصبح متداولا بين مستخدميه ومألوفًا لدى الكثيرين، وبالنظر إلى معناه نجده يعني "المرأة القوية والمستقلة" التي تعتمد على نفسها في إدارة شئون حياتها دون الحاجة للآخرين، ويقوم على فكرة تخلص المرأة من القيود المتشددة التي يفرضها المجتمع عليها، وذلك في محيط عملها وحياتها الاجتماعية والعاطفية، ومن ثم اتخذت بعض الفتيات في المجتمعات العربية نمطًا جديدًا في ممارسة الأنشطة الحياتية.
ورغم أن المصطلح أصبح منتشرًا بين مستخدمي التواصل الاجتماعي في بعض البلدان العربية إلا أنه لاقى بعض الاعتراضات وخاصة في البداية، حيث لا تقبل المجتمعات العربية بعاداتها وتقاليدها هذا النوع من الأفكار الغربية، وخاصة وأنها تشجع المرأة على التحرر أكثر والخروج عن المسار الطبيعي للمرأة الشرقية، والملاحظ خلال الفترة الأخيرة تأثر فتيات المجتمعات العربية بتلك الفكرة التي تقوم عليها المصطلح، وأصبحنا نرى منشورات بعض الناشطات تحث الفتيات على تبني تلك المصطلحات المستحدثة والثورة على الأفكار المحافظة في المجتمعات الشرقية، ولعل آخرها كانت الإعلامية رضوى الشربيني التي طالبت بالتحرر من القيود المجتمعية وأن تعتمد الفتيات على نفسها في الحياة والاستغناء عن العنصر الذكوري باعتباره المتحكم في حريتها وبمثابة الشبح الذي يهدد مكانتها في الحياة.
والملاحظ قبل ظهور مصطلح "سترونج إندبندنت وومان"، ظهور عدة مصطلحات أخرى تدعو لتحرر المراة خلال ممارسة حياتها كان أبرزها "سينجل مازر" والتي تدعو المرأة للإنجاب خارج إطار الزواج، مما أثار حفيظة العديد من نشطاء ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وقد خرجت بعض الفتيات من خلال فيديوهات تدعم تلك الفكرة، وفي المقابل طالب ناشطو التواصل الاجتماعي بوضع حد لتلك المهازل على حد وصفهم خاصة وأنها على مسمع الجميع، مما يرسخ فكرة الانحلال الأخلاقي.
وبالنظر إلى ارتفاع حالات الطلاق في مصر نجد صلة قوية بين تلك الظاهرة التي بلغت حسب آخر إحصائية رسمية 700 ألف حالة طلاق خلال عام 2017، وبين تلك المصطلحات المستحدثة، حيث جعل مصطلح "سترونج إندبندنت وومان" المرأة لا تخشى نظرة المجتمع لها حال طلبها الانفصال والعيش بمفردها، على عكس الماضي عندما كان المجتمع يدين المطلقة وينظر إليها نظرة الجاني، وبالتالي دعونا نعترف أن تلك الأفكار الغربية قد أثرت بشكل كبير في المرأة الشرقية ونظرتها للحياة.
ولعل من أبرز الأخطار التي يواجهها المجتمع المصري حاليا بجانب ارتفاع حالات العنوسة وتأخر سن الزواج وكثرة أطفال السفاح، وهى كلها ظواهر غريبة على مجتمعنا المصري الذي طالما تميز قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي بالقيم والتمسك بالعادات والتقاليد؛ لذا فمن الضروري وضع حلول جذرية لتقنين استخدام صفحات التواصل الاجتماعي بما يحمي فتياتنا من تقليد تلك الأفكار الهدامة.