رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"أم فرحة": أبيع الذرة بالقليل وأجني بالرضا الكثير

أم فرحة
أم فرحة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«نصف السعادة رضا.. والنصف الآخر عبادة».. هذا ما تعيشه صاحبة السعادة «أم فرحة»، والتى حملت نفس صفات اسمها، فحياتها رضا وعبادة، تبلغ من العمر ٥٠ عاما، واستطاعت تجاوز صعوبات الحياة بطريقتها الخاصة، تبيع الذرة وتجعل من العسير سهلا، وتعمم البهجة على بيتها.
تقول: «قانعة بحياتى فالأرزاق على الله»، تستيقظ «أم فرحة» فى السادسة صباحا تعد الإفطار لأطفالها، قبل ذهابهم إلى المدرسة متمنية لهم التوفيق فى كل وقت، وظلت تعمل ببيع الذرة لمدة عشرين عاما وتعرضت لمواقف سيئة كثيرة.
وتابعت: بأنها تعد كمية كبيرة من الذرة لتشويها فى الفرن، وتجلس بها فى إحدى مدن طنطا لتبيعها إلى المارة بالطريق، وحين تنتهى وتكسب قوت يومها وتعود إلى منزلها وقت المغرب، تتعرض لكثير من المضايقات من المارة، فهناك من يريد أن يشترى منها وعندما تعطيه الذرة يهرب ولا يعطيها حقها من المال، وآخرون يذمونها ببعض الكلمات السيئة فى حين تصد أهوائهم، وذلك يحزنها كثيرا ولكن حين تعود بيتها لا تجد للأحزان مكانا عندما ترى طفليها، اللذين لم تراهما طوال اليوم.
وعن طفليها تستكمل: بأنها لا تجيد القراءة والكتابة، ولكنها دائما تشجعهما على المذاكرة ومتابعة دروسهما، ساعية دون كلل أو ملل فى أن توفر لهما كل مستلزماتهما الدراسية وغيرها، كى تبث السعادة فى نفوسهما، وفى آخر الأسبوع تأخذ طفليها إلى مكان عملها فى إحدى مدن طنطا كى تتشبع من رفقتهما معها، طوال اليوم بخلاف كل أيام الأسبوع.
واختتمت الأم حديثها بأنها تعانى مرض الحساسية الشديدة بصدرها، ويؤلمها ذلك كثيرا، ورغم ذلك لم تتقاعس عن بيع الذرة لأنها المصدر الوحيد لرزقها، لافتة أنه أحيانا لا يكون بالبيت وجبة لتعدها لطفليها، عند غيابها يوما واحدا لبيع الذرة فكيف لها أن تترك المهنة من أجل علاج مرضها؟ لذلك لا تكترث لأمرها كثيرا وكل ما يهمها فى حياتها أن تعلمهما جيدا وتمنحهما كل ما يحتاجانه.