الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مدينة السلام تحتضن أحلام الشباب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الطموح، التغيير، الحلم، المستقبل، الحرية.. مفردات ظلت غائبة عن المنطقة العربية طوال عقود مضت، وظلت المعاني. التى تحملها مكتومة بداخل شباب طالما بحث عمن ينصت إليه ليبلور أفكاره ويضبط طموحه ويلجم جنوحه ولكن دون جدوى، ولو أدرك أصحاب القرار قبل عشر سنوات قيمة هذه المعانى بالنسبة للشباب لجنبوا المنطقة نار فوضى حملتها رياح ما سموه (الربيع العربي) فقد فطنت دول وأجهزة مخابرات عالمية إلى أهمية استثمار طاقة الشباب، ليس لبلورة أفكارهم وتحقيق أحلامهم، ولكن للجنوح بهم إلى ما يخدم أجنداتهم فى المنطقة.
ومن خلال منظمات قيل إنها حقوقية ومنتديات عالمية ومحاضرات ودورات تدريبية فى عدة دول.. امتلأت عقول شبابنا بأفكار أغلبها مسموم، حولت أحلامهم إلى أوهام، وغزت بداخلهم الرغبة فى الانتقام من أنظمة أعرضت عن الاستماع إليهم، رغبة امتدت فيما بعد إلى المؤسسات الفاعلة مثل الجيش والشرطة، ثم طالت كل من لم يهتف خلفهم لإسقاط الدول.
نجح من جنحوا بأفكار الشباب فى إحداث الفوضى، فسقطت أنظمة، وأفلتت أخرى، وسقطت دول، ونهضت أخرى، لكن النتيجة المؤكدة هى الإرهاب الذى زرعوه مستغلين طاقات الشباب فى تفكيك الدول وتفجير مؤسساتها بالشائعات تارة، وبالملوتوف تارة أخرى،
من هنا تأتى أهمية مؤتمرات الشباب التى حرص الرئيس السيسى على تنظيمها بشكل دوري، فمن خلالها يستمع ويدون ويناقش، وفيها تتفجر طاقات الشباب الذى تركناه من قبل فريسة لأصحاب الأجندات، ومن خلال محاورها وورشها وندواتها، تنطلق الإبداعات، وتتفجر الطاقات، وتولد كوادر جديدة مختلفة وعفية ببكارة أفكارها، بعضها تحمل المسئولية، والبعض الآخر فى الطريق إليها.
كبرت فكرة مؤتمرات الشباب، لتنطلق من المحلية إلى العالمية، فكان منتدى شباب العالم فى العام الماضي، ليكون واحدًا من أبرز الأحداث، وليمهد بإيجابياته للمؤتمر الثانى الذى تستعد مدينة شرم الشيخ لاستقباله فى الثالث من نوفمبر المقبل.
ولعل هذا الإقبال من شباب العالم على المنتدى الثانى أحد الأدلة على النجاح الذى حققة المنتدى الأول، حيث تسابق ٣٥ ألف شاب من ١٥٦ دولة على تدوين أسمائهم بمجرد الإعلان عن فتح باب المشاركة، أما نسبة الشباب غير العربى التى بادرت بتسجيل أسمائها للحضور فتخطت السبعين فى المائة، وهذا دليل آخر على نجاح الدورة الأولى.
وتأتى المحاور المطروحة للنقاش فى الدورة الثانية للمنتدى لتؤكد الفارق الكبير بين دول كانت تنظم المؤتمرات للشباب لتسميم أفكارهم وتحريضهم على هدم أوطانهم، ودول أخرى تسعى لاستثمار طاقاتهم فى خدمة أوطانهم ونشر السلام لينعم العالم بالأمان، فمن مدينة شرم الشيخ التى تحمل رمزية السلام.. يتحاور شباب العالم حول فكرة السلام وكيفية بناء الدول فى مرحلة ما بعد الحروب والنزاعات، وسبل مواجهة الإرهاب ودور قادة العالم فى تحقيق السلام، وواجب المجتمع الدولى فى تقديم المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى ندوات وورش عمل ولقاءات على هامش المنتدى، وجميعها لا يحمل سوى أجندة واحدة هى أن ينعم العالم بالسلام والرخاء.
أتمنى فى النسخة الثانية من منتدى شباب العالم أن نرى (كشف حساب) من صناع الحدث، لنقف على ما تم إنجازه بعد المنتدى الأول، فهناك من يصنعون الحدث، وهناك من يستثمرونه لتحقيق أكبر فائدة منه، أتمنى مثلًا أن نعرف كيف استثمرت وزارات السياحة والآثار والثقافة والهيئة العامة للإستعلامات فعاليات المنتدى الأول، وأتمنى الوقوف على ما تم تنفيذه من توصيات طالب بها المشاركون فى العام الماضي، وعن تعاطى الإعلام مع الحدث، هل أسدل عليه الستار طوال العام الماضي، أم كان يستخدم فعالياته ما بين الحين والآخر كنوع من الاستثمار ليلقى الضوء على ما فات ويروج لما هو قادم؟