الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جاءني يسعى «2-2»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مَنْ هو فيليب مارسيه وما قصتهُ؟
«.... جاءت عائلتهُ واستقرت بالجزائر، وقد أتقنت اللغة العربية واللهجات الجزائرية، وبالجزائر وُلد فيليب عام 1910، والده «ويليام مارسيه» أسس لواحد من أهم المشاريع اللسانية (دراسة اللسان العامى)، وهو صاحب مفهوم الثنائية اللغوية، وعمه «جورج مارسيه» اهتم بعلم الآثار الإسلامى كما أعتبر مؤرخا للفن الإسلامى بالجزائر، ورث فيليب عن والده ذلك الانشغال وأصبح من أبرز اللسانين الفرنسيين الذين ارتبطت مسيرتهم العلمية بمسيرة موازية فى الحقل السياسي، فمارسيه درس لهجات الجنوب الجزائري، وهو أحد مؤسسى جامعة «الجزائر» التى عمل بها أستاذًا للحضارة الأفريقية الشمالية، وذلك منذ العام 1953، وبعد استقلال الجزائر انتقل للتدريس بالجامعات الفرنسية، ثم بجامعة «لياج» ببلجيكا وقد شغل بها مقعد اللغة العربية ثم تقاعد عام 1980، وتوفى بباريس عام 1984، وفيليب مارسيه كما أنه عالم لسانى مُعتبر فهو رجل سياسة وله إرادة سياسية مُعبرة عن توجهه الذى نادى بدعم لمشروع الجزائر الفرنسية، كما انضم إلى حزب اليمين الفرنسى الذى رشحه لرئاسته عام 1965». إلى هنا ينتهى الاقتباس بتصرف من أطروحة الباحثة ريمة لعريبي، وسأضيف هنا تعليقا لعالم الاجتماع الفرنسى الفيلسوف الشهير «بيير بورديو»، وهو أحد الفاعلين الأساسيين بالحياة الثقافية والفكرية بفرنسا، وأحد أبرز المراجع العالمية فى علم الاجتماع المعاصر، بل إن فكره أحدث تأثيرًا بالغًا فى العلوم الإنسانية والاجتماعية منذ منتصف الستينيات من القرن العشرين، فعن العائلة «مارسيه» التى اضطلعت بدور سياسى وثقافى وأكاديمى تنقلهُ لنا الباحثة الجزائرية لعريبى كتب: لقد كانت عائلة مارسيه فى الجزائر مثالا عن الباحثين المعربين الذين لم يكن لهم تكوين محدد، وقد كان لهم نفوذ واسع فى جامعة الجزائر حيث كانوا يوزعون مواضيع البحوث، كما كانوا يمثلون ما يمكن أن نطلق عليه الأثنولوجيا الاستعمارية.
عند الرجوع لصفحة فيليب مارسيه بالويكبيديا الفرنسية نجد فى خانة أعماله إصدارهُ لأربعة كُتب فى السنوات التالية: 1954 وهو ما تعلق بنصوص الجيجيل الجزائرية، 1977 أصدر فيها كتابين بعنوان: «نصوص مغاربية»، 2001 وهى السنة التى خرج فيها كتابه عن «نصوص فزان»، وباعتبار أنه توفى عام 1984، فذلك ما يعنى أن مدونته الأخيرة أصدرها آخرون، ففى دراسة المجلة الفرنسية يظهر المقال مرفقا بمُحققين للمدونة الفزانية،التى تاريخيا كانت أول ما جمعه حسب والدى ورفاقه بين منتصف وأواخر أربعينيات القرن الماضي، وفى أطروحة الجيجل ما يُقارب وصفا توثيقه لواحة براك وربما غيرها أيضا، وأقصد مُعاينته لحياة الناس وأشكال التعبير فى المناسبات المختلفة، فعملهُ الميدانى والاندماج بالمجتمع المحلى منهج اعتمده أينما حل، وحتى وهو يتقن التحدث بلهجات المناطق التى زارها إلا أنه أعتمد شبابا من المنطقة التى يبحث فيها لجمع النصوص وكتابتها لضمان مصداقية ومسؤلية النقل، وبالتالى قام بترجمتها ترجمة أمينة حسب لهجة الجيجل، وعلينا إثبات ذلك فى ما وثقه لواحات الجنوب الليبى التى شق أول رحلته البحثية اللسانية بها رغم أنها صدرت كتابا مُحققا عقب وفاته، وفى صدور مدوناته عن الجزائر سبقا عن الجنوب الليبى ما تعليلهُ أن رؤيته للجزائر كمُستعمرة فرنسية لقرن ويزيد مع نداءاته السياسية التى تبنى فيها فرنسة الجزائر ما يُجيب عن تلك الأسبقية، الغريب أن الباحثة الجزائرية «ريمه لعريبي» أهملت الإشارة إلى كتابه الأخير 2001، الذى أسس عليه بقية أبحاثه التى بدأها فى الجنوب الليبي.
إن ما حصلت عليه ووصلنى من روابط مرجعية تتطلب ترجمة دقيقة كونها تمثل مخزونًا وربما كشفا يجدر العناية به، وأجدنى أعيد الانتباه لمؤسسة ليبية تمثل مرجعًا لكل باحث هو «المركز الليبى للمحفوظات والدراسات التاريخية - (مركز الجهاد سابقًا) - بتوسيع دائرة من يبحثون ويُستشارون بمعية باحثى التاريخ والآثار لتشمل علم المكتبات والمعلومات واللغات وعلم الاجتماع، كما تخصصى الصحافة والأدب فهما معنيان أيضًا بما يقع بحثه وترجمته، بمن عنى بجغرافيتنا الليبية رغم أغراض تلك العناية والاهتمام إلا أنها وثائق ومراجع مهمة حين تغيبُ مراجعنا وتوثيقنا!