تفوح شوارعها بالروائح الذكية، ويعطر الرحيق أنفاس المارة في كل شبر منها، مع مزيج من أصوات الحضرات ومجالس الذكر المُنبعثة من الخيام وحلقات الذكر.. هنا ترى العاشقين هائمين في «ملكوت الأرواح»، والمريدين يترنحون في عشق الله وحب «آل البيت»، مرددين «الله حي.. الله حي» وغيرها من عبارات الذكر، هنا يُحاوطك الزحام من كل جانب؛ ولكن تشعر ببراح ومتسع في قلبك، هنا.. الخيرات تملأ الأركان والجوانب، والشوارع تغمرها روائح الذبائح ونفحات الخيريين من «الفول النابت والدُقة والحمص» وغيرها.. أنت الآن في حضرة «شيخ العرب وأبا الفتيان» السيد البدوي، بمدينة طنطا بمحافظة الغربية.
هنا المريدون لا يلقون بالًا للدنيا، غير الهدف والمراد الذي جاءوا من أجله مهرولين من مختلف البقاع والأقطار، هنا تجد القلوب تنبض بالذكر، والأرواح تُحلق فوق السحاب بالمديح، والعقول تسبح في ملكوت الكرامات، المئات بل الآلاف مصاحبين بعضهم البعض، قد لا يعرف أحدهم الآخر؛ ولكن جميعهم على منوالٍ واحدٍ، فهذا عشقُّ مختلفُّ ليس بمقدورك أن تدركه، إلا إذا كنت عاشقًا ولهانًا ومريدًا طالبًا لصحبة الأولياء وذوي الكرامات.
لا يمر أحدٌ من هنا، إلا ويلمس جود الخيرين، فالجميع لا بد أن يتذوقوا من نفحة مريدي شيخ العرب السيد البدوي، فـ «النابت والكفتة واللحم والدقة والحمص»، طعامهم الأساسي، الذي يعقبه «شوية شاي»، بعد أن أعده القائمين على خدمة الزائرين، فالجميع يسارعون في الخيرات، وضيافة المحتفلين وإكرام السائلين، فضًلا عن جبر الخواطر، فمن يذهب إلى «البدوي» لا يرحل دون أن تلمس روحه «النفحة والكرامات».
