الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا تواضروس يفتتح عدد الكرازة بكلمة تعزية في رحيل الأنبا بيشوي

البابا تواضروس
البابا تواضروس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
افتتح البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كلمته في مجلة الكرازة القبطية الصادرة عن الكنيسة، في عددها لشهر أكتوبر الجاري، بكلمة تعزية في رحيل الأنبا بيشوي، مطران دمياط وكفر الشيخ.
وقال البابا في كلمته الافتتاحية: يعز علينا أن نودع هذا المطران الجليل مثلث الرحمات الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير الشهيدة دميانة بالبراري، نودع في شخصه المبارك مسؤوليات كثيرة تحملها وخدم في الكنيسة قرابة نصف قرن، أسقفاً ومطراناً وممثلاً للكنيسة في كثير من المؤتمرات على مستوى العالم كله، نودع في شخصه المبارك عمود من أعمدة الكنيسة المعاصرة في خدمتها وفي عملها وفي بحثها الدائم، نودع هذا المطران الجليل الذي تعاملنا معه وكان له عمل كبير في حقل الكنيسة ليس في مصر فقط ولكن في كل العالم.
وتابع البابا: مثلث الرحمات الأنبا بيشوي كانت له صفات كثيرة، ومن صفاته الجميلة أنه كان باحثًا ومدققًا في الكتاب المقدس، وبالأحرى كان موسوعة في الكتاب المقدس، وكان له التدقيق الشديد حتى في الحروف وليس في الكلمات فقط، وأن محبته للكتاب المقدس جعلته سابحًا في الكتاب يبحث عن الجواهر وكل جديد، كما يستخرج المفاهيم اللاهوتية والروحية الكثيرة.
واستكمل البابا، أن الأنبا بيشوي كان يغوص في أعماق الكتاب المقدس كثيراً، وكنا نراه في عظاته يوصل لنا أعماق مواضيع كثيرة في العهد القديم والجديد، كما كان ممثلاً للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في كثير من المحافل الدولية، وعضو في مجلس الكنائس العالمي، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، ومجلس كنائس مصر، وهذه المجالس الكثيرة كان يعمل فيها بكل جد وإخلاص وعلى يديه وبعلمه الغزير تحققت نجاحات كبيرة في هذه اللقاءات.
وقال تواضروس، أنه كان رئيس اللجنة المشتركة بين الكنائس الشرقية القديمة وبين الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية في الحوارات اللاهوتية عبر عشرات السنين، وكنا نراه أنه كان الذراع الأيمن للمتنيح البابا شنودة الثالث، في مثل هذه الحوارات الكثيرة، بدءً من التسعينيات فصاعدًا، في سنوات كثيرة واجتماعات كثيرة، حتى الوصول للصياغات إيمانية مقبولة من الجميع، كان عمله دؤبًا وبحثه دقيقًا، وكان يتميز دائماً بالاحتمال وطولة البال في البحث والحوار، ليس فقط في هذه الحوارات اللاهوتية ولكن أيضاً في مجال المجمع المقدس، فكان مقرراً في عدد من اللجان الموجودة في المجمع المقدس في لجان العلاقات الكنسية والتشريع والإيمان، ولجان القنوات الفضائية وعدد آخر من اللجان شارك فيها وكان حضوره دائماً يتميز بعمله الدقيق حتى في الكلمة والتعبير وفي كل شيئ، وكان يهتم بخطه الجميل ويكتب الكلمات والتوصيات والقرارات، كما انه عمل سكرتيراً للمجمع المقدس على مدار 27 عاماً.
وكان عمله يكتب تقرير في كل جلسة بخطه ويوقع عليها البابا وأعضاء المجمع ويحفظها في سجلات، وكان دقيقاً في كل كلمة تُذكر.
ونتذكر له أيضاً أنه كان يعمل معمراً في إيبارشيته الواسعة ويبني الكنائس، ويهتم كثيراً بالتعمير في دير القديسة دميانة للراهبات والمكرسات، وصار رئيساً لأكبر دير في الكنيسة القبطية يحوي عدداً كبيراً من الراهبات وله خدمة كثيرة في كل مكان، واهتم أيضاً بالتعمير في إنشاء عدد من الكنائس خارج مصر، وكان له علاقة قوية جداً بالكنيسة الأثيوبية والآريترية وفوق كل هذا نذكر له محبته للفقراء، حيث أن هذا الجانب قد لا يعلمه الكثيرون ولكنه كان يخدم حالات كثيرة تحتاج مساندة ورعاية بكل صورها.
ونحن في ألم شديد يعز علينا فراقه المفاجئ ولكننا نراه يصلي من أجلنا في السماء، بإسم المجمع المقدس، والأباء المطارنة والأساقفة، وبإسم الكنيسة وكل هيئاتها نعزي أبنائه الأحباء وكل محبيه وأيضاً الأمهات والمكرسات في الدير، ونعزي كل اللذين تعاملوا معه وليس في مصر فقط، ولكن في خارجها أيضاَ، وفي كل المحافل التي تواجد فيها، نودعه على رجاء القيامة، ونصلي أن يعطينا الله النهاية الصالحة، ويعطينا أن نمجده، خالص تعزياتي للجميع.
واختتم البابا كلمته: أنه لولا السفر وبرنامج الزيارة في الولايات المتحدة الأمريكية المُعد مسبقاً لكنت حضرت معكم، ولكنني أحضر معكم حضوراً فردياً، وأشارككم العزاء راجياً أن يعزينا الله جميعاً.
يذكر أن الأنبا بيشوي توفي في 2 أكتوبر الجاري عن عمر يناهز الـ76 عام، عقب إصابته بأزمة قلبية، وكان البابا تواضروس في رحلة رعوية للولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 13 سبتمبر حتى 12 من أكتوبر الجاري، وفور عودته لأرض الوطن توجه البابا لدير الشهيدة دميانة لتقديم العزاء في وفاة رئيس الدير الأنبا بيشوي وزيارة قبره، حيث تم دفنه بالدير.